تُستأنف محاكمة رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما، في قضية رشاوى تعود إلى أكثر من عشرين عامًا، في العاشر من أغسطس/ آب، وفق ما أعلنت محكمة بيترمارتسبرغ (شرق) اليوم الثلاثاء في جلسة قصيرة عبر الإنترنت.
وأشار القاضي بيت كوين إلى أن المحاكمة تأجلت إلى العاشر من أغسطس، على أن تستمر حتى 13 من الشهر نفسه.
"الدستور انتصر"
واستؤنفت المحاكمة أمس الإثنين، لكن محامي زوما طلبوا إرجاءها عدة أسابيع، واعتبروا أن شكل المحاكمة يحرم موكلهم من حقوقه ولا سيما التشاور مع فريق دفاعه خلال الاستماع.
وأضاف القاضي أن "جميع الأطراف مدعوون لتقديم قائمة بالبراهين" المتعلقة بهذه القضية، قبل استئنافها.
ورحّبت مؤسسة زوما بهذا التأجيل، معتبرة أن "الدستور قد انتصر أخيرًا".
وقالت في تغريدة: "لا يمكن عقد أي جلسة استماع جنائية افتراضية في غياب المتهم، الذي لا يستطيع بالتالي استشارة محاميه".
The Constitution has prevailed at last! There can be NO virtual criminal proceedings in the absence of an accused person who is unable to consult with his lawyers See you at Pmb High Court on 10 August 2021.Long Live The Constitution! pic.twitter.com/aSfycyerP7
— JGZuma Foundation (Official) (@JGZ_Foundation) July 20, 2021
تجنب "الاضطرابات"
وتم عقد العديد من الجلسات في جنوب إفريقيا عبر الإنترنت في الأسابيع الأخيرة؛ بسبب القيود التي فرضتها الموجة الثالثة من فيروس كورونا.
ويهدف عقد المحاكمة افتراضيًا إلى تجنب مزيد من "الاضطرابات"، وفق ما أفادت النيابة العامة، وذلك بعد أسبوع من أعمال الشغب التي اندلعت في البلاد بسبب ملاحقة قانونية في قضية أخرى تتعلق بالرئيس السابق وأودت بـ215 شخصًا.
ويُتهم أنصار زوما بإثارة فوضى في الأيام الأخيرة، وصفها الرئيس سيريل رامابوزا بأنها محاولة مدبّرة لزعزعة استقرار البلاد.
وقد تم بالفعل تأجيل هذه المحاكمة مرات عدة، بعد أن قدم الرئيس السابق طعونًا عدة.
أموال ومعدات عسكرية
ويواجه زوما ست عشرة تهمة بالاحتيال والفساد والابتزاز تتعلق بشراء معدات عسكرية من خمس شركات أسلحة أوروبية في 1999، عندما كان نائبًا للرئيس.
وهو متهم بحصوله على أكثر من أربعة ملايين راند (235 ألف يورو بالسعر الحالي)، ولا سيما من مجموعة تاليس الفرنسية إحدى الشركات التي حصلت على العقد الضخم بقيمة نحو 2,8 مليار يورو.
كما تتم مقاضاة المجموعة الفرنسية العملاقة للصناعات الدفاعية بتهمة الفساد وتبييض الأموال. ونفى زوما كما تاليس هذه الاتهامات على الدوام.
إلى ذلك، يشير مبعوث "العربي" إلى جوهانسبرغ خليل كلاعي إلى عودة الهدوء بشكل كامل ليس فقط إلى شوارع مدينة جوهانسبرغ، ولكن أيضًا إلى المدن والمقاطعات المحسوبة على جاكوب زوما.
ويلفت إلى أن المواجهات التي شهدتها البلاد خلّفت خسائر كبيرة بينها التخريب والدمار الذي طال الكثير من المراكز التجارية وكذلك أعمال النهب، التي يتم التداول بأنها وقعت بشكل ممنهج على صفحات ذات صبغة شرطية في وسائل التواصل الاجتماعي بجنوب إفريقيا.
ويوضح أن القضايا التي يحاكم الرئيس السابق على أساسها تراجع موقعها في وسائل الإعلام المحلية لصالح مسائل أخرى، لا سيما السجال بين وزيري الشرطة والداخلية.
ويضيف أن وزارة الداخلية تقول إنها مدت وزارة الشرطة بتقارير استخباراتية عن مخططات للنهب الموجه، الأمر الذي ينفيه وزير الشرطة.