الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

دعوات دولية لوقف القتال.. فرار نحو 200 ألف شخص من السودان

دعوات دولية لوقف القتال.. فرار نحو 200 ألف شخص من السودان

Changed

تقرير لـ"العربي" حول معاناة النازحين السودانيين على معبري قسطل وأرقين الحدوديين مع مصر (الصورة: رويترز)
فر قرابة 200 ألف شخص من السودان منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف داخل البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة.

أبدت فرنسا، اليوم الجمعة، ترحيبها بالإعلان الذي وقّعه طرفا النزاع في السودان ليلة أمس في جدة، والذي تعهّدا فيه بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية، داعية الجانبين إلى "وقف إطلاق نار مستدام" وإقامة ممرات إنسانية.

وتوصل ممثلون عن الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، إلى هذا الإعلان بعد مرور نحو شهر على القتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من 750 شخصًا ونزوح الآلاف، في إطار "محادثات أولية" بمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة بدأت السبت الماضي في مدينة جدة السعودية.

ومع ذلك، لم تتضمن الوثيقة الواقعة في أربع صفحات أي إشارة إلى هدنة. وأسفر القتال في السودان إلى الآن عن مقتل أكثر من 750 شخصًا وجرح 5000 آخرين. 

"تعهدات بحماية المدنيين"

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن باريس "تذكّر بأن هذه التعهّدات بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ملزمة قانونًا للطرفين وفق القانون الدولي الإنساني".

وفي السياق نفسه، اعتبر مصدر في الدبلوماسية الفرنسية، عبر "فرانس برس"، أن الإعلان هو "خطوة إيجابية صغيرة".

وأكد الدبلوماسي الفرنسي على أن الإعلان "شديد الغموض"، مضيفًا: "المرحلة التالية هي التوصل إلى هدنة لبضعة أيام مع ممرات إنسانية. من ثم التفاوض على وقف مستدام لإطلاق النار مع آلية مراقبة بمشاركة عدد من اللاعبين الدوليين. وفي ما بعد التوصل إلى حل سياسي أكثر استدامة".

كما شدّد على أن الولايات المتحدة والسعودية تتصدران المشهد "لكن يتعيّن أن يؤدي أطراف دوليون آخرون دورهم، خصوصًا الاتحاد الإفريقي وغيره من الشركاء الأفارقة الراغبين بالانخراط".

إلى ذلك، فر قرابة 200 ألف شخص من السودان منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل/ نيسان، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف داخل البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إنّ مصنعًا في الخرطوم ينتج جزءًا كبيرًا من المواد الغذائية للأطفال السودانيين الذين يعانون من أشد أشكال سوء التغذية احترق، ما أدى إلى تدمير كل الماكينات ووقف الإنتاج كليًا.

وأكد المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن "الحريق دمر 14500 صندوق من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال".

وأوضحت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع أن أكثر من 700 ألف شخص نزحوا داخل السودان في أعقاب اندلاع المعارك في 15 أبريل الماضي.

الغالبية من الأطفال والنساء

ولفتت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين أولغا سارادو، إلى أن "30 ألف لاجئ إضافي وصلوا في الأيام الأخيرة" إلى تشاد المجاورة، ليرتفع العدد الإجمالي للذين وصلوا من السودان في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفًا.

وأضافت أن "نحو 90% من اللاجئين في تشاد هم من الأطفال والنساء، ومنهن العديد من الحوامل".

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعاني 20% من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات من سوء التغذية الحاد.

وفي حديثها عن الفارين من السودان، حذرت سارادو من أن "الاستجابة الإنسانية صعبة ومكلفة"، مشيرة إلى أن "اللاجئين والعائدين يصلون إلى مناطق حدودية نائية حيث الخدمات والبنى التحتية شحيحة أو غير متوافرة ويعاني السكان المضيفون تحت وطأة تغير المناخ وندرة الغذاء". 

وعملت المفوضية بشكل طارئ على إيصال المساعدات إلى السودان والدول المجاورة باستخدام أموال المانحين، لكن سارادو شددت على أن الاستجابة على نطاق واسع تتطلب تمويلًا كبيرًا.

وأكدت أن "فرق المفوضية تواصل تقديم المساعدات من مخزون يتناقص"، في السودان الذي كان يستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين قبل الأزمة.

من ناحية أخرى، كشفت سارادو أن المفوضية ترحب بتوقيع الطرفين العسكريين المتحاربين في السودان مساء الخميس على إعلان يتعهّدان فيه باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية.

وقالت: "نأمل أن يسمح الاتفاق بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء".

ووصف رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس الذي شارك في المؤتمر الصحافي عبر الفيديو من بورتسودان، الإعلان بأنه "خطوة أولى مهمة" على الرغم من أن "علينا أن نرى مدى استعداد الأطراف لاحترامه".

ولم يشأ أن يحدد ما إذا كان متفائلًا أم متشائمًا، لكنه شدد على أن "فشل اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة وفترات توقف المساعدات الإنسانية كانا بسبب إعلانات أحادية الجانب".

كما اعتبر أن الأهم يكمن في "التزام الطرفين بمواصلة المحادثات بوساطة أميركية وسعودية، ونتوقع أن تستأنف هذه المحادثات بشأن وقف إطلاق النار اليوم أو غدًا".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close