الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

رغم بدء سريان الهدنة الروسية في أوكرانيا.. قصف وتبادل للاتهامات

رغم بدء سريان الهدنة الروسية في أوكرانيا.. قصف وتبادل للاتهامات

Changed

آخر تحديث:
6 يناير 2023 14:44
نافذة إخبارية لـ"العربي" ترصد الأوضاع في أوكرانيا بعد بدء سريان الهدنة التي أعلنت عنها روسيا أمس ( الصورة: غيتي)
دعا بوتين القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة فيما رأى زيلينسكي فيها حجّة هدفها وقف تقدّم الجنود الأوكرانيين في دونباس.

بدأ عند الساعة 12 ظهرًا بتوقيت موسكو، اليوم الجمعة، سريان وقف إطلاق نار أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس من جانب واحد في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد لدى طائفة المسيحيين الأرثوذكس. 

وبموجب وقف إطلاق النار هذا الذي شككت كييف بالنوايا الكامنة وراءه، من المقرر أن توقف القوات الروسية القتال حتى منتصف ليل غد السبت، وهي أول هدنة على نطاق عام في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/ شباط الماضي.

إلا أن وكالة "فرانس برس" أشارت إلى تواصل القصف المدفعي على جانبي الجبهة في باخموت، مركز المعارك في شرق أوكرانيا.

ولفتت إلى سماع دوي قصف من الجانبين الروسي والأوكراني بعد بدء سريان وقف إطلاق النار عند الساعة 9,00 ت غ في هذه المدينة التي دمرت شوارعها إلى حد كبير جراء المعارك التي تراجعت حدتها مقارنة مع الأيام السابقة.

وأعلن نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو أن الجيش الروسي قصف مرّتين مدينة كراماتورسك شرقًا.

وكتب تيموشنكو على تلغرام أن "المحتّلين ضربوا المدينة بصواريخ مرّتين. أُصيب مبنى سكني خاص. بحسب المعلومات الأولية، ليس هناك ضحايا".

بدوره تحدث مراسل "العربي" في كييف عن إعلان حال التأهب الجوي في العاصمة الأوكرانية ومناطق عدة.

في المقابل، أكد الجيش الروسي احترامه وقف إطلاق النار، متّهمًا كييف بمواصلة القصف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: "رغم احترام القوات الروسية وقف إطلاق النار (...) إلا أنّ نظام كييف واصل قصف مدن ومواقع روسية".

رفض أوكراني

وإثر نداء من بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل فضلًا عن اقتراح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب الرئيس الروسي أمس من جيشه "بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا، في خطوة اعتبرتها كييف وحلفاؤها محاولة من موسكو لكسب الوقت.

ودعا بوتين القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسية، كبرى المذاهب المسيحية في كل من أوكرانيا وروسيا على السواء، "حضور قداديس ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح". وندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار بوتين إذ رأى فيه "حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا"، وأضاف متسائلًا:"ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".

في المقابل، رحب الرئيس الأوكراني بتعهد أميركي وألماني بتسليم كييف مدرعات لسلاح المشاة من طراز "برادلي" من الجانب الأميركي و"ماردر" من الجانب الألماني، معتبرًا أنه "قرار جدّ مهمّ".

كما تعهدت برلين بتسليم كييف بطارية صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي على غرار ما سبق لواشنطن أن فعلت.

استهزاء أميركي وإدانة أوروبية

وسيكون وقف إطلاق النار هذا أول هدنة ذات طابع عام منذ بدء الحرب، إذ لم تبرم في السابق سوى اتفاقات محلية مثلًا لإجلاء المدنيين من مصنع أزوفستال في ماريوبول (جنوب شرق أوكرانيا) في أبريل/ نيسان.

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك في تغريدة على تويتر: "ينبغي لروسيا أن تغادر الأراضي المحتلة، فعندها فقط تقام هدنة موقتة. نفاقُكم لا يسري علينا".

أما في واشنطن فقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ بوتين يسعى من خلال هذه الهدنة إلى "متنفّس". واستهزأ بايدن بنظيره الروسي قائلاً إنّ بوتين "كان مستعدًّا لقصف مستشفيات وروضات وكنائس، في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول وليلة رأس السنة".

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن وقف إطلاق النار هذا "لن يخدم آفاق السلام" مطالبًا بانسحاب نهائي للقوات الروسية. أما الخارجية الألمانية فاعتبرت من جهتها أن وقف إطلاق النار الروسي لن يجلب "لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".

وساطة تركية

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا بوتين خلال اتصال هاتفي إلى "وقف إطلاق نار أحادي الجانب" في أوكرانيا بهدف دعم "الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف". وردّ بوتين بأنّ روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا شرط أن تقبل السلطات الأوكرانية "الوقائع الجديدة على الأرض" عقب الهجوم الروسي.

وأعلنت روسيا في سبتمبر/ أيلول ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئياً أو بالكامل، على غرار ما فعلت مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها في مارس/ آذار 2014. ويصر الرئيس الأوكراني زيلينسكي على انسحاب كامل للقوات الروسية من بلده بما يشمل القرم قبل أي حوار مع موسكو. وفي حال لم يحصل ذلك، تعهد زيلينسكي باستعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة بالقوة.

وندّد بوتين مرة أخرى خلال محادثاته مع أردوغان بـ"الدور المدمّر للدول الغربية" في النزاع، من خلال مدّ كييف بالأسلحة التي تشكل عنصرًا أساسيًا في حربها ضد موسكو. متهمًا الدول الغربية "بتقديم أسلحة ومعدات عسكرية لنظام كييف وتزويده بمعلومات وأهداف عملياتية".

ضحايا قبل الهدنة

 إعلان الهدنة من جانب روسيا أتى بعد أقل من أسبوع على ضربة نفّذها الجيش الأوكراني ليلة رأس السنة أدت إلى مقتل 89 عسكريًا روسيًا على الأقل في ماكيفكا في شرق أوكرانيا. وفي خطوة نادرة، اعترف الجيش الروسي بحدوث القصف الدامي الذي أثار انتقادات في روسيا للقيادة العسكرية.

وتواصلت المعارك على الجبهة الخميس، مع مقتل امرأة ونجلها البالغ 12 عامًا في قصف روسي لمدينة بيريسلاف قرب خيرسون في جنوب البلاد، على ما قال المدير المساعد للإدارة الرئاسية كيريلو تيموشنكو. كما قتل شخصان أيضا وجرح ثلاثة آخرون في ضربة استهدفت بلدة في منطقة زابوريجيا في الجنوب، على ما أفاد الحاكم أولسكندر ستاروخ.

وروى سكان في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا أن صاروخًا روسيًا أصاب مبنى قبيل فجر الخميس ما أدى إلى إصابة رجل وامرأة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close