الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

بطولة كأس الخليج.. مهرجان أخوة رياضي يرمم ندوب السياسة

بطولة كأس الخليج.. مهرجان أخوة رياضي يرمم ندوب السياسة

Changed

يسلط "خليج العرب" الضوء على بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي تجرى حاليًا في مدينة البصرة بنسختها الخامسة والعشرين (الصورة: غيتي)
تعد بطولة كأس الخليج على أرض العراق تأشيرة عودته إلى المحافل الكروية الدولية وحدثًا رياضيًا بتوابل سياسية وحسابات إقليمية.

لم تكن بطولة كأس الخليج العربي التي تنعقد في مدينة البصرة العراقية، تتعلق فقط بكرة القدم، فهذه البطولة التي تعد واحدة من أقدم البطولات الرياضية في المنطقة كانت وما تزال مهرجانًا دوريًا تقترب فيه شعوب الخليج العربي من بعضها البعض وتتبادل فيه المشاعر والعلاقات الأخوية.

وفي كل مرة كانت تبرز فيها الخلافات السياسية، تأتي دورات الخليج العربي لتصلح ما تفسده السياسة، فاليوم منتخب الكويت يلعب في أرض العراق، ومنتخبات قطر والسعودية والإمارات تتنافس بحب والجماهير تشجع بحماس من دون تشنج.

واليوم لا يهتم للخلافات السياسية، فالمستقبل الذي تصنعه الرياضة يحتوي كل خلاف سياسي عابر، فالخليج العربي يبقى بشعوبه ودوله دومًا عابرًا للأزمات.

البصرة تكسب الرهان

فمدينة البصرة العراقية قد خطفت الأضواء منذ انطلاق النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج بمشاركة ثماني دول. وجاءت البطولة الكبرى في المنطقة بعد إسدال الستار عن أول مونديال تاريخي على أرض عربية في قطر.

وبحسب متابعين للرياضة الخليجية، شكل نجاح العراق في احتضان "خليجي 25" رهانًا وتحديًا رغم كل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.

وسمح حفل افتتاح "خليجي 25" في البصرة الذي وصف بالأفضل في تاريخ البطولة، للعالم باكتشاف عراقة وحضارة العراق الضاربة في التاريخ، وكرس الحضور الجماهيري اللافت والتنظيم المحكم، رغم بعض الأخطاء والهفوات في حفل الافتتاح.

واعتبر متابعون تنظيم العراق للبطولة تأشيرة عودته إلى المحافل الكروية الدولية، خاصة بعد حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الذي كسر الحصار الرياضي الذي كان مفروضًا على العراق منذ سنوات.

حدث رياضي بتوابل سياسية

وتعد بطولة كأس الخليج على أرض العراق حدثًا رياضيًا بتوابل سياسية وحسابات إقليمية، فالخارجية الإيرانية قامت باستدعاء السفير العراقي لدى طهران على خلفية استعمال السلطات العراقية عبارة "الخليج العربي" خلال استضافة مدينة البصرة جنوبي العراق بطولة كأس الخليج بنسختها الخامسة والعشرين.

شكل نجاح العراق في احتضان "خليجي 25" رهانًا وتحديًا – غيتي
شكل نجاح العراق في احتضان "خليجي 25" رهانًا وتحديًا – غيتي

وأقرّت السلطات العراقية تسهيلات متعلقة بدخول مشجعي المنتخبات الخليجية عبر المنافذ الحدودية، بالإضافة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والتدابير الاحترازية لتأمين البطولة والفعاليات المرافقة لها وأماكن إقامة الوفود المشاركة.

وبحسب متابعين للرياضة الخليجية، أعاد تنظيم بطولة كأس الخليج العراق لمحيطه العربي والخليجي بعد أن غيبته الحرب والأوضاع السياسية.

الرياضة توحد الجماهير

ويشير عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غالب الزاملي إلى حالة من التقارب تسود المشجعين الذين يشجعون المنتخبات جميعها، معتبرًا أن الرياضة هي من توحد ومرحبًا بالجماهير العربية للقدوم إلى العراق. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من البصرة: "إن الوضع الأمني مؤمن بشكل كامل، ولا يوجد أي شيء يخدش الواقع"، لافتًا إلى أن الجماهير والمشاركين في "خليجي 25" يتجولون في البصرة بحرية دون أي عائق أمني.

ويوضح أن هناك تنسيقا عاليا مع القيادات الأمنية لتسهيل دخول الجماهير لملاعب المدينة والميناء وتأمينهم داخل الملاعب. 

ويلفت الزاملي إلى الإقبال الجماهيري الكبير الذي فاق قدرة الملاعب الاستعابية، وسط ترحيب كبير من أهالي البصرة بالأشقاء العرب. وكان ذلك حافزًا لإنشاء بنى تحتية مناسبة للبطولة، بحسب الزاملي. 

مونديال الخليج العربي

ومن جهته، يلفت الصحفي والخبير الرياضي مرزوق العجمي إلى أن جمهور كرة القدم في البصرة أعطى زخمًا وبعدًا جميلًا للبطولة. 

ويشير العجمي في حديث لـ"العربي" من الكويت، إلى أن بطولة كأس الخليج انطلقت عام 1970 ولم تكن الأوضاع في المنطقة بشكلها الحالي وهي داعم مهم في نهضة كرة القدم في المنطقة الخليجية على صعيد المنشآت والكوادر والمستوى الفني.

ويقول: "إن المنطقة صدّرت عدة كوادر لكرة القدم العالمية في العديد من المنظمات وأولهم أحمد عبد العزيز السعدون نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا بين عامي 1974 و1982"، إضافة إلى شخصيات أخرى.

انطلقت بطولة كأس الخليج لكرة القدم عام 1970- غيتي
انطلقت بطولة كأس الخليج لكرة القدم عام 1970- غيتي

ويعتبر العجمي أن كأس الخليج أسهم في تطوير البنية التحتية في الخليج، إضافة إلى تصدير الكوادر البشرية لإثبات أن هذه المنطقة لديها أكثر من النفط الخام وهو الكادر البشري الذي يستطيع أن يُسهم بشكل مباشر في تطوير الحركة الرياضية الدولية.  

كما يرى العجمي أن هذه النسخة من كأس الخليج مهمة، لأنها أقيمت في العراق بعد أربع عقود. وقال: "كانت هناك رغبة ومزاج عام لدى صنّاع القرار في الاتحادات الوطنية لكرة القدم للتوجه لإقامة هذه البطولة في العراق"، مشيرًا إلى "نجاح العراق في إعطاء صورة براقة عن هذه اللعبة وهذه البطولة". 

كما يلفت الصحفي والخبير الرياضي إلى أن هذه البطولة أعادت إلى الأذهان الحضور الجماهيري الرائع الذي كان موجودًا في نسخة 2010 التي أقيمت في اليمن.

ويعتبر العجمي أن بطولة كأس الخليح هي مونديال الخليج العربي والبطولة الذي اجتمع جميع الرياضيين عليها وستبقى قبلتهم، مشيدًا بجهود رئيس اتحاد كأس الخليج لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني الذي حقّق قفزات نوعية على المستوى التسويقي. 

وإذ يشير إلى طبيعة بطولة كأس الخليج الخاصة، يرى العجمي أنه لا بد من إحداث تغييرات طفيفة من أجل المصلحة الفنية والتسويقية للبطولة، مثل دعوة بعض الفرق من خارج الخليج العربي للمشاركة لمرة واحدة مثل البيرو والمكسيك وبلغاريا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close