طالب الرئيس الصومالي أمس الأحد، المجتمع الدولي بتقديم المساعدة للمصابين في هجوم بسيّارتَين مفخّختَين السبت في العاصمة مقديشو، في الوقت الذي تواصل فيه الجرافات الإثنين تمشيط موقع الانفجار بحثًا عن ضحايا تحت الأنقاض.
وتبنّت حركة الشباب الهجوم، الأكثر دموية منذ خمس سنوات، مؤكدة أنّ مقاتليها استهدفوا وزارة التعليم. وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة 300 شخص بجروح على الأقل.
وانفجرت سيّارتان مفخّختان بفارق دقائق قرب تقاطع زوبي المزدحم في مقديشو. وأدى الانفجاران اللذان دمّرا نوافذ المباني المجاورة، إلى إغراق المستشفيات والعيادات بالمصابين.
والأحد، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: "ندعو المجتمع الدولي، الإخوة الصوماليين والإخوة الآخرين إلى إرسال أطباء إلى الصومال لمساعدة المستشفيات في علاج الجرحى"، مشيرًا إلى أن عدد القتلى يمكن أن يرتفع.
أكثر من 100 قتيل ونحو 300 جريح إثر تفجير سيارتين مفخختين في #مقديشو تقرير: الشافعي أبتيدون pic.twitter.com/h7G0uSXcaV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 30, 2022
وأضاف محمود بعدما تبرّع بالدم: "لا يمكننا نقل كل هذا العدد من الجرحى جوًا. نطلب من أيّ شخص يمكن أن يرسل لنا المساعدة أن يقوم بذلك".
وأكد الرئيس أنّ الصومال و"هؤلاء الإرهابيين في حالة حرب"، مشيرًا إلى أنّ "هذا الهجوم المزدوج يدلّ على أنّ الإسلاميين الشباب "خسروا وباتوا غير قادرين على مواجهة الجيش، لذلك تسلّلوا لقتل المدنيين الأبرياء".
وأوضح الرئيس الصومالي الذي تفقّد موقع الانفجارين أن هذا الهجوم "مجزرة دموية"، مشيرًا إلى أن الحركة "تعيش آخر أيامها".
ووقع الهجوم عند تقاطع زوبي الذي سبق أن انفجرت شاحنة مفخّخة عنده في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 حيث أودى بحياة 512 شخصًا وإصابة أكثر من 290.
وكان المجتمع الدولي قد أدان الهجوم المزدوج، إذ تعهّدت بعثة الأمم المتحدة في الصومال بالوقوف "بحزم الى جانب كلّ الصوماليين في وجه الإرهاب". كما شجبت واشنطن الهجوم "البغيض" وأكدت للسلطات الصومالية "دعمها في القتال لمنع مثل هذه الهجمات الإرهابية الوحشية".
تكثيف الهجمات
وطُرد مقاتلو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تقاتل الحكومة منذ عام 2007، من العاصمة عام 2011 على يد قوّة من الاتّحاد الإفريقي، لكنّهم لا يزالون يسيطرون على مساحات شاسعة من الأرياف، وعادة ما تشن الجماعة هجمات دامية على أهداف مدنية وعسكرية، حيث كثّفت اعتداءاتها في الأشهر الأخيرة.
وتجلّى ذلك خصوصًا في هجوم كبير على فندق في مقديشو نهاية أغسطس/ آب الماضي، استمرّ حوالي ثلاثين ساعة، وأدى إلى مقتل 21 شخصًا على الأقل.
ووعد الرئيس بعد هذا الهجوم بـ"حرب شاملة" للقضاء على الحركة، كما دعا السكّان إلى "الابتعاد" عن المناطق التي تُسيطر عليها الجماعة، مشيرًا إلى أنّ القوات المسلحة والميليشيات القبلية تُصعّد الهجمات ضدّهم.
وكانت حركة الشباب أعلنت مسؤوليتها عن هجوم استهدف فندقًا في مدينة كيسمايو الساحلية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وخلّف تسعة قتلى و47 جريحًا.