الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

الهجوم الروسي يطوي يومه الثامن عشر.. قصف عنيف ومحادثات مرتقبة

الهجوم الروسي يطوي يومه الثامن عشر.. قصف عنيف ومحادثات مرتقبة

Changed

تقرير لـ"العربي" حول التظاهرات التي شهدتها عدة مدن روسية احتجاجًا على الهجوم على أوكرانيا (الصورة: تويتر)
تواصل روسيا هجومها على أوكرانيا في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في عدد من المناطق وأهمها ماريوبول على وقع استمرار القصف والمعارك، عشية جولة جديدة من المفاوضات.

طوى الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الثامن عشر على وقع استمرار المعارك والقصف المكثف ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين مدنيين وعسكريين، في ظل حديث عن جولة محادثات بين الجانبين الإثنين.

فقد نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا ليست جارية الآن لكنها ستُستأنف الإثنين.

وأدلى بيسكوف بهذه التصريحات بعد أن قال مستشار الرئاسة الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش إن أوكرانيا وروسيا تجريان محادثات اليوم الأحد، مع التركيز بشكل خاص على الوضع حول مدينة ماريوبول المحاصرة.

وكان برز حديث إيجابي في ما يتعلق بالمحادثات. فقد أعلن المفاوض الأوكراني والمستشار بالرئاسة ميخائيل بودولياك أنه من الممكن إحراز تقدم خلال المحادثات مع روسيا خلال الأيام المقبلة؛ معتبرًا أن الجانب الروسي أصبح بنّاء بشكل أكبر.

بدوره، أكد ليونيد سلوتسكي، عضو الوفد الروسي المفاوض أن الوفدَين أحرزا تقدمًا مهمًا، وأن من الممكن أن يتوصلا قريبًا إلى مشروعات اتفاقات.

وفي هذا الإطار، بدأ وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، زيارة للعاصمة الروسية موسكو، ضمن الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية.

واشنطن تتوعد موسكو بدفع "ثمن باهظ"

في غضون ذلك، توعد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان روسيا بدفع "ثمن باهظ" إذا شنت هجومًا بأسلحة كيميائية على أوكرانيا، وقال إن أي هجوم على أراضي حلف شمال الأطلسي سيطلق شرارة رد شامل من التحالف الغربي.

أضاف سوليفان في تصريحات لبرنامج على شبكة (سي.بي.إس) أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون مشاورات بشأن الخطر المتزايد لشن هجوم بأسلحة كيميائية، ويتواصلون مباشرة مع موسكو للتحذير من القيام بمثل هذه الخطوة.

بدورها، دعت منظمة الصحة العالمية منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وقف فوري للهجمات على مرافق الرعاية الصحية في أوكرانيا، لافتة إلى أن هذه الهجمات تقتل وتصيب المرضى والعاملين وتحرم الآلاف من الرعاية الصحية.

موسكو تعلن استهداف "مرتزقة أجانب"

ميدانيًا، استهدفت ضربات روسية جديدة ليل السبت الأحد قاعدة عسكرية قرب الحدود البولندية أسفرت عن سقوط 35 قتيلًا على الأقلّ، بحسب السلطات المحلية الاوكرانية، فيما قُتل صحافي أميركي بالرصاص قرب كييف.

ولا يزال جنوب أوكرانيا يتعرّض أيضًا للقصف، فيما أفاد مراسل "العربي" أن المشهد في العاصمة كييف يتعقد مع اشتداد حدة المعارك، مشيرًا إلى محاولات ما زالت مستمرة من قبل الجيش الروسي لتطويق العاصمة من الشمال والجنوب والشرق والغرب.

وفي التفاصيل، فقد قُتل صحافي أميركي وأصيب آخر بجروح في إطلاق نار الأحد في ضاحية إربين، وهي جبهة قتال ضد القوات الروسية في شمال غرب كييف. وهذا أول صحافي أجنبي يُقتل منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط.

وليلًا، استهدفت القوات الروسية قاعدة عسكرية تقع على بُعد عشرين كلم من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي. وكانت القاعدة في السنوات الأخيرة ميدان تدريب للقوات الأوكرانية تحت إشراف مدربين أجانب، ولا سيما أميركيين وكنديين.

ومساء الأحد، أكد الجيش الروسي أنه قتل "مرتزقة أجانب" في ضربات طاولت "مدينة ستاريتشي وقاعدة يافوريف العسكرية" في غرب أوكرانيا، قرب الحدود البولندية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشنكوف: "نتيجة هذه الضربة، تم القضاء على ما يصل إلى 180 من المرتزقة الأجانب (إضافة الى تدمير) كمية كبيرة من الأسلحة الأجنبية".

وضع كارثي في ماريوبول

هذا ولا تزال مدينة ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا تحت الحصار الروسي في ظل تحذيرات من اقترابها من نقطة الكارثة على الصعيد الإنساني.

فقد حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من "أسوأ سيناريو" في المدينة، في حال لم يتوصّل الطرفان المتحاربان "بشكل عاجل إلى اتفاق إنساني".

وليلًا، قال مجلس المدينة إن آخر ما لدى المنطقة من مخزونات الطعام والماء تنفد، مضيفًا أن القوات الروسية التي تحاصر المدينة الساحلية واصلت قصف أهداف غير عسكرية.

وكانت بلدية المدينة أعلنت مقتل أكثر من 2100 من السكان منذ بدء الهجوم الروسي.

وعلى صعيد أزمة المحطات النووية، أفاد مسؤولون في قطاع الطاقة في كييف الأحد أنه تمت إعادة التيار الكهربائي إلى محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا والتي استولت عليها القوات الروسية في الأيام الأولى من الهجوم.

إجلاء 140 ألف مدني

إنسانيًا، أعلنت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الأحد أنه تم إجلاء أكثر من 140 ألف مدني من مناطق العمليات في البلاد.

وأضافت فيريشوك أن قافلة إغاثة إنسانية أخفقت مرة أخرى في الوصول إلى مدينة ماريوبول بسبب القصف الروسي.

وقالت: "توقفت القافلة في مدينة بيرديانسك (التي تحتلها القوات الروسية) وستحاول غدًا (الإثنين) من جديد الوصول إلى ماريوبول".

بدورها، أحصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين 2,698,280 لاجئًا من أوكرانيا على موقعها الإلكتروني المخصص لهذه المسألة. ويزيد هذا العدد بـ 100,733 شخصًا عن الحصيلة السابقة يوم السبت. 

وأشارت تقديرات أولية للأمم المتحدة إلى أن أربعة ملايين شخص قد يغادرون أوكرانيا هربًا من الحرب، وهو رقم قد يرتفع، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

تظاهرات في 37 مدينة روسية

وعلى صعيد الاحتجاجات المناهضة للحرب، أفادت منظمة "أو في دي-انفو" غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات، عن اعتقال أكثر من 800 شخص تظاهروا الأحد في 37 مدينة في أنحاء روسيا ضد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. 

وفي ألمانيا، شارك قرابة 30 ألف رجل وامرأة وطفل في مظاهرة بوسط برلين للتنديد بالهجوم الروسي على أوكرانيا، ولوح عدد كبير منهم بأعلام الجمهورية السوفيتية السابقة.

وتجمع المتظاهرون، ومن بينهم كبار سن على كراس متحركة وأطفال في عربات يدفعها أهلوهم، قرب بوابة براندنبورغ، رمز ألمانيا المقسمة خلال الحرب الباردة، وساروا في شوارع برلين ورددوا هتافات وأغاني بين وقت وآخر.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close