الأربعاء 2 أكتوبر / October 2024

تطور تقني خطير.. كوريا الشمالية تطلق صاروخًا بالستيًا من نوع جديد

تطور تقني خطير.. كوريا الشمالية تطلق صاروخًا بالستيًا من نوع جديد

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على تجارب بيونغيانغ النووية الأخيرة في بحر اليابان (الصورة: غيتي)
فاجأت بيونغيانغ محيطها بتجربة جديدة لصاروخ يعمل بالوقود الصلب الأمر الذي يعد تطورًا تقنيًا لافتًا ما أثار الهلع في بحر اليابان وحفيظة البيت الأبيض.

أطلقت كوريا الشمالية، اليوم الخميس، "نوعًا جديدًا" من الصواريخ البالستية يعمل على الأرجح بالوقود الصلب، وفقًا للجيش الكوري الجنوبي، وهو ما سيمثل تقدمًا تقنيًا وإستراتيجيًا كبيرًا لبرنامج بيونغيانغ للتسلح.

وتسبب إطلاق الصاروخ بحال من التأهب لفترة وجيزة في جزيرة هوكايدو اليابانية (شمال)، قبل أن تؤكد طوكيو أنه لم يسقط في أراضيها.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية لوكالة "فرانس برس": "يبدو أن كوريا الشمالية أطلقت نوعًا جديدًا من الصواريخ البالستية، يعمل على الأرجح بالوقود الصلب".

ما ميزة هذا الصاروخ؟

ومن المعروف أن كل الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي أطلقتها كوريا الشمالية حتى الآن تعمل بالوقود السائل. أما الصواريخ العاملة بالوقود الصلب التي سعت بيونغيانغ منذ فترة طويلة إلى تطويرها فتُظهر ثباتًا أكبر، وتكون أسرع لناحية تحضيرها لعملية الإطلاق مقارنة بالصواريخ العاملة بالوقود السائل، ما يجعل اكتشاف القوات الأميركية لها وتدميرها أصعب.

وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن الصاروخ الذي أطلق الخميس الساعة 7:23 بالتوقيت المحلي، "قطع 1000 كيلومتر قبل سقوطه في البحر الشرقي"، الاسم الكوري لبحر اليابان.

وسرعان ما أدانت الولايات المتحدة "بشدة" إطلاق كوريا الشمالية اليوم "صاروخًا بالستيًا طويل المدى"، حسبما أعلن البيت الأبيض على لسان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي فيه، أدريان واتسون، التي قالت إن "عملية الإطلاق هذه تشكل انتهاكًا فاضحًا لكثير من قرارات مجلس الأمن الدولي، وتزيد التوترات بلا داعٍ وتهدد بزعزعة الأمن في المنطقة".

وأضافت واتسون: "الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان" أمنها وأمن حليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.

التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية تثير مخاوف جيرانها - رويترز
التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية تثير مخاوف جيرانها - رويترز

ماذا جرى خلال التجربة؟

بدورها، قالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية إنه يجري العمل على تحليل تفاصيل عملية الإطلاق، فيما أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية "لم يسقط في الأراضي اليابانية".

من جهته، صرح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا للصحافة بأن الصاروخ "يُرجّح أن يكون من فئة الصواريخ البالستية العابرة للقارات"، مشيرًا إلى أن مساره كان "مائلًا بشدة نحو الشرق". وأضاف أن الصاروخ لا يبدو أنه سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.

وكانت صواريخ كورية شمالية قد حلقت مرارًا فوق اليابان في السابق في حين تسبب إطلاق الصاروخ بحال تأهب وجيزة في جزيرة هوكايدو شمالي الأرخبيل الياباني، التي حضت الحكومة سكانها على الاحتماء بعد إطلاق الصاروخ. وقالت في تحذيرها: "اخلوا على الفور. اخلوا على الفور"، طالبة من السكان الاحتماء في مبان أو تحت الأرض.

لكن خفر السواحل والسلطات المحلية سرعان ما استبعدوا وجود أي خطر.

تجارب مقابل المناورات

وجاء إطلاق الصاروخ فيما من المقرر عقد اجتماعين وزاريين لدول مجموعة السبع الغنية خلال الأيام المقبلة في اليابان: اجتماع لوزراء البيئة في هوكايدو السبت والأحد، واجتماع لوزراء الخارجية الأحد والإثنين في كارويزاوا (وسط).

وتكثف بيونغيانغ اختبارات الأسلحة في الأشهر الأخيرة، ما يزيد التوتر مع سول وواشنطن اللتين عززتا من جانبهما تعاونهما العسكري ونفذتا مناورات مشتركة واسعة في المنطقة، الامر الذي دفع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دعوة جيشه الإثنين إلى زيادة القدرات الردعية لبلاده. 

ومنذ 23 مارس/ آذار، قالت بيونغيانغ إنها أجرت خصوصًا ثلاثة اختبارات لـ"غواصة نووية مسيرة" قادرة على "التسبب بتسونامي إشعاعي واسع النطاق". كما قال النظام الكوري الشمالي أيضًا إنه أطلق صاروخًا بالستيًا عابرًا للقارات في 16 مارس الماضي.

والعام الماضي، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية بشكل "لا رجوع فيه"، ودعا كيم مؤخرًا إلى زيادة "هائلة" في إنتاج الأسلحة، بما في ذلك النووية التكتيكية.

وكشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية قبل شهر عن مستوى عال من النشاط في المجمع النووي الرئيسي الكوري الشمالي في يونغبيون، على ما ذكرت منظمة "38 نورث" المتمركزة في الولايات المتحدة.

في مارس أيضًا أمر كيم قواته بتكثيف مناوراتها استعدادًا لـ"حرب حقيقية". وردت واشنطن وسول بمناورات عسكرية مشتركة جديدة تشمل طائرات شبح أميركية.

ونفذت سول وواشنطن مناورات جوية مشتركة في 5 أبريل/ نيسان الجاري تضمنت قاذفة أميركية واحدة على الأقل من طراز "B-52H" قادرة على حمل أسلحة نووية وفقًا للجيش الكوري الجنوبي.

وتعتبر كوريا الشمالية هذه المناورات بمثابة تدريبات على غزو لأراضيها، وحذرت مرارًا من أنها ستتخذ إجراءات "ساحقة" ردًا على ذلك.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close