الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

زيارة الطاقة الذرية إلى إيران.. ما تداعياتها على المفاوضات النووية؟

زيارة الطاقة الذرية إلى إيران.. ما تداعياتها على المفاوضات النووية؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش انعكاسات زيارة فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران (الصورة: غيتي/ أرشيف)
من المنتظر أن يصل فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران لإجراء تحقيقات بشأن العثور على جزئيات يورانيوم في مواقع لم يصرح عنها في إيران.

يزور فريق تقني تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران، سعيًا ضمن تحقيق بشأن العثور على جزئيات يورانيوم في مواقع لم تصرح عنها في إيران.

ومنذ سنوات، تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران بإعطاء تفسير بوجود يورانيوم في 3 مواقع غير مصرح عنها، وطلبت الوصول إلى مواقع ومواد وجمع عينات.

ويذكر أن هذه الأزمة، زادت من التعقيدات التي تعوق إحياء الاتفاق المبرم في 2015، بين الدول الكبرى والجمهورية الإسلامية بشأن برنامجها النووي الذي يترنح منذ 2018، بفعل انسحاب واشنطن منه.

وعشية زيارة لخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلنت إيران السبت أنها زادت قدراتها على تخصيب اليورانيوم.

"زيارة بروتوكولية"

وفي هذا الإطار، يشير مدير برنامج الدراسات الإيرانية في معهد الشرق الأوسط للإعلام نبيل العتوم إلى أن زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تأتي ظل ظروف غير مسبوقة تمر بها إيران، خاصة في ظل البيئة الداخلية الإيرانية واندلاع الاحتجاجات، بالإضافة إلى ظروف إقليمية ودولية عنوانها التوتر مع قوى إقليمية ودولية، تحديدًا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.

وتشهد إيران تظاهرات اندلعت عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عامًا في 16 سبتمبر/ أيلول، بعد ثلاثة أيام على توقيفها على يد شرطة الأخلاق التي اتهمتها بمخالفة قواعد اللباس الصارمة في البلاد التي تفرض خصوصًا على النساء وضع الحجاب.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن "هذه الزيارة ربما تعكس حالة من عدم الثقة من إيران في الوصول إلى تسوية مع للوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ويتابع قائلًا: "قامت طهران بعدة إجراءات تصعيدية خاصة فيما يتعلق بزيادة كميات اليورانيوم إلى أكثر من 21 ضعفًا بالكميات المسموح فيها، من خلال نصب أجهزة طرد مركزية، فضلًا عن حجب 21 كاميرا من مجموع 76 موجودة في المنشآت النووية الإيرانية".

ويوضح العتوم أنه لا يعول كثيرًا على الوصول إلى تهدئة في المجال النووي، لأن إيران عادة ما تربط التقدم مع الوكالة الدولية للطاقة بالتقدم في المفاوضات النووية، كما أنها عادة ما تلقي التهم على واشنطن بعدم تلبية مطالبها في عدم رفع العقوبات فيما يتعلق بتقديم ضمانات من جانب واشنطن لإيران.

ويردف أن إيران تمارس منذ فترة سياسة "حافة الهاوية النووية" عبر التصعيد سواء مع الوكالة الدولية للطاقة من ناحية، ومحاولة استغلال هذا التصعيد لإرسال رسائل إلى الخصوم الإقليميين ورسائل إلى الدول الضامنة للاتفاق في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.

ويتابع العتوم أن الولايات المتحدة أعلنت على لسان المبعوث الأميركي لإيران أنها ليست في عجلة لإبرام الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن هناك ظروفًا موضوعية تحول دون ذلك من ضمنها الاحتجاجات في إيران، وتظاهرات الجاليات الإيرانية الموجودة في الخارج، الأمر الذي يضغط على صناع القرار في دول الاتحاد الأوروبي وأميركا.

ويعتبر العتوم أن الوصول إلى اتفاق نووي في هذا التوقيت بالذات، يعني الموافقة على السياسيات الإيرانية تجاه الاحتجاجات.

ويرى أن إيران ستمارس المزيد من التصعيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيادة نسبة التخصيب وغيرها من الإجراءات التصعيدية، لمحاولة ابتزاز واشنطن للجلوس على طاولة المفاوضات، وتقديم تنازلات فيما يتعلق بالملف النووي إجبار الدول كما يقولون لوقف التدخل في الشأن الإيراني الداخلي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close