الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

دراسة مقلقة.. تلوّث الهواء ينتقل إلى رئة الجنين ودماغه

دراسة مقلقة.. تلوّث الهواء ينتقل إلى رئة الجنين ودماغه

Changed

تقرير عن تلوث الهواء وتداعياته على صحة الإنسان (الصورة: غيتي)
للمرة الأولى، وجد العلماء أن الكربون الأسود ينتقل عبر مجرى الدم من الأم إلى أعضاء الجنين النامية، بما في ذلك الكبد والرئتين والدماغ.

حذّرت دراسة أوروبية جديدة من أن رئة الأجنّة والأعضاء الحيوية الأخرى تتعرّض للتلوّث بجزيئات الهواء، في وقت مبكر من الثلث الأول من الحمل.

ووجدت أبحاث سابقة أن تعرّض الأجنّة للملوّثات في الرحم يزيد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة ومخاطر الولادة المبكرة، لكن لم يكن هناك دليل قوي على أن هذه الجسيمات تتسلّل إلى أعضاء الجنين.

وللمرة الأولى، وجد العلماء في جامعة أبردين البريطانية وجامعة هاسيلت البلجيكية أن الملوّثات وجسيمات الكربون النانوية السوداء (المعروفة باسم الكربون الأسود) تنتقل عبر مجرى الدم من الأم إلى المشيمة، ومن ثم إلى أعضاء الجنين خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، وتصل إلى أعضائه النامية، بما في ذلك الكبد والرئتين والدماغ.

ولهذا السبب، يعتقد الأطباء أن النساء الحوامل اللواتي يعشن في المناطق التي تعاني من تلوّث الهواء، معرّضات بشكل أكبر لخطر ولادة جنين ميت أو ولادة أطفال بمشاكل صحية.

و"الكربون الأسود" هو مادة سوداء رخوة تنطلق في الهواء من محركات الاحتراق الداخلي ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم ومصادر حرق الوقود الأحفوري، ويرتبط بمشاكل صحية خطيرة بما في ذلك أمراض القلب والتهابات الجهاز التنفسي وسرطان الرئة.

وأوضح العلماء في دراستهم التي نُشرت على موقع الجامعة البريطانية أن الجسيمات النانوية الخطيرة التي تنطلق من أبخرة عوادم السيارات والوقود الأحفوري، تتسلّل من المشيمة إلى الجنين في الرحم في وقت مبكر من الأشهر الثلاثة للحمل، مضيفين أنه كلما زاد تعرض الأمهات لتلوّث الهواء زادت مستوى جزيئات الكربون السوداء الموجودة في الأجنة.

وقال البروفيسور تيم ناورو من جامعة أبردين: إن التعرض لتلوّث الهواء في أثناء الحمل والرضاعة مرتبط بزيادة خطر الإملاص (موت المولود)، والولادة المبكرة، واضطراب نمو الدماغ.

بدوره، قال البروفسور بول فاولر المشارك في الدراسة: "ما أظهرناه لأول مرة، هو أن جسيمات الكربون الأسود النانوية الملوثة لا تدخل فقط في المشيمة في الثلث الأول والثاني من الحمل، ولكن أيضًا تجد طريقها إلى أعضاء الجنين النامي، بما في ذلك الكبد والرئتين. 

وشدّد على أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن جزيئات الكربون الأسود هذه تدخل أيضًا إلى دماغ الإنسان النامي، ومن الممكن أن تتفاعل بشكل مباشر مع أنظمة التحكم داخل أعضاء وخلايا الجنين البشري".

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close