أثار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" جدلًا واسعًا في الأردن، بعدما أشار إلى أنّ موظفين ومعاونين للأمير الأردني حمزة بن الحسين ما زالوا محتجزين ومبعدين قسرًا عن العالم الخارجي من قبل قوات الأمن، ما فتح الباب أمام تكهنات حول مصير الأخ غير الشقيق للملك عبد الله.
ويشير التقرير إلى أن أقرباء الموقوفين نقلوا هذه المزاعم للصحيفة، التي ألقت بدورها ظلال الشك على مزاعم الديوان الملكي حول إعلان حل للمشكلة على نطاق الأسرة.
فقد أصدر الديوان الملكي الأردني بيانًا رسميًا يوم الإثنين، يؤكد فيه أن الأمير حمزة بن الحسين وقّع على رسالة يؤكد فيها أنه يضع نفسه بين يدي العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مشدّدًا على دعمه للملك وولي العهد والتزامه بالدستور الأردني.
قلق عائلة المجالي
ويشير تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن ياسر المجالي مدير مكتب الأمير حمزة وابن عمه ما زالا محتجزَين في "مكان مجهول"، بحسب أسرتهما التي تنحدر من إحدى القبائل الأردنية الرئيسية.
وكان الاثنان من بين 18 شخصًا آخرين اعتقلوا يوم السبت الفائت، واتهمتهم السلطات بالضلوع في "مخطط لزعزعة استقرار المملكة"، وفقًا للتقرير.
ونقلت الصحيفة عن عبد الله المجالي شقيق ياسر، قوله: "في كل مرة نتصل بأحد منهما، يقولون إننا سنعود إليكم.. ما زلنا لا نعرف أين هما".
زوجة احد المعتقلين: "للآن لا يوجد اي أخبار عن المعتقلين عن مكان تواجدهم أو حتى ما هي التهمة الموجه لهم و التي تم على أساسها اعتقالهم، برغم إعلان السلطات إنتهاء الأزمة وديا الا إننا لازلنا ننتظر خروج المعتقلين على أثر نفس القضية."@dohahajjaj1
— Taghreed Risheq (@taghreedrisheq) April 6, 2021
"#أين_الأمير _حمزة" حملة إلكترونية تنشط في الأردن
وتعقيبًا على ما ذكر في الصحيفة، أُثيرت تساؤلات حول مكان الأمير، ونشط وسم #أين_الأمير _حمزة على موقع تويتر، لا سيّما أن "نيويورك تايمز" ألمحت في تقريرها إلى أنه في قصره مقيد الاتصالات.
وفي هذا السياق، أشار بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انقطاع الإنترنت وسماع صوت دوريات ومروحيات، وفرض الجيش حظر تجول ليلي.
At night I could hear heavyweight cars in the street on high speed, clearly the army as total lockdown from 7pm I also heard a plane or a helicopter, no internet since last night in our area... The only logic is that a Prince lives here could be that those activities were for him
— Randa HABIB (@RandaHabib) April 7, 2021
ويترقب البعض الآخر تغريدة أو مقطع فيديو جديد يفنّد الادعاءات التي أثارت قلق محبي الأمير، لا سيما من أهل العشائر التي عرف بقربه منها في الفترة الأخيرة.
ننتظر تغريدة من الامير حمزة 🇯🇴🖤!! #اين_الامير_حمزه يا رب سلم سلم يارب 🤲 pic.twitter.com/OU7oUwquCb
— أحمد العليمات (@bwAv2UQM3WebhI9) April 7, 2021
وعلى الجانب الآخر عبّر عدد من الناشطين عن ولائهم للملك عبد الله الثاني، لكنهم في الوقت عينه طالبوا بحرية الأمير حمزة للحفاظ على استقرار العرش.
الأردن والملك خط أحمر لسنا دُعاة فتنة ولا نريد تقويض نظام الحكم ولا نعمل لصالح اجندات خارجية. نطالب بحرية الامير حمزة لحرصنا على حماية دستورنا والحفاظ على استقرار العرش. ولائنا للوطن والملك عبد الله وولي العهد الامير حسين. لستم أحرص منا ع البلد.#اين_الامير_حمزة
— Aisha (@Aishaayoob123) April 6, 2021
يُذكر أن السلطات الأردنية قد أوقفت عددًا من الأشخاص يوم السبت الفائت على خلفية ما وصفه مسؤولون بأنه "تهديد لاستقرار البلاد"، وقال الجيش الأردني إنه طُلب من الأمير حمزة بن الحسين التوقف عن تحركات ونشاطات توظَّف لاستهداف "أمن الأردن واستقراره"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.
احتواء الأزمة في الأردن
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد أعلن أن السلطات الأردنية حيّدت ما قالت إنه تهديد متزايد يمثله الأمير حمزة ولي العهد السابق الذي انتقد حكومة أخيه غير الشقيق الملك عبد الله الثاني.
وقال الصفدي لصحيفة "وول ستريت جورنال": "فيما يتعلق بالتحركات والتهديدات التي يمثلونها، تم احتواؤها بالكامل وأصبحت تحت السيطرة".
وأوضح أن الأمير حمزة لم يشكل "تهديدًا فوريًا، بل كان يشارك في جهود تغذّي السخط الشعبي على الاقتصاد الأردني المتدهور، وحاول تقديم نفسه حاكمًا بديلًا.
وزير الخارجية الأردني: قضية الأمير حمزة تم احتوائها بالكامل.. إليكم آخر التصريحات 👇 #الأردن pic.twitter.com/Wb2wzMT3bM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 7, 2021
وحظرت السلطات القضائية الأردنية، الثلاثاء، نشر معلومات تتعلق بقضية الأمير حمزة. وقال النائب العام في عمّان إنه قرر حظر النشر في كل ما يتعلق بالتحقيقات المرتبطة "حفاظًا على سريّة التحقيقات، وتحت طائلة المسؤولية".