أدان مجلس الأمن الدولي الخميس بـ"أشد العبارات" استيلاء الحوثيين على السفارة الأميركية في صنعاء، داعيًا إلى إطلاق سراح الموظفين الذين ما زالوا محتجزين لديهم.
ودعا أعضاء المجلس الـ15 في بيان إلى "الانسحاب الفوري لجميع العناصر الحوثيين من الموقع" و"الإفراج الفوري والآمن عمن لا يزالون محتجزين".
وقبل أسبوع، دعت الولايات المتحدة إلى الإفراج الفوري عن موظّفين يمنيين في السفارة الأميركية أوقفوا في صنعاء بعدما اقتحم الحوثيون مكاتبها.
والسفارة الأميركية في صنعاء مغلقة منذ 2015 عندما نقلت الولايات المتحدة موظفيها الدبلوماسيين إلى الرياض بسبب الحرب في اليمن.
مباني البعثات
وجاء في بيان مجلس الأمن: "يدين أعضاء المجلس بأقوى العبارات، عملية الاستيلاء الأخيرة للمجمع الذي استخدم سابقًا سفارة للولايات المتحدة في صنعاء، من قبل الحوثيين، والذي تم خلاله اعتقال العشرات من الموظفين المحليين”، مضيفًا أن أعضاءه "يدعون إلى انسحاب فوري لجميع عناصر الحوثيين منه، ويطالبون بالإفراج الفوري والآمن عن أولئك الذين ما زالوا رهن الاعتقال”.
وتابع البيان: “يشير أعضاء مجلس الأمن إلى المبادئ الأساسية في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، ولا سيما حظر اقتحام الممتلكات الدبلوماسية وكذلك حرمة مباني البعثة وحصانتهم”، مؤكدًا "وجوب احترام وحماية مباني البعثات الدبلوماسية، إلى جانب ممتلكاتها ومحفوظاتها”.
وغادرت معظم البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى اليمن، العاصمة صنعاء، مطلع العام 2015، عقب سيطرة جماعة الحوثي على المدينة وعدة محافظات.
تحرك أميركي
وكانت السفارة الأميركية في صنعاء، قد أُغلقت بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دوليًا في أواخر 2014، ومنذ ذلك الحين تؤدي السفارة مهامها من الرياض. وقد أعلنت واشنطن، أول من أمس الأربعاء، أن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سيزور السعودية والبحرين، لإجراء محادثات حول اليمن، ستتضمن بحث احتجاز الحوثيين لبعض العاملين اليمنيين في مجمع السفارة الأميركية بصنعاء.
وطالبت الأمم المتحدة، قبل يومين، الحوثيين بالإفراج كذلك عن موظّفَين أمميَّين يمنيَّين تم احتجازهما منذ مطلع الشهر في صنعاء، "من دون أي مسوّغ" في "انتهاك" لحصانتيهما الدوليتين، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك.
"باليستي" باتجاه نجران
ومن جهة أخرى، أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية، فجر اليوم الجمعة، اعتراض وتدمير صاروخ باليستي، أُطلق باتجاه جنوب المملكة.
وأفاد التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، بأنه "اعترض ودمر صاروخًا باليستيًا أُطلق لاستهداف المدنيين بمدينة جيزان"، من دون مزيد من التفاصيل. وأعلن التحالف في بيان آخر "أنه رصد نشاطًا وتحركات مشبوهة لأعمال عدائية من مطار صنعاء الدولي".
وشدّد على أن "مطار صنعاء تحول لثكنة عسكرية لإطلاق العمليات العدائية العابرة للحدود"، على حدّ قوله.
ومساء الخميس، قال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن التحالف شن أكثر من 65 غارة جوية، خلال الساعات الـ24 الماضية، توزعت على محافظات عدة.
وتزداد وتيرة المعارك بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية، التي استقدمت تعزيزات عسكرية تابعة إلى محافظة مأرب من جبهات الحدود مع السعودية.