الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

زيارة غروسي إلى طهران.. هل تمهّد الطريق لإعادة إحياء الاتفاق النووي؟

زيارة غروسي إلى طهران.. هل تمهّد الطريق لإعادة إحياء الاتفاق النووي؟

Changed

يعد الاتفاق الجديد اختراقًا غير متوقع في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي لطالما اتهم سلفه بـ"الليونة" في ملف يحتاج إلى التشدد، حسب صقور المحافظين في إيران.

زار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي طهران، بعد يوم من تصريحات نارية انتقد فيها تعامل إيران مع الوكالة الدولية.

وعقد غروسي مع نظيره الإيراني محمد إسلامي اتفاقًا مهمًا، ينص على السماح بعودة المراقبة الإلكترونية للمنشآت النووية عبر الكاميرات الموضوعة من قبل الوكالة.

ويعد هذا الاتفاق اختراقًا غير متوقع في عهد الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي لطالما اتهم سلفه حسن روحاني بـ"الليونة" في ملف يحتاج إلى التشدد، حسب صقور المحافظين في إيران.

قلق دولي

ووفق الاتفاق الجديد، ستتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تغيير بطاقات الذاكرة للكاميرات المثبتة في المواقع النووية، عشية اجتماع مجلس المحافظين في الوكالة.

إقليميًا، تبدي دول الجوار حذرًا تجاه طموحات إيران النووية، فيما يذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى حد اعتبار أن إيران "على بعد خطوات قليلة من امتلاك سلاح نووي".

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بـ"الكذب على العالم" بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد أيام على انتقاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة طهران لعدم تعاونها.

وقال بينيت في بيان: "تنظر إسرائيل بمنتهى الجدية إلى استعراض الوضع الوارد في التقرير".

وأشار إلى أنّ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "يثبت أن إيران مستمرة في الكذب على العالم وتتقدم في برنامج لتطوير أسلحة نووية، بينما تنكر التزاماتها الدولية".

وكانت الوكالة أصدرت تقريرًا شديد اللهجة الثلاثاء قالت فيه: إنّ "مهام المراقبة التي تجريها في إيران تعرضت "لعرقلة جدية" بعدما علّقت طهران بعض عمليات التفتيش لأنشطتها النووية في فبراير/شباط 2021.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأحد أن بلاده تدعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

تفاصيل الاتفاق

في هذا السياق، يرى الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار أن "ما حصل خلال زيارة غروسي إلى طهران، هو موافقة إيران على قيام المنظمة الدولية بأعمال الصيانة للأجهزة الموضوعة لأعمال الرقابة، إضافة إلى تغيير بطاقات الذاكرة للكاميرات".

ويوضح شريعتمدار، في حديث إلى "العربي" من طهران، أن "هذه البطاقات ستبقى مختومة من قبل الطرفين، وسيحتفظ بها الجانب الإيراني بسبب قانون البرلمان الذي ينص على رفض العودة للبروتوكول الإضافي قبل عودة أميركا إلى التزامات الاتفاق النووي".

ويشدد شريعتمدار على أن "الاتفاق الجديد مع الوكالة الدولية لا يعدّ خرقًا لقانون البرلمان، بل يهدف إلى حلحلة بعض الأمور العالقة".

خطوة إيجابية

بدوره، يعتبر الزميل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مارك فيتزباتريك أن الاتفاق الجديد "خطوة إيجابية"، لكن "الجميع يدرك في واشنطن أنه ليس الحل للأزمة، بل هو مجرّد تأجيل للأزمة".

ويقول فيتزباتريك، في حديث إلى "العربي" من واشنطن: كان هدف الزيارة فقط التوصل إلى اتفاق حول تغيير بطاقات الذاكرة لبعض الأجهزة.

ويؤكد أن "واشنطن مصممة على العودة إلى الاتفاق النووي وتنتظر الموقف الإيراني، كما أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد لرفع العقوبات النووية في حال أعيد إحياء الاتفاق".

عقبات أخرى

من جهته، يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر محجوب الزويري أن "هناك حاجة إيرانية وأوروبية للعودة إلى جولات التفاوض في فيينا".

ويشير الزويري، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن "أحد العوائق الأساسية أمام العودة للمفاوضات كان تقرير الوكالة الدولية حول وجود مواقع إيرانية تحتوي على يورانيوم مخصب بدرجات عالية".

ويقول: "حضور غروسي إلى طهران، وقبول إيران بالاتفاق الجديد قد يشكّل خرقًا للجمود، في انتظار إزالة كل العقبات الأخرى".

ويضيف: "هناك حالة من الدائرة المفرغة بين إيران وأميركا، في طريق العودة إلى الاتفاق النووي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close