الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

ليست الأولى من نوعها.. هل جرت فعلًا "محاولة انقلابية" في السودان؟

ليست الأولى من نوعها.. هل جرت فعلًا "محاولة انقلابية" في السودان؟

Changed

يمرّ السودان بفترة انتقالية مهمتها الأساسية إعادة الحكم المدني الكامل خلال ثلاث سنوات، مرّ أكثر من عامين حتى الآن منها، فيما لا تزال الأزمات تحاصره.

مع الإعلان عن فشل محاولة انقلابية جديدة في السودان، هي العاشرة في عمر المجلس الانتقالي السوداني، تُطرَح الكثير من الأسئلة عمّا جرى فعلًا، وعن تأثير ما حدث على المرحلة الانتقالية في البلاد.

فقد تمّ الإعلان عن هذه المحاولة الانقلابية، في وقت يمرّ السودان بفترة انتقالية مهمتها الأساسية إعادة الحكم المدني الكامل خلال ثلاث سنوات، مرّ أكثر من عامين حتى الآن منها، وما زال السودان يعاني من أزمات اقتصادية تحاصره في مسارات عدّة.

وفي وقت سارعت السلطات إلى توجيه أصابع الاتهام إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بالوقوف وراء ما قيل إنها محاولة انقلابية، لفت كلام لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك قال فيه إن الحكومة تعمل على تفكيك الأجهزة المرتبطة بنظام البشير.

هل من أطراف خارجية "متورّطة"؟

ومع أنّ هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها، إلا أنّها بدت "تهديدية" أكثر من كلّ سابقاتها لمن يقودون المرحلة، فقد قفزت من التخطيط إلى التنفيذ ودنا بيانها الأول من مقر الإعلام فيها.

رغم ذلك، لم تبدُ السلطات في البلاد متفاجئة بما حصل، فقد سبق أن حصلت محاولات شبيهة في التاريخين القريب والبعيد، علمًا أنّ محاولات عزل العاصمة الخرطوم بدأت صباحًا بإغلاق كبريات الجسور، ومطار الخرطوم حيث انطلقت العملية قبل أن تنتهي في مكان غير بعيد عنه.

وكان لافتًا أنّ حكومة حمدوك لم تتّهم أيّ طرف خارجي، في وقتٍ يرى كثيرون أنّ توجهات السودان باتت مكشوفة بعد اتفاقيات التطبيع، كما امتدادات الخارج فيه، وسط تكهّنات بإمكانية خلق أسباب أمنية كثيرة لتأجيل سير المدنيين على بساط الحكم السوداني.

كيف "ينحاز" الجيش للشعب؟

يشير الباحث الاستراتيجي بابكر إبراهيم إلى أنّ الأجهزة الأمنية كانت "ترصد" المحاولة الانقلابية، وقد أعلنت "ساعة الصفر" للردّ على المشاركين فيها.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، إلى أن "بوادر تحرك" قد بدأت في سلاح المدرعات للردّ على هذه المحاولة.

ويؤكد أنّها كانت مكشوفة مضيفًا: "هي محاولة قام بها حزب البعث العربي ويقودها لواء إسلامي لكن يبدو أنه مدسوس على البعثيين بدليل أنه أتى من القاهرة قبل أسبوع وقد بترت رجله وهو الآن في المستشفى للعلاج".

ويشدّد على أنّ "المشهد كله مسيطَر عليه من المجلس العسكري بخطة موضوعة من جانبه"، معربًا عن اعتقاده بأنّ العسكريين لن يسلّموا الحكم للمدنيين، "والأحداث التي جرت اليوم هي محاولة لخلق رأي عام وحركة على ضوئها ينحاز الجيش للشعب".

"الشعب السوداني لن يستكين"

في المقابل، يعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير عمار حمودة أنّ الله نجّى السودان من دماء جديدة، لكنّه يحذر من أنّ ذلك يقرع ناقوس الخطر مرارًا وتكرارًا بأنّ المحاولات الفاشلة للانقلاب وإنهاء الفترة الانتقالية وإجهاض الانتقال الديمقراطي إنما يعني وجود تراخٍ في إزالة التمكين الموجود في المؤسسات العسكرية.

ويشير في حديث إلى "العربي" من لندن، إلى أنّ السودان شهد حالة من التفلت الأمني في الفترة الأخيرة مما يعدّ المسرح لقبول الانقلابات أو لقبول الأمن مقابل مصادرة الحريات، مشدّدًا على أنّ "هذه المعادلة ما عاد لها وجود والشعب السوداني لن يستكين".

وإذ يرى أنّ محاولة اليوم هي المحاولة الجادة الثالثة تقريبًا بعد التراخي في التعامل مع المحاولتين السابقتين، يلفت إلى أنّ أي شيء لم يتكشّف حتى الآن. ويضيف: "عليه فإنّ البحث وتقديم الجناة لمحاكمة شفافة عادلة هو المطلب الأساسي".

ويخلص إلى أنّ المسألة مسألة مبادئ، مشدّدًا على أنّه "لا يمكن القبول بانقلاب عسكري مهما كانت الأسباب".

لا محاولة انقلابية ولا من يحزنون

أما الكاتب السوداني الوليد آدم مادبو، فيلفت إلى أنّها المرة الثالثة التي يُعلَن فيها عن انقلاب ولا يشعر المواطنون بأي دلائل أو إشارات ولا يعقب هذه الانقلابات أي محاكمات أو توقيفات.

ويكشف مادبو في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أنه "لا يؤمن" بأنّه كانت هنالك محاولة انقلابية في الأساس.

ويشرح أنّه من المفترض أن ينتقل الحكم في المجلس السيادي إلى المدنيين خلال 40 يومًا، وبالتالي فإنّ هذه المحاولة قد تشوّش على هذا المسار.

ويسأل في هذا السياق: "إذا كانت المجموعات العسكرية في المجلس السيادي تسعى إلى حماية التحول الديمقراطي حقيقة فلماذا لم يعملوا على إعادة هيكلة الجيش وإتمام الترتيبات الأمنية؟ وإذا كان الشق المدني حريصًا على هذا التحول، فلماذا لم يقم بتكوين المفوضيات واستكمال هيكلة المؤسسات التنفيذية؟".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ شرعية الجهتين المدنية والعسكرية بدأت تتآكل وتقلّ في نظر الشعب وكلاهما يبحث عن وسيلة يستعيد بها زمام المبادرة ويستمدّ منها شرعيته.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close