الخميس 2 مايو / مايو 2024

بعد التدخل في كازاخستان.. بلينكن: سيكون من الصعوبة إخراج الروس

بعد التدخل في كازاخستان.. بلينكن: سيكون من الصعوبة إخراج الروس

Changed

بدت واجهة مبنى البلدية التي أضرمت فيها النيران مع المقر الرئاسي سوداء ولا يزال الدخان يتصاعد من النوافذ
بدت واجهة مبنى البلدية التي أضرمت فيها النيران مع المقر الرئاسي سوداء ولا يزال الدخان يتصاعد من النوافذ (غيتي)
رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن لدى السلطات الكازاخستانية القدرة على التعامل مع التظاهرات والحفاظ على النظام من دون الحاجة إلى الاستعانة بالروس.

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، من صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي في كازاخستان بعدما طلبت الأخيرة من موسكو نشر قوات على أراضيها لاحتواء الاضطرابات المستمرة.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن: "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده بأنه ما أن يدخل الروس بلدًا ما، فإن إخراجهم يكون أحيانًا أمرًا بالغ الصعوبة".

وتشهد كازاخستان، أكبر دول آسيا الوسطى، احتجاجات اندلعت في المقاطعات الأحد الماضي على خلفيّة رفع أسعار الغاز قبل أن تمتد إلى المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة الاقتصادية ألماتي، حيث تحوّلت إلى أعمال شغب ضد النظام، خلّفت عشرات القتلى، وقد أرسلت روسيا قوات لدعم السلطات وقمع المحتجين.

وأضاف بلينكن: "يبدو لي أن السلطات والحكومة الكازاخستانية يمكنها بالتأكيد التعامل مع التظاهرات بشكل مناسب والحفاظ على النظام مع احترام حقوق المتظاهرين، لذلك لا أفهم بوضوح سبب شعورها بالحاجة إلى دعم خارجي".

وكانت الخارجية الأميركية قد حذرت، أمس الخميس، القوات الروسية من أي انتهاك لحقوق الإنسان أو أي محاولة "للسيطرة" على مؤسسات البلاد.

وكان رئيس كازاخستان قاسم جومرت توكاييف قد رفض أي احتمال للتفاوض مع المحتجين وسمح لقوات الأمن بـ"إطلاق النار بهدف القتل" لوضع حدّ لأعمال الشغب التي تهز البلاد.

وشكر توكاييف أيضًا حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مساعدته بعد وصول كتيبة من القوات الروسية ودول أخرى حليفة إلى موسكو لدعم السلطة.

وقال توكاييف في خطاب متلفز: "أمرت قوات الأمن والجيش بإطلاق النار بهدف القتل من دون إنذار مسبق".

ووصف الدعوات إلى التفاوض مع المحتجين بـ"العبثية" ولا سيما في الخارج.

وقال: "ما نوع المفاوضات التي يمكن أن نجريها مع مجرمين وقتلة؟ كان علينا التعامل مع مجرمين مسلحين ومدربين، يجب تدميرهم وسوف يتم ذلك قريبًا"، حسب تعبيره.

وكان جومرت توكاييف أكد اليوم الجمعة إعادة النظام الدستوري "إلى حد كبير" في هذا البلد بعد أيام من اضطرابات وأعمال شغب غير مسبوقة.

لكن ما يدل على أن الوضع لم يعد الى طبيعته، أعلن مطار الماتي أنه سيبقى مغلقًا حتى الأحد على أقرب تقدير.

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين وتوكاييف أجريا اتصالات عدة هاتفية في الأيام الماضية.

إعادة النظام الى حد كبير

واعتبر توكاييف أن ألماتي تعرضت لهجوم من قبل "عشرين ألف مجرم" لديهم "خطة واضحة وإجراءات بتنسيق جيد ودرجة عالية من الاستعداد القتالي".

وتابع: أن "الإعلام الحر وبعض الأشخاص في الخارج هم من يلعبون دور المحرض" في هذه الأزمة.

من جانب آخر، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "وقف العنف" و"ضبط النفس".

لكن الرئيس الصيني شي جينبينغ أشاد بـ"الإجراءات القوية" التي اتخذتها السلطة ضد المتظاهرين.

ولا تزال هياكل سيارات متفحمة وبرك من الدماء تظهر في ألماتي بعد ظهر اليوم الجمعة، فيما كانت شاحنات مدرعة تقوم بدوريات في الشوارع بحسب وكالة "فرانس برس".

وبدت واجهة مبنى البلدية التي أضرمت فيها النيران الأربعاء مع المقر الرئاسي سوداء ولا يزال الدخان يتصاعد من النوافذ. 

وبعد يومين من أعمال العنف بدت الماتي مدينة أشباح حيث كانت غالبية المصارف والمحال والمطاعم لا تزال مغلقة، لكن حركة السير استؤنفت بشكل خجول.

وأعلنت موسكو أن جيشها بدأ "أداء المهام الموكلة إليه" في كازاخستان وأن مطار ألماتي "تمت السيطرة عليه بالكامل".

رهان على سقوط النظام

وأدت أعمال الشغب التي تخللها تبادل إطلاق نار بأسلحة نارية، إلى سقوط عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح بحسب السلطات، وأفادت الشرطة بسقوط 18 قتيلا و748 جريحًا في صفوفها.

واعتقل أكثر من 3800 شخص في جميع أنحاء البلاد، حسب أحدث الأرقام التي بثها التلفزيون.

ورأى المعارض الكازاخستاني البارز المقيم في فرنسا مختار أبليازوف، أمس الخميس، أن النظام الذي حكم كازاخستان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي شارف على نهايته في ثورة شعبية اتحد فيها الناس للمرة الأولى للتعبير عن غضبهم.

وقال ألبيازوف لوكالة "فرانس برس" في باريس: "أعتقد أن النظام يقترب من نهايته، إنها مسألة وقت لا أكثر".

ويترأس ألبيازوف حزب الخيار الديمقراطي لكازاخستان، وقد عبر بصوت عال عن تأييده للاحتجاجات وذلك على مواقعه على منصات التواصل الاجتماعي.

وأوردت بعض وسائل الإعلام الكازاخستانية أن نزارباييف وعائلته غادروا البلاد، لكن لم يتسن التحقق من هذه المعلومات لدى مصدر مستقل.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close