الإثنين 20 مايو / مايو 2024

حرب أوكرانيا تطوي يومها الرابع.. حراك دبلوماسي أممي واستمرار للمواجهات

حرب أوكرانيا تطوي يومها الرابع.. حراك دبلوماسي أممي واستمرار للمواجهات

Changed

نافذة تلقي الضوء على حصيلة اليوم الرابع من الحرب الروسية على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
في انتظار بدء المفاوضات المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا على الحدود مع بيلاروسيا، أيد مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول أوكرانيا.

أكدت أوكرانيا الأحد، في اليوم الرابع من الهجوم الروسي، إجراء مفاوضات مع موسكو عند الحدود بينها وبين بيلاروسيا، فيما أعلن فلاديمير بوتين وضع قوة الردع النووي للجيش الروسي في حال تأهب.

من جهته، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على موسكو عبر إغلاق كامل مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية وتمويل تسليم الأسلحة لأوكرانيا ومنع وسيلتي الإعلام الروسيتين "آر تي" و"سبوتنيك".

وفي السياق نفسه، أعلن مجلس الأمن الدولي، بعد اجتماع له، تأييده عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول أوكرانيا.

مفاوضات لإنهاء الحرب

ولم توضح الرئاسة الأوكرانية موعد المفاوضات المرتقبة. وقالت كييف: إن اللقاء سيتم من دون "شروط مسبقة" عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية "في منطقة بحيرة بريبيات" قرب تشيرنوبيل.

ونبه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى أن بلاده "لن تستسلم" في مواجهة موسكو.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور: "لا أعول كثيرًا على تحقيق نتيجة" ولكن "علينا أن نحاول".

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع سيتم في منطقة غوميل في بيلاروسيا، علمًا أن هذه المنطقة تقع عند حدود بريبيات.

وسيترأس الوفد الروسي وزير الثقافة السابق والمستشار الرئاسي فلاديمير ميدنسكي وليس مفاوضها التقليدي لأوكرانيا دميتري كوزاك.

وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو لزيلينسكي أن "المقاتلات والمروحيات والصواريخ الروسية التي تم نشرها على أراضي بيلاروسيا ستبقى على الأرض خلال وصول الوفد الأوكراني ومغادرته وخلال إجراء المفاوضات".

جلسة لمجلس الأمن

في السياق نفسه، تبنى مجلس الأمن الدولي الأحد قرارًا، بناء على طلب الدول الغربية، يدعو إلى عقد "جلسة طارئة" الإثنين للجمعية العامة للأمم المتحدة ليتخذ أعضاؤها الـ193 موقفًا حيال الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأيدت القرار الذي طرحته الولايات المتحدة وألبانيا، 11 دولة في حين صوتت روسيا ضده وامتنعت الإمارات العربية المتحدة والصين والهند عن التصويت. ولا يجيز نظام الأمم المتحدة اللجوء إلى حق النقض (فيتو) في حال كهذه.

ويستند هذا الإجراء إلى آلية تعود لعام 1950 عنوانها "الاتحاد لحفظ السلام"، ويشكل هزيمة كبرى لروسيا على الساحة الدبلوماسية الدولية كونه لا يجيز لأي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اللجوء إلى الفيتو.

ولجأت موسكو الجمعة إلى حق النقض لتعطيل قرار طرحته الولايات المتحدة وألبانيا، يندد بالهجوم الروسي ويطالب بالانسحاب الفوري من أوكرانيا.

وجاء في نص القرار: "بالنظر إلى أن غياب الإجماع بين أعضائه الدائمين" الجمعة "منعه من ممارسة مسؤوليته الأولى في حفظ السلام والأمن الدوليين"، قرر مجلس الأمن "الدعوة إلى جلسة طارئة للجمعية العامة".

قوات ردع روسية

في موازاة ذلك، أمر بوتين "بوضع قوات الردع التابعة للجيش الروسي في حالة تأهب للقتال"، عازيًا هذا القرار إلى "التصريحات المعادية الصادرة عن حلف شمال الأطلسي"، ومنتقدًا العقوبات "غير المشروعة" التي فرضها الغربيون على روسيا في إطار تكثيفهم الضغوط عليه.

وسرعان ما نددت الولايات المتحدة بتصعيد "غير مقبول"، متهمة بوتين بـ"فبركة تهديدات غير موجودة بهدف مواصلة العدوان".

واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن سلوك موسكو "غير مسؤول".

كما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأحد لوكالة فرانس برس أن اندلاع نزاع نووي فكرة "لا يمكن تصورها".

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريتسين لامبركت: إن الرئيس الروسي بإعلانه هذا "تخطى حدًا إضافيًا، ولدينا انطباع أن هذا الأمر على صلة، في ما يعانيه من جنون العظمة، بأفعال تنطوي على عزم وتصميم أوقفت غزوه السريع لأوكرانيا".

هروب الأوكرانيين

على الأرض، يزداد عدد الأوكرانيين الذين يفرون من بلادهم. ومنذ الخميس، فر نحو 368 ألف لاجئ نحو دول مجاورة، وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عددهم "يرتفع باستمرار".

واستقبلت بولندا أكثر من نصف هؤلاء فيما قررت ألمانيا جعل القطارات مجانية لجميع الأوكرانيين الوافدين من هذا البلد.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه يتوقع نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص.

من جانبه، دعا البابا فرنسيس إلى فتح ممرات إنسانية "بشكل عاجل"، مطالبًا بـ"إسكات الأسلحة" في أوكرانيا.

مواجهات في الميدان

وفي اليوم الرابع من الهجوم الروسي على أوكرانيا، سيطرت القوات الأوكرانية بشكل تام على مدينة خاركيف الواقعة في شمال شرق البلاد والبالغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة عند الحدود الروسية، وفق المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف.

وفي عظة الأحد، وصف بطريرك روسيا الأرثوذكسي كيريل معارضي موسكو في أوكرانيا بأنهم "قوى الشر".

وأعلن زيلينسكي في وقت مبكر الأحد أن الليلة الماضية كانت "قاسية" في أوكرانيا، متّهمًا موسكو بقصف مناطق سكنية.

وقال في مقطع فيديو نشر على الإنترنت: "فاسيلكيف وكييف وتشرنيغيف وسومي وخاركيف والكثير من المدن الأخرى تعيش في ظروف لم نشهدها على أراضينا منذ الحرب العالمية الثانية".

وتحدثت أوكرانيا عن مقتل نحو مئتي مدني وعشرات العسكريين، لكنها لم تنشر حصيلة دقيقة الأحد.

وأحصت الأمم المتحدة السبت 64 قتيلًا على الأقل بين المدنيين، لافتة إلى أن مئات الآلاف باتوا محرومين من المياه والكهرباء.

وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الجيش الروسي "لم يحقق هدفه الرئيسي وهو تطويق كييف" واللجوء إلى "التخريب" من خلال "مجموعات استطلاع تدمر البنية التحتية المدنية".

وفي كييف حيث يسري حظر التجول حتى الساعة الثامنة من صباح الإثنين (6,00 ت غ)، كانت فترة قبل الظهر هادئة بعد مواجهات ليلًا "مع مجموعات تخريبية" وفق مكتب رئيس بلدية المدينة.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها حاصرت مدينتين كبيرتين في الجنوب هما خيرسون وبيرديانسك البالغ عدد سكانهما 290 ألف نسمة و110 آلاف نسمة على التوالي.

وأكدت  الوزارة أيضًا تحقيق تقدم ميداني للانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق المدعومين من الجيش الروسي.

وأقر الجيش الروسي للمرة الأولى الأحد بخسائر بشرية في صفوفه، لكنه لم يدل بأرقام محددة.

وأعلنت كييف أن الجيش الأوكراني قتل أكثر من 4300 جندي روسي، لافتة إلى أنها أطلقت موقعًا إلكترونيًا يتيح لأقرباء الجنود الروس القتلى معرفة مصيرهم.

عقوبات جديدة

وأعلن الاتحاد الأوروبي الأحد أنه سيمول تسليم أسلحة ومعدات أخرى لأوكرانيا.

وستقترح بروكسل استخدام خط تمويلي طارئ للاتحاد الأوروبي "بهدف تزويد القوات الأوكرانية بأسلحة فتاكة، إضافة إلى وقود ومعدات حماية ومستلزمات طبية"، وفق ما قال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل.

كذلك، سيغلق الاتحاد مجاله الجوي أمام كل الطائرات الروسية بما فيها الطائرات الخاصة، وفق ما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وقررت بروكسل أيضًا منع وسيلتي الإعلام الروسيتين الحكوميتين آر تي وسبوتنيك على أراضي الاتحاد، بحيث "لن تتمكنا بعد اليوم من بث أكاذيبهم لتبرير حرب بوتين وزرع الانقسام في اتحادنا"، على قول فان دير لايين.

وفرضت عقوبات أوروبية إضافية على بيلاروسيا شملت "القطاعات الاقتصادية الأكثر أهمية" لنظام مينسك "المتواطئ" مع موسكو.

في السياق نفسه، هددت مجموعة السبع روسيا الأحد بعقوبات جديدة إذا واصلت هجومها على أوكرانيا، مضيفة في بيان أنها لن تعترف بأي تغيير في وضع أوكرانيا ينجم عن الحرب.

تظاهرات في موسكو

إضافة إلى ذلك، تظاهر مئة ألف شخص على الأقل في برلين تضامنًا مع أوكرانيا، فيما تظاهر سبعون ألفا في براغ وأربعون ألفا في مدريد و15 ألفا في أمستردام وعشرة آلاف في كوبنهاغن.

وتحدى بضعة آلاف من الأشخاص مجددًا قرار منع التظاهر في روسيا ليعبروا عن رفضهم للحرب في أوكرانيا، ونظموا تجمعات تخللها اعتقال أكثر من ألفي شخص بحسب منظمة غير حكومية.

وأعلنت فرنسا أنها ستطرح الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي مشروع قرار "لضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق للاستجابة لحاجات السكان في أوكرانيا".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close