الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تشرذم وجبهات متوترة.. ما هي سيناريوهات التطورات السياسية في إسرائيل؟

تشرذم وجبهات متوترة.. ما هي سيناريوهات التطورات السياسية في إسرائيل؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" خارطة التحالفات الممكنة في إسرائيل وحظوظ نتنياهو في العودة وانعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية (الصورة: الأناضول )
يحاول نتنياهو أن يبدو بمظهر الشخصية السياسية التي لا يوجد لها مثيل على الساحة الإسرائيلية، في وقت يواجه فيه عداوات من شخصيات رئيسة لا تريد التحالف معه منعًا لإعادته إلى الحكم.

يمضي الكنيست الإسرائيلي مسرعًا في حل نفسه، بعد التوافق بين رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد.

ويحاول طرفا الحكومة التي لم تصمد سوى عام واحد قطع الطريق على رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو الذي يسعى إلى تشكيل حكومة من الكنيست الحالي.

ويعمل نتنياهو بشكل دؤوب على مهاجمة حكومة بينيت التي اتهمها حينًا بالميل ناحية اليسار بسبب ضمّها حزب ميرتس، وأحيانًا أخرى بتهمة التحالف مع الإخوان المسلمين في إشارة إلى منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحّدة، وأيضًا بالخضوع لإملاءات القائمة المشتركة.

ويحاول نتنياهو الظهور بمظهر شخصية سياسية لا يوجد لها مثيل على الساحة السياسية، في وقت يواجه فيه عداوات من شخصيات رئيسة لا تريد التحالف معه منعًا لإعادته إلى الحكم. بينما يؤكد وزير المالية ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أن الهدف من الانتخابات المقبلة هو منع عودة نتنياهو إلى الحكم، مشيرًا إلى أن مؤمرات وأكاذيب نتنياهو بالذات هي السبب وراء إجراء انتخابات مرة أخرى.

وأعلن بينيت ولابيد خطوة حل الحكومة بضمان تمديد قانون أنظمة الطوارىء الذي ينظّم سريان القانون الإسرائيلي على المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية، بعد الإخفاق في تمريره في الكنيست.

وتأتي هذه التطورات السياسية في وقت تتوتر فيه جبهات عدة. إذ حذّر بينيت، قبل أيام من مغادرته الحكومة، من استغلال الأوضاع السياسية في اسرائيل.

عدم قدرة حكومة إسرائيلية على الثبات في ظل التخاصم المتصاعد بين الأحزاب السياسية يضع اسرائيل أمام انتخابات خامسة في سنوات أربع.

ماذا وراء التشرذم في الأحزاب الإسرائيلية؟

وفي هذا الإطار، أوضح نضال وتد، محرر الشؤون الإسرائيلية في "العربي الجديد"، أن السبب الرئيس وراء حالة التشرذم في الأحزاب الإسرائيلية هو تراجع حزب العمل واليسار والوسط ، بشكل مفلت في العقد الأخير، مقابل تماسك حزب "الليكود" ومعسكر اليمين وراء نتيناهو.

وأضاف وتد، في حديث إلى "العربي"، من أم الفحم، أن سمة اليسار الإسرائيلي هي أنه عندما يفشل أي زعيم في الانتخابات يبدأ طعنه من الخلف.

وأكد أن ما يجعل نتنياهو بهذه القوة، هو غياب التحديات التي يشكّلها الجانب الفلسطيني على الاحتلال، مضيفًا أنه في الوقت الراهن، عندما لا يجد الإسرائيلي أي نوع من التحديات من الجانب الفلسطيني، فإنه سيمضي في سياسة الأبرتهايد والاستيطان.

 وأشار إلى أن هناك إجماعًا في الكنيست الاسرائيلي على بقاء الاحتلال، وأصبح البحث يدور حول كيفية الوصول إلى سلطة أو هيئة أو مديرية تدير وتحمل عبء الاحتلال عن إسرائيل.

"صعود الشخصانية"

بدوره، أوضح صالح النعامي، الباحث المتخصّص في الشؤون الإسرائيلية، أن انعدام استقرار الحياة السياسية في إسرائيل لا يرجع إلى الموقف من القضية الفلسطينية، بقدر ما هو ناتج عن الواقع الإسرائيلي الداخلي والذي يتمثّل في صعود الشخصانية.

وأضاف النعامي، في حديث إلى "العربي"، من غزة، أن هذا الأمر تعاظم بسب تراجع التحديات التي يشكّلها الجانب الفلسطيني أمام الحكومات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه كلما دفعت إسرائيل ثمن الاحتلال، كلما ثبت أن التشبّث بموقف اليمين مكلف.

واعتبر أن التوقيع على اتفاقية أوسلو وما نتج عنها من واقع الضفة الغربية، والاتفاقية الأمنية الفلسطينية-الإسرائيلية، والتطبيع مع العالم العربي، كلها عوامل تساعد إسرائيل.

وأكد أنه كي يكون للفلسطينيين تأثير على الواقع السياسي في إسرائيل بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، يجب أن يكون هناك توافق على برنامج وطني شامل.

اتفاق على التهويد

رئيس المكتب الإعالمي في مفوضية التعبئة لحركة فتح منير الجاغوب رأى أن اليمين واليسار متفقان على قضية التهويد والاستيطان وتهجير الفلسطينيين، وتدمير منازلهم.

وقال الجاغوب، في حديث إلى "العربي"، من نابلس، إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تمارس سياسة الاحتلال ذاتها تجاه الفلسطينيين والقتل بدم بارد، والتنكيل بالشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن لا حزب في إسرائيل يؤمن بوجوب قيام دولة فلسطينية.

وشدّد على أنه مقابل سعي إسرائيل إلى دعم الانقسام الفلسطيني، يجب أن يكون الحل هو في استعادة الوحدة الفلسطينية على أساس برنامج مشترك.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close