الأحد 12 مايو / مايو 2024

الهجوم الروسي في يومه الـ35.. تشاؤم يحيط بالمفاوضات وعدد اللاجئين يرتفع

الهجوم الروسي في يومه الـ35.. تشاؤم يحيط بالمفاوضات وعدد اللاجئين يرتفع

Changed

تقرير يرصد مسار المفاوضات في إسطنبول على وقع الدمار في اليوم الـ35 للهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
رغم أن الصين تحدثت عن "إشارات إيجابية"، إلا أن الجانب الروسي أصدر تصريحات متناقضة حول "الأجواء الإيجابية" التي عبر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات.

بدد الكرملين الأربعاء، الآمال بحصول تقدم حاسم، بإعلانه أن المحادثات التي جرت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول الثلاثاء لم تفض إلى نتائج "واعدة جدًا" ولا أي "تقدم".

وعلى الرغم من أن الصين تحدثت عن "إشارات إيجابية" أظهرها طرفا المفاوضات، إلا أن الجانب الروسي أصدر تصريحات متناقضة حول "الأجواء الإيجابية" التي عبّر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات.

بدوره، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى أن المفاوضات لم تحقق تقدمًا.

يأتي ذلك بينما بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، تزويد الجيش الأوكراني بقدرات عسكرية "إضافية" لمساعدته في "الدفاع عن بلاده"؛ بخاصة وأن البنتاغون قد أعلن أنّ روسيا أعادت تموضع "عدد قليل" من قواتها قرب كييف، لكنها لم تنسحب وربما تتحضر للقيام بـ"هجوم كبير" في مكان آخر من أوكرانيا.

ورحبت دولة قطر بالوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا، معربة عن أملها في أن تتوج المفاوضات التي انطلقت في مدينة إسطنبول بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم بين البلدين.

إلى ذلك، اتُهمت روسيا في مجلس الأمن بالتسبب بـ"أزمة غذاء عالمية" وتعريض الناس لخطر "المجاعة" عبر إطلاق حرب أوكرانيا، التي تعد "سلة الخبز" لأوروبا.

في غضون ذلك، أعلنت المفوضية السامية للاجئين في جنيف أن عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من البلاد منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، تجاوز عتبة أربعة ملايين شخص.

تناقض في التصريحات الروسية

وبالعودة إلى المفاوضات، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: "في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة الى أي نتائج واعدة جدًا أو تقدّم من أي نوع. هناك كثير من العمل لانجازه".

لكنه، في الوقت نفسه، اعتبر أنه أمر "إيجابي" أن الجانب الاوكراني "بدأ أخيرًا بصوغ اقتراحاته بشكل ملموس ووضعها خطيًا".

وتتناقض هذه التصريحات مع الأجواء الإيجابية التي عبّر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات التي جرت الثلاثاء في اسطنبول.

وبينما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي يزور الصين الأربعاء، إنه "راضٍ" عن نتائج المفاوضات في تركيا، معتبرًا أنها خطوة إيجابية "إلى الأمام"؛ أكد رئيس الوفد الروسي وممثّل الكرملين فلاديمير ميدينسكي، في ختام المحادثات، إن الاقتراحات "الواضحة" من أوكرانيا بهدف التوصل الى اتفاق "ستدرس قريبًا جدًا وستعرض على الرئيس" بوتين.

وقال ميدينسكي، الأربعاء في مقطع فيديو نُشر على حسابه على منصة تلغرام: "إن أوكرانيا أبدت استعدادها للوفاء بالشروط الأساسية التي أصرت عليها روسيا في السنوات الأخيرة".

وتطالب كييف بـ"اتفاق دولي" يضمن أمنها تقوم بموجبه دول أخرى بدور الضامن. في المقابل، ستوافق أوكرانيا على حيادها وستتخلّى عن طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ولن تنشر على أراضيها أي قواعد عسكرية أجنبية.

كما تطالب كييف أيضًا بألا تحظر هذه الاتفاقية الدولية بأي حال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وستستبعد أراضي القرم ودونباس الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا "مؤقتًا" من الاتفاقية.

غير أن النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات تشمل وضع الأراضي المتنازع عليها في شرق دونباس، والتي اتخذ منها بوتين ذريعة لهجومه، كما تصر موسكو على ضرورة اعتراف كييف بأن شبه جزيرة القرم، التي احتلتها عام 2014، هي أرض تابعة لروسيا.

لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أكثر من مناسبة رفضه لمطالب الاعتراف هذه.

واليوم الأربعاء، أكد زيلينسكي أنّ روسيا "مستمرة في حربها ضدنا"، مشيرًا إلى أنّها نشرت قوات جديدة في أوكرانيا.

الهجوم في يومه الـ35

واستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا في يومه الـ35، رغم أن نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فورمين أعلن في ختام المحادثات، أن موسكو "ستقلص بشكل جذري أنشطتها العسكرية في اتجاه كييف وتشيرنيهيف".

وتلقّت كييف والعواصم الغربية هذا الإعلان بتشكيك. وأعلن حاكم منطقة تشيرنيهيف الاوكرانية الأربعاء أن قصف المدينة استمر "طوال الليل" رغم الوعود الروسية.

وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك أن القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها استعدادًا لاستئناف العمليات الهجومية على الأراضي الأوكرانية.

وأفاد مراسل "العربي" عن دويّ صافرات الإنذار في العاصمة الأوكرانية كييف الأربعاء، بعد سماعها أيضًا خمس مرّات خلال فترات الليل، كان آخرها عند الساعة الثالثة فجرًا بالتوقيت المحلي.

كما أفاد مراسلو "العربي" عن قصف مدفعي روسي على بلدة ليسيتشانسك في إقليم لوغانسك، ما أدى إلى تضرر عدد من المباني.

وأشاروا إلى اشتباكات وقصف مدفعي في محيط مدينتي بوتشا وهوستيميل غربي كييف، ومدينة ميكولاييف جنوبي أوكرانيا براجمات الصواريخ واستقدمت تعزيزات جديدة من شبه جزيرة القرم.

انسحاب من تشيرنوبيل

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف قواتها مستودعات للأسلحة في أوكرانيا بأنظمة الصواريخ البالستية "إسكندر".

كما حذّر مسؤولون من كارثة إنسانية وشيكة بعد أن طال قصف روسي مبنى للصليب الأحمر في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب أوكرانيا.

وليلًا، أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الروسية بدأت بالانسحاب من موقع تشيرنوبيل للطاقة النووية.

وأعلنت أوكرانيا ارتفاع الضحايا الأطفال إلى 145 قتيلًا و222 مصابًا، منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على البلاد في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وفي حصيلة جديدة للخسائر الروسية، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها كبّدت الجيش الروسي خسائر بلغت 17 ألفًا و300 جندي، و131 مقاتلة، و131 مروحية، و605 دبابات منذ بدء الحرب.

كما حذرت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك من خطر انفجار ذخائر في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المتوقفة عن العمل، مطالبة القوات الروسية التي تحتل المحطة بالانسحاب من المنطقة.

وقف لإطلاق النار في ماريوبول

بدورها، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إن المدن الأوكرانية تعرضت لضربات جوية وقصف عنيف خلال الهجوم الروسي المستمر منذ خمسة أسابيع، مما أسقط قتلى مدنيين في أعمال قد تصل إلى حد جرائم الحرب.

وفي هذا الإطار، عينت الأمم المتحدة لجنة مستقلة من ثلاثة خبراء في مجال حقوق الإنسان للتحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات أخرى خلال الصراع في أوكرانيا.

إنسانيًا، أعلنت روسيا ليل الاربعاء وقفًا لإطلاق النار الخميس في ماريوبول الأوكرانية لإجلاء المدنيين.

وتأتي هذه الخطوة بعدما ندد مجلس بلدية ماريوبول بنقل قسري لأكثر من 70 شخصًا من نساء وأفراد من الطاقم الطبي من مستشفى توليد في هذه المدينة المحاصرة إلى روسيا.

كما حذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي من أن الحرب في أوكرانيا تهدد بتدمير جهود البرنامج لتوفير الغذاء لحوالي 125 مليون شخص على مستوى العالم لأن أوكرانيا انتقلت "من سلة خبز للعالم إلى بلد يقف مواطنوه في طوابير للحصول على الخبز".

اقتصاديًا، كشف الكرملين أن تسديد الاتحاد الأوروبي ثمن الغاز الروسي بالروبل كما طالبت موسكو ردًا على العقوبات الغربية، سيتم بشكل تدريجي.

وفي وقت لاحق اليوم، أكد بوتين للمستشار الألماني أولاف شولتس أن تسديد ثمن صادرات الغاز الروسية بالروبل كما تطلب موسكو يجب ألا يؤثر سلبًا في العقود مع الزبائن الأوروبيين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن هذا النظام الجديد لن يدخل حيز التنفيذ بالكامل الخميس مع قواعد جديدة للمستهلكين الأوروبيين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close