السبت 18 مايو / مايو 2024

القمة الثلاثية في طهران.. هل هي الردّ على زيارة بايدن إلى المنطقة؟

القمة الثلاثية في طهران.. هل هي الردّ على زيارة بايدن إلى المنطقة؟

Changed

قراءة تحليلية لـ"العربي" عن أبعاد وأهداف قمة طهران (الصورة: رويترز)
تجمع قمة إيران الرؤساء الثلاثة فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، وإبراهيم رئيسي، معًا لأول مرة منذ بداية الهجوم العسكري على أوكرانيا في فبراير.

تعقد قمة روسية إيرانية تركية في طهران لبحث ملفات عدة، على رأسها الحرب الأوكرانية والعملية العسكرية التي تنوي أنقرة شنها في شمال سوريا، على وقع قلق واشنطن من سعي موسكو خلالها للحصول على طائرات مسيرة إيرانية.

فأهمية هذه القمة أنها تجمع الرؤساء الثلاثة فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، وإبراهيم رئيسي، معًا لأول مرة منذ بداية الهجوم العسكري على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وتأتي القمة في وقت تلعب فيه تركيا دور الوسيط بين موسكو وكييف لكسر الجمود في ملف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، الذي تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًا.

كما يعقب هذا اللقاء الثلاثي جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة العربية منذ أيام قليلة، حيث كان الملف النووي الإيراني أحد أبرز الملفات التي طرحت فيها.

ومن المتوقع أن يجري الجانبان الروسي والإيراني مباحثات معمقة في هذا الملف، في وقت لا تزال طهران ترفع سقف شروطها قبل إعادة إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والغرب.

هل قمة طهران رد على قمة جدة؟

وفي قراءة لتوقيت هذه القمة وتزامنها مع التطورات الإقليمية والعالمية، يرى الكاتب والمحلل السياسي سمير صالحة من إسطنبول، أنه لا يمكن الربط كثيرًا بين زيارة بايدن وقمة جدة، وبين القمة الثلاثية في طهران.

ويشرح صالحة لـ"العربي" أن هذا اللقاء أقر في الآونة الأخيرة ولم يكن مجدولًا أو محضرًا له مسبقًا، وهدفه الأول كان لقاءً تركيًا – إيرانيًا إلا أنه بعد ذلك تم تحويله إلى قمة ثلاثية بمشاركة بوتين.

وأكّد المحلل السياسي أن جدول الأعمال الأهم في هذه القمة هو الملف السوري، بحيث ستكون القمة هي السابعة على مستوى مسار أستانة في التعامل مع هذا الملف رغم عدم تحقيقها الكثير في السابق.

في هذا الخصوص يقول صالحة: "لا أعول كثيرًا على أن تكون نتائج اجتماعات أستانة الثلاثية في طهران، فيها الكثير من المفاجآت"، معتقدًا أن التركيز سيكون على الملفات الثنائية والحوار الثنائي بين الأطراف وانعكاسات ذلك على أكثر من قضية تعني الدول الثلاث.

هل تتراجع تركيا عن عمليتها العسكرية في سوريا؟

كذلك، يستبعد صالحة احتمال توصل تركيا وإيران إلى حل دبلوماسي في القمة بشأن التهديد التركي بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، في خطوة تعارضها طهران بشدة.

فالموقف التركي وفق المحلل السياسي واضح جدًا منذ شهرين، حيث شدد أردوغان مرارًا على أن أحد أهداف هذه العملية هو إنشاء منطقة آمنة على الحدود السورية – التركية المشتركة.

أما الموقف الروسي الإيراني في هذا الشأن فهو رفض مشترك لهذه العملية العسكرية، "وهذا ما سيناقش طبعًا اليوم في طهران" على حد قول صالحة.

مفتاح أزمة القمح العالمية

وعن أهمية قمة طهران اقتصاديًا لا سيما في ما يتعلق باتفاقيات التعاون المرتقبة بين الأطراف الثلاثة، يقول سمير صالحة إنها تتجلى في نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بوساطة تركية أو أممية، وهي نقطة ستكون ضمن النقاشات بين الرئيسين التركي والروسي.

وتابع صالحة: "أستطيع أن أقول إن تسهيل الإفراج عن آلاف الأطنان من القمح والحبوب المحتجزة في الموانئ الأوكرانية، هي النقطة الأساسية بالنسبة لتركيا في هذه الزيارة إلى جانب الملف السوري".

في المقابل، يلفت الباحث الكاتب والمحلل السياسي سمير صالحة إلى أن موقف بوتين يمثل أهمية كبيرة اليوم، "لأنه هو من سيساعدنا على معرفة ما إذا كانت القمة ستمهد لتوقيع اتفاقية تفعيل مسألة النقل".

وفي الشق الاقتصادي الآخر، فيتطرق صالحة إلى أن العلاقات التجارية بين روسيا وتركيا "محمية بشكل أو بآخر"، منبهًا من هذا الإطار إلى وجود تراجع في العلاقات التجارية التركية – الإيرانية، بحسب ما تظهر أرقام التبادل التجاري.

أما أسباب هذا التراجع فهو انعكاس مباشر لتباعد الآراء السياسية والأمنية حول الملفات الدولية الكبيرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close