الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"تعبئة عسكرية" في أوكرانيا.. هجمات روسية "مروعة" على كييف

"تعبئة عسكرية" في أوكرانيا.. هجمات روسية "مروعة" على كييف

Changed

مراسل "العربي" من كييف يستعرض آخر التطورات الميدانية في العاصمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التعبئة العسكرية العامة لمواجهة الهجوم الروسي، فيما وصف وزير خارجيتها ضربات صاروخية على كييف بـ"المروعة".

دخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الثاني في ظل استمرار الهجمات الصاروخية والاشتباكات الضارية ومخاوف من اتساع دائرة المعارك، وسط إقرار كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى سلسلة واسعة من العقوبات ضد موسكو.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قرر، فجر أمس الخميس، بدء "عملية عسكرية خاصة" تستهدف "نزع سلاح أوكرانيا" ووقف ما أسماه "الإبادة الجماعية" في هذا البلد الجار.

انفجارات في كييف

وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية للمعركة بين روسيا وأوكرانيا، فقد سُمع دوي انفجارين قويين، فجر الجمعة، في وسط العاصمة كييف، بينما أشارت القوات البرّية الأوكرانية إلى أنّ هناك "إطلاقًا للصواريخ" تستهدف العاصمة، وسط تأكيدها على أنها دمرت اثنين من هذه الصواريخ أثناء تحليقها.

وندّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الجمعة بإطلاق صواريخ روسية استهدفت كييف فجرًا وأدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.

وكتب دميترو كوليبا على تويتر: "إطلاق مروّع لصواريخ روسية على كييف"، مضيفًا: "آخر مرة شهدت عاصمتنا شيئًا كهذا كانت عام 1941 عندما تعرضت لهجوم من ألمانيا النازية، وهزمت أوكرانيا ذلك الشيطان وستهزم هذا الشيطان أيضًا".

من جانبه، قال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إنّ ثلاثة أشخاص أصيبوا، وإن أحدهم في حالة خطرة، جراء سقوط حطام صواريخ في منطقة سكنية في جنوب شرق العاصمة.

وأفاد نائب وزير الداخلية الأوكراني أنتون غيراشتشينكو عبر حسابه في تلغرام بأن "الضربات ضد كييف بصواريخ كروز أو صواريخ بالستية قد استؤنِفَت. سمعتُ دوي انفجارَين قويين".

أما خارج كييف، فأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية أيضًا بحصول هجوم صاروخي روسي صباح الجمعة على وحدة لحرس الحدود في منطقة زابوريجيا، ما أدى لسقوط "قتلى وجرحى" بحسب المصدر نفسه.

ويثير تقدّم القوات الروسية مخاوف من تصاعد الهجمات التي تستهدف العاصمة كييف ومنشآت إستراتيجية وحكومية، حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تسلل قوات روسية إلى كييف.

وأضاف في خطاب عبر الفيديو نُشر على حساب الرئاسة الأوكرانية: "تلقينا معلومات عن دخول مجموعات تخريبية تابعة للعدو إلى كييف"، داعيًا السكان إلى اليقظة والتزام حظر التجول.

وأعرب عن أسفه الجمعة لأن كييف "تُركت وحدها" في مواجهة الجيش الروسي الذي بدأ الخميس هجومه ضد بلاده، قائلًا: "لقد تركنا وحدنا للدفاع عن بلدنا، مضيفًا: "مَن هو مستعدّ للقتال معنا؟ لا أرى أحدًا".

زيلينسكي يتعهد بالبقاء في كييف

من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأوكراني، اليوم الجمعة، التعبئة العسكرية العامة لمواجهة الهجوم الروسي، بحسب مرسوم نُشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية.

وأشار المرسوم إلى أنّ هذا الإجراء يتعلّق بالخاضعين "للتجنيد العسكري وبجنود الاحتياط" وسيُطبّق في غضون 90 يومًا في كل المناطق الأوكرانية.

كما أمر زيلينسكي هيئة الأركان العامة بتحديد عدد الجنود الذين سيتم استدعاؤهم وبأي ترتيب.

وتعهد الرئيس الأوكراني بالبقاء في كييف، حيث شنت روسيا هجومًا بريًا وجويًا وبحريًا أمس الخميس بعد إعلان بوتين بدء عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا.

وحذر زيلينسكي، في رسالة مصورة، من أن "العدو حددني على أنني الهدف الأول. عائلتي هي الهدف الثاني. يريدون تدمير أوكرانيا سياسيًا من خلال تدمير رئيس الدولة".

وقال: "سأبقى في العاصمة. عائلتي موجودة أيضًا في أوكرانيا".

ويقول مسؤولون أميركيون وأوكرانيون إن روسيا تهدف إلى الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة. وسيطرت روسيا أمس على محطة تشرنوبيل للطاقة النووية سابقًا في شمال كييف، على امتداد أقصر طريق مؤد إلى العاصمة من بيلاروسيا، حيث نشرت موسكو قوات.

عقوبات أميركية جديدة

أما بخصوص ردود الأفعال الغربية على الهجوم الروسي، فقد كشفت الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي عن المزيد من العقوبات على روسيا بهدف إبعاد البنوك والحكومة والنخبة الروسية خارج النظام المالي العالمي.

وكانت روسيا تعرضت لعقوبات هذا الأسبوع، منها تحرك ألماني لوقف خط غاز "نورد ستريم 2" من روسيا الذي يكلف 11 مليار دولار.

وفرض الرئيس الأميركي جو بايدن موجة من العقوبات على روسيا في إجراءات تمنع روسيا من القيام بأعمال تجارية بعملات رئيسية إلى جانب عقوبات على البنوك والشركات المملوكة للدولة.

ووصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه معتد لديه "رؤية شريرة للعالم" وحلم مضلل بإعادة إنشاء الاتحاد السوفياتي.

لكنه أحجم عن فرض عقوبات على بوتين نفسه وعن فصل روسيا عن نظام (سويفت) المصرفي الدولي، وسط خلافات مع الحلفاء الغربيين بشأن المدى الذي يجب أن يذهب إليه في هذه المرحلة، وانتقادات من الجمهوريين بأن كان عليه فعل المزيد.

كما أعلن البيت الأبيض عن قيود على الصادرات تهدف إلى الحد من وصول روسيا إلى كل شيء من الإلكترونيات التجارية وأجهزة الكمبيوتر إلى أشباه الموصلات وأجزاء الطائرات.

إجراءات أوروبية ضد موسكو

إضافة إلى ذلك، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ في قمة طارئة عقدت الليلة الماضية على عقوبات اقتصادية جديدة، وانضموا إلى الولايات المتحدة وغيرها في اتخاذ خطوات مثل كبح وصول روسيا إلى السبل التكنولوجية.

وسيجمد الاتحاد الأوروبي أصول روسيا في التكتل ويوقف وصول بنوكها إلى الأسواق المالية الأوروبية؛ ضمن مما وصفه مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل بأنها "أقسى مجموعة من العقوبات التي نفذناها على الإطلاق".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على تويتر "تتضمن هذه الحزمة عقوبات مالية تستهدف 70% من السوق المصرفية الروسية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة، ومنها مجال الدفاع".

وأوضحت في مؤتمر صحافي أن العقوبات، التي تحدّ أيضًا من وصول روسيا إلى الأسواق المالية، ستزيد تكاليف الاقتراض على روسيا وترفع التضخم هناك.

وقالت فون دير لاين أيضًا إن قيود التصدير على روسيا ستضرّ بقطاعها النفطي من خلال منع الوصول إلى المواد التي تحتاجها من الاتحاد الأوروبي لمصافي النفط. وأضافت أنّ ذلك سيؤدي، بمرور الوقت، إلى استنزاف عوائد تكرير النفط في روسيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close