الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

حماس تركي ورفض غربي.. هل ينفذ أردوغان تهديده بشن عملية شمالي سوريا؟

حماس تركي ورفض غربي.. هل ينفذ أردوغان تهديده بشن عملية شمالي سوريا؟

Changed

نافذة ضمن برنامج "قضايا" حول أهداف العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سوريا ومستقبل اللاجئين السوريين (الصورة: رويترز)
بحسب أنقرة، فإنّ الهدف الأساسيّ من العملية هو حماية أمنها القومي في ظلّ انتشار المجموعات الكردية، وإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم بشكل طوعي.

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا، قائلًا إنّها تستهدف من تصفهم أنقرة بـ"الإرهابيين".

وكشف أردوغان أنّ بلاده بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارها المتعلق بإنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترًا شمال سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من "الإرهابيين"، بحسب وصفه.

يأتي ذلك ضمن جهود تركيا لاستكمال الحزام الأمني الذي تعمل على إقامته على طول حدودها مع سوريا، كما شرعت في تفكيك أجزاء من جدار خراساني قرب مدينة عين العرب كانت أنقرة شيّدته على طول الحدود التي تصل إلى 911 كيلومتر مع سوريا.

ما الهدف من العملية التركية المرتقبة؟

بحسب أنقرة، فإنّ الهدف الأساسيّ من العملية هو حماية أمنها القومي في ظلّ انتشار المجموعات الكردية، وتحديدًا قوات سوريا الديمقراطية، وإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم بشكل طوعي.

إلا أنّ مؤسسات حقوقية ندّدت بالمشروع لما وصفته بالإعادة القسرية للنازحين السوريين في البلاد، مشيرة إلى أنّ المشروع يعزّز موقع أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) خلال الانتخابات التركية في صيف العام المقبل، ولا سيما في ظل وجود احتقان في الشارع التركي من طول أمد الأزمة السورية وأيضًا ما سبّبته الحرب من تهديدات أمنية على الحدود.

كما أنّ الحماس التركي للعملية العسكرية يواجهه رفض غربي، فوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر تركيا، وهو عضو في حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، من مغبة تنفيذ هجوم عسكري في سوريا، قائلًا إنه سيعرّض المنطقة للخطر. إلا أنّ أردوغان ردّ أنّ أنقرة لا تنتظر إذنًا من الولايات المتحدة لشنّ عملية عسكرية جديدة في سوريا.

وبالإضافة إلى واشنطن، أبدت إيران اعتراضها على أي عملية من هذا النوع تقوم بها تركيا. وأضافت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ العملية العسكرية المحتملة ستؤدي إلى مزيد من التعقيد والتصعيد في سوريا.

عمليات عسكرية تركية داخل سوريا

يذكر أنّ تركيا خاضت عدّة عمليات عسكرية داخل سوريا، أبرزها درع الفرات عام 2016 التي استمرّت سبعة أشهر وانتهت بالسيطرة على مدينة جرابلس ومحيطها قرب الحدود التركية، ومدينة أعزاز، ومدينة الباب شرقي حلب.

وفي عام 2018، بدأت تركيا عملية عسكرية تحت اسم "غصن الزيتون" بهدف السيطرة على مدينة عفرين السورية. أما في 2019، فأعلن الرئيس أردوغان بدء العملية العسكرية "نبع السلام" شمالي سوريا لإبعاد الوحدات التركية عن الشريط الحدودي بعد انسحاب أميركي من الحدود.

تقدّمت القوات التركية والفصائل السورية بغطاء جوي وبري مكثّف في إجمالي مساحة تقدر بـ4875 كيلومترًا مربعًا، وهدفت العملية لإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين على طول الحدود مع سوريا بعمق 32 كيلومترًا ستضمّ مدنًا وبلدات من ثلاث محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة.

وخلال هذه العمليات، أرسلت أنقرة إلى داخل الأراضي السورية الآلاف من القوات الخاصة وقوات الكوماندوس التي تعد نخبة القوات المسلحة التركية، مدعومة بدبّابات ومدرعات ووحدات مدفعية وصاروخية.

هل أصبحت العملية العسكرية التركية "حتميّة"؟

ولا يعتقد الباحث المتخصص في العلاقات الدولية سعيد الحاج أنّ العملية العسكرية في شمالي سوريا أصبحت "حتمية فعلًا".

ويشير في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ هناك رؤية تركية واضحة بخصوص إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري تحمي الأراضي التركية والحدود التركية من منظمات انفصالية وإرهابية بحسب التصنيف التركي.

لكنه يلفت إلى أنّ أيّ عملية عسكرية تركية في سوريا تحتاج في نهاية المطاف إلى متطلبات عسكرية وميدانية ولوجستية، وأيضًا إلى شبكة علاقات سياسية وتفاهمات تحديدًا مع واشنطن وموسكو، وهو ما لم يستكمَل حتى اللحظة.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ تركيا ما زالت في إطار التهديد والتلويح بالعملية، إلا انّ هذا التلويح يبدو اليوم أكثر جدية وصرامة من التهديدات السابقة.

ويوضح أنّ السياقات الدولية والعالمية، وتحديدًا المتعلقة بتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، تعطي تركيا فرصة غير مسبوقة لتحقيق مكاسب إضافية على غرار تأمين المنطقة الآمنة بالنسبة لها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close