الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

على الرغم من اتفاق السلام.. الخوف يسيطر على تيغراي

على الرغم من اتفاق السلام.. الخوف يسيطر على تيغراي

Changed

تقرير سابق عن اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تم التوقيع عليها في نيروبي بين جبهة تحرير تيغراي والحكومة الإثيوبية (الصورة: غيتي)
أكد عامل الإغاثة وقوع أعمال عنف جنسي، وقال في الأول من ديسمبر: "حتى الآن، أحصت المنظمة التي أعمل بها 11 حالة اغتصاب".

يعيش إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا حالة من الفوضى والخوف والشحّ في سلع أساسية، فضلًا عن العنف والنهب والطرد على أيدي حلفاء للجيش الفدرالي، وفق سكان وعاملين في المجال الإنساني، على الرغم من إبرام اتفاق سلام في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني. 

ومنذ توقيع الاتفاق في بريتوريا بين سلطات المتمردين في تيغراي والحكومة الفدرالية الإثيوبية، توقف القتال ووصلت المساعدات الغذائية والطبية تدريجيًا، وأعيد ربط العاصمة الإقليمية مقلي بشبكة الكهرباء الوطنية.

لكن سكانًا وعمال إغاثة في مختلف أنحاء تيغراي أكدوا لوكالة فرانس برس أن نهب المدنيين واضطهادهم مستمران في المنطقة.

واتهم هؤلاء جيش إريتريا المتاخمة للحدود الشمالية لإقليم تيغراي، ومقاتلين من منطقة أمهرة الإثيوبية المتاخمة لحدوده الجنوبية، وهما قوتان ساعدتا الجيش الإثيوبي في النزاع، لكن قادتهما لم يشاركوا في محادثات السلام التي رعتها جنوب إفريقيا.

"مواصلة النهب وخطف الشباب"

وبعد أسبوعين من إبرام اتفاق السلام، قال عامل إغاثة مقره في شاير بشمال غرب تيغراي لوكالة فرانس برس: إن "قوات أمهرة تنهب منازلًا ومكاتب حكومية، فضلًا عن عمليات خطف تستهدف أساسًا شبانًا وشابات. كما يواصل الجنود الإريتريون النهب وخطف الشباب".

وأضاف أن "الجيش الإثيوبي وقوات الأمن الأخرى ومن بينها الشرطة تراقب ولا تتدخل".

ودأبت سلطات المتمردين التي "فكت ارتباط" ثلثي مقاتليها بعد الاتفاق، على اتهام الجيش الإريتري بقتل مدنيين.

"سلب أراض خصبة"

من جهته، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس المتحدر من تيغراي في 15 ديسمبر أن عمه "قتله الجيش الإريتري" مع خمسين قرويًا آخر.

وكانت إريتريا عدوًا لدودًا لجبهة تحرير شعب تيغراي منذ حرب حدودية دامية بين 1998 و2000 عندما كانت الجبهة تحكم إثيوبيا (1991-2018).

ويعتقد بعض الأمهريين أنهم سُلبوا أراضي خصبة متصلة بتيغراي عندما تولت جبهة تحرير شعب تيغراي السلطة في البلاد عام 1991.

وفي بداية النزاع في نوفمبر 2020، سيطرت قوات وميليشيات من إقليم أمهرة على قسم من غرب تيغراي.

 

في وقت مبكر من مارس/ آذار 2021، شجبت الولايات المتحدة أعمال "تطهير إتني" في غرب تيغراي، وجددت منظمات غير حكومية الاتهامات بعد بضعة أشهر، لكن السلطات ما زالت تنكرها. واتصلت وكالة فرانس برس بحكومة إقليم أمهرة والحكومة الفدرالية لكنهما لم تستجيبا لطلبات التعليق.

نقص كبير في الأدوية

أما في عاصمة الإقليم مقلي التي لا تزال تحت سيطرة المتمردين، فإن "الناس يشعرون عمومًا بالخيبة والإحباط بسبب الوضع، إضافة إلى الشحّ العام في الغذاء والدواء والسكن"، وفق عامل إغاثة آخر مقيم في المدينة.

وفي مستشفى آيدر الرئيسي في مقلي "ما زال الوضع كما كان قبل 18 شهرًا"، وفق المسؤول كيبروم غيبريسيلاسي الذي أضاف أنه "لا توجد حتى الآن ميزانية، فالأدوية التي نتلقاها تأتي من التبرعات التي بالكاد تغطي احتياجات المرضى ليوم أو يومين".

وأوضح غيبريسيلاسي أن "الجميع سئم الحرب، فالسلام هو ما يريده الناس قبل كل شيء. لكن الجميع يخشى أن يتم استخدام اتفاق السلام للتغطية على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في العامين الماضيين"، مستنكرًا استمرار "المجازر".

وأضاف: "شعب تيغراي متروك لوحده في مواجهة القوات الأجنبية المحتلة التي تقتل دون عقاب"، مشددًا على أن "السعي للسلام لا يعني التخلي عن العدالة".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close