الأحد 19 مايو / مايو 2024

تجدد الخلاف بين روما وباريس.. وزير خارجية إيطاليا يلغي زيارته لفرنسا

تجدد الخلاف بين روما وباريس.. وزير خارجية إيطاليا يلغي زيارته لفرنسا

Changed

تغطية سابقة للأزمة التي حدثت بين فرنسا وإيطاليا بسبب مئات المهاجرين الذين علقوا في البحر الأبيض المتوسط (الصورة: رويترز)
تراجع وزير الخارجية الإيطالي عن القيام بزيارة لباريس بعد تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي في حق جورجيا ميلوني، اعتبرتها روما "غير مقبولة".

ألغى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني الخميس زيارة كانت مقررة إلى باريس بعدما وصف تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي بأنها "غير مقبولة".

وفي وقت سابق من اليوم، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أنّ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني "عاجزة عن حل مشاكل الهجرة" في بلادها التي تشهد وصول أعداد قياسية من المهاجرين عبر المتوسط.

وجاء كلام الوزير الفرنسي ردًا على سؤال عن مواقف رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا في شأن ملف الهجرة على الحدود بين فرنسا وإيطاليا.

وقال دارمانان لإذاعة "إم إم سي": "السيدة ميلوني، حكومة اليمين المتطرف التي اختارها أصدقاء السيدة (مارين) لوبن، عاجزة عن حل مشاكل الهجرة بعدما انتُخبت على هذا الأساس".

وأضاف: "نعم، هناك تدفّق للمهاجرين خصوصًا للقاصرين" إلى جنوب فرنسا، محمّلًا إيطاليا مسؤولية ذلك بقوله: "الحقيقة أنّ هناك في تونس (...) وضعًا سياسيًا يدفع عددًا كبيرًا من الأطفال إلى العبور عبر إيطاليا، وأن إيطاليا عاجزة (...) عن التعامل مع هذا الضغط من المهاجرين".

"إهانات غير مقبولة"

وأوضح الوزير الفرنسي أن "ميلوني تشبه (زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين) لوبن. يتم انتخابها على أساس قولها" إنها ستحقّق إنجازات، لكن "ما نراه هو أن (الهجرة) لا تتوقف بل تزداد"، معتبرًا أن رئيسة الحكومة الإيطالية تواجه "أزمة هجرة خطيرة جدًا".

وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعًا، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقررًا مساء الخميس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا.

وكتب تاجاني على تويتر: "لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررًا مع الوزيرة (نظيرته الفرنسية كاترين) كولونا"، مشيرًا إلى أن "إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة".

وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحًا قالت فيه إنها "تأمل" أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.

وعقب تصريحات دارمانان، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "الحكومة الفرنسية تريد العمل مع إيطاليا لمواجهة التحدي المشترك المتمثل في الزيادة السريعة في تدفق المهاجرين".

وأكدت الوزارة أن العلاقة بين فرنسا وإيطاليا "تقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين وبين قادتهما". وتعد الهجرة موضوعًا شديد الحساسية في العلاقات الفرنسية-الإيطالية منذ سنوات.

وعانى البلدان في نوفمبر/ تشرين الثاني من ارتفاع شديد لوصول المهاجرين حين رفضت حكومة جورجيا ميلوني بعيد تسلمها السلطة السماح برسو السفينة الإنسانية التابعة لمنظمة "اس او اس المتوسط" التي انتهى بها الأمر إلى أن استقبلتها فرنسا أول مرة في تولون.

وأثارت هذه الحادثة غضب فرنسا التي دعت إلى اجتماع على المستوى الأوروبي لكي لا يتكرر هذا السيناريو غير المسبوق.

ومنذ ذلك الحين، ازدادت عمليات العبور السرية بالقوارب مع ظهور ممر بحري جديد بين تونس وإيطاليا التي تعد في المقدمة على أبواب أوروبا.

وتقول وزارة الداخلية الإيطالية إنّ أكثر من 42 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا هذا العام عبر البحر المتوسط، مقابل نحو 11 ألفًا خلال الفترة نفسها من العام 2022.

وأعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن في نهاية أبريل/ نيسان عن تعبئة 150 من أفراد الشرطة والدرك "الإضافيين" في جبال الألب للتعامل مع "ضغط الهجرة المتزايد على الحدود الإيطالية" وكذلك إنشاء "قوة حدود".

ودافع جيرالد دارمانان الخميس عن هذا القرار قائلًا: "في أستراليا، هذا الأمر يسير بشكل جيد"، مضيفًا: "على الحدود، نوقف الأشخاص ونقوم بعمليات التحقق من الهوية".

وأكدت منظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة في أبريل أنه في المتوسط، كان الفصل الأول من عام 2023 الأكثر دموية بالنسبة إلى المهاجرين منذ 2017.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close