كشفت دراسة أجراها المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية وجود صلة محتملة بين المحليات الصناعية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية.
وبينما لا تُعد هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى وجود صلة بين المحليات الاصطناعية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، غير أنها تعتبر الأوسع حيث تضمّنت بيانات لأكثر من 100 ألف مشارك.
وقد قارن الباحثون في نهايتها عدد الحالات المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، التي مر بها الأشخاص الذين تناولوا المحليات الصناعية، مع عدد الحالات التي عانى منها الأشخاص الذين لم يستهلكوا هذه المحليات.
وأبلغ المشاركون عن 1502 حالة قلبية ووعائية أثناء المتابعة، بما في ذلك 730 حالة لمرضى القلب التاجي.
"عدم المبالغة في استهلاك المحليات الصناعية"
وتعتبر المختصة في التغذية العلاجية والسمنة عائشة صقر أن موضوع المحليات الصناعية من أكثر المواضيع الشائع نقاشها في الوسط العلمي، لا سيما الأوساط التغذوية.
وتقول في إطلالتها عبر "العربي": إن أنواع وأشكال هذه المحليات تعددت، وبتنا نجد العديد من المسميات في الأسواق، ما قد يجعل عامة الناس يواجهون صعوبة في تمييز الأفضل بينها.
وتعزو سبب انتشار هذه المحليات بشكل واسع إلى أن نسبة مرتفعة من الناس يعانون من الوزن الزائد، وكذلك إلى "براءتها" من التسبب بأي مشاكل في الأسنان لدى الأطفال، الأمر الذي جعلها بديلًا مناسبًا للعديد من الأمهات.
كما تشير إلى عدم زيادة معدل السكر في الدم لدى المصابين بالسكري عقب استهلاك هذه المحليات.
وبينما توضح أن الأغذية هي كما الأدوية لديها حسنات وإيجابيات، تقول إن الأولى متى تفوقت على الثانية يتم استخدام المواد الغذائية. وترى أن صناعة المحليات الغذائية في تقدم مستمر، مشيرة إلى أن بعض أنواعها كان يسبّب في الثمانينيات السرطانات، فتم استثناؤه من الأسواق.
إلى ذلك، تنصح صقر بعدم المبالغة في استهلاك المحلّيات، شارحة أن أي مادة تتراكم في الجسم تكون ذات سمية معينة وتتراكم في الكبد، فتسبّب ظهور مشكلة صحية معينة على المدى البعيد. وتوضح أن استخدام هذه المحليات مرة في الأسبوع أو مرتين لن يسبّب سمية.
وصقر التي تشير إلى أن المواد الصناعية موجودة أيضًا في رقائق البطاطا والشوكولا والبسكويت وليس فقط في المحليات، تتحدث في المقابل عن استهلاك الأغذية المضادة للأكسدة، والتي تعمل من جانبها على تخليص الجسم من السموم، مؤكدة أهمية الإكثار منها.