الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

بعد "عمل شاق".. تمديد اتفاق تصدير الحبوب لأربعة أشهر

بعد "عمل شاق".. تمديد اتفاق تصدير الحبوب لأربعة أشهر

Changed

ناقش مراسل "العربي" في موسكو في فقرة سابقة الهواجس الروسية من اتفاقية البحر الأسود (الصورة: غيتي)
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف من أجل تمديد مبادرة نقل الحبوب.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس تمديد اتفاق ممر الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 120 يومًا اعتبارًا من 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وأشار الرئيس التركي، في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر، إلى أن "أهمية اتفاق الحبوب ظهرت جليًا من خلال إيصال أكثر من 11 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية إلى المحتاجين خلال الأشهر الأربعة الماضية بواسطة نحو 500 سفينة".

بدوره، أكد وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف على تويتر بأنه تم تمديد الاتفاق.

ومن الجانب الروسي، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر لم تسمه أن أطراف اتفاق حبوب البحر الأسود تعد بيانًا مشتركًا بشأن تمديده.

والتقى المفاوضون الروس والأمم المتحدة الأسبوع الماضي لساعات في جنيف مقر الأمم المتحدة.

ولا تخضع المنتجات الزراعية لعقوبات ضد روسيا لكن بسبب المخاطر المرتبطة بالنزاع في البحر الأسود، لم يعد أصحاب السفن يرغبون في استئجار قواربهم لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على بوالص تأمين.

وذكر مصدر في الأمم المتحدة مرتبط بالمفاوضات أن "عملًا شاقًا" بُذل لإيجاد السبل الكفيلة بضمان الصادرات الروسية.

مواقف مرحبة

وفي المواقف، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف من أجل تمديد مبادرة نقل الحبوب.

وكتب غوتيريش، مغردًا على تويتر: "أرحب بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف من أجل مواصلة مبادرة الحبوب عبر بحر الأسود لتسهيل الملاحة الآمنة لتصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا".

وأضاف أن المبادرة تظهر أهمية "الدبلوماسية الحكيمة في إيجاد حلول متعددة الأطراف".

من جهتها، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تهانيها لكل من أردوغان وغوتيريش، جراء تمديد الاتفاق.

في السياق ذاته، رحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بتمديد الاتفاق الذي أسفر لغاية اليوم في توريد أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية.

ووصف ميشيل تمديد الاتفاق بـ"النبأ السار للعالم الذي يعد بحاجة ماسة للحبوب والسماد".

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا اتفاقية في اسطنبول لاستئناف صادرات الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود، والتي كانت قد توقفت في فبراير/ شباط من العام الجاري على خلفية الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا.

وبموجب الاتفاقية تم تصدير أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا منذ 1 أغسطس/ آب الماضي، وفقًا للأمم المتحدة.

وتعد أوكرانيا من أهم منتجي الحبوب في العالم، لكن الهجوم الروسي حرم كييف من تصدير 20 مليون طن من الحبوب من موانئها إلى أن جرى التوصل إلى الاتفاق برعاية الأمم المتحدة وتركيا في تموز/يوليو.

خشية دولية وهواجس روسية

وعلّقت روسيا، نهاية الشهر الماضي، حركة السفن عبر الممر الآمن المحدد بموجب مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، "نظرًا لاستخدامه من قبل أوكرانيا في خوض عمليات قتالية ضد روسيا"، بحسب ما قالت.

وسبق أن أوضح مراسل "العربي" في موسكو محمد الحسن، أن لدى روسيا بعض الهواجس والتحفظات على اتفاق الحبوب، منها أن الممر الآمن الذي كانت تستخدمه السفن لتصدير الحبوب استُخدم، وفقًا للخبراء العسكريين الروس، لضرب السفن الحربية في ميناء سيفاستوبول.

وأضاف المراسل، أن الهاجس الروسي الثاني هو العقوبات المفروضة على قطاع تصدير القمح الروسي، إضافة إلى ما تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن صادرات القمح، سواء من روسيا أو أوكرانيا، يجب أن تتوجّه بالدرجة الأولى إلى الدول الأكثر حاجة إليها أو الفقيرة.

وتمكّنت تركيا والأمم المتحدة من إقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاقية، بعد تقديم ضمانات مكتوبة من أوكرانيا بأنها لن تستخدم الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية للقيام بعمليات عسكرية ضد روسيا.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، كشفت قبل أيام أن تكاليف واردات الغذاء في أنحاء العالم تتجه صوب تسجيل ما يقرب من تريليوني دولار عام 2022، مما يفاقم الضغط على البلدان الأكثر فقرًا التي شحنت على الأرجح كميات غذاء أقل بكثير.

وزادت أسعار الغذاء إلى مستويات قياسية في مارس/ آذار بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وهي منتج رئيسي للحبوب والبذور الزيتية، وعلى الرغم من تراجعها بعض الشيء منذ ذلك الحين، فإنها لا تزال أعلى من المستويات المرتفعة التي بلغتها العام الماضي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close