الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

على وقع الإجراءات الصارمة.. كيف يهرب الروس من حظر مواقع التواصل؟

على وقع الإجراءات الصارمة.. كيف يهرب الروس من حظر مواقع التواصل؟

Changed

تقرير حول قرار الهيئة الروسية للإعلام بتقييد الدخول إلى تويتر بعد حجب فيسبوك (الصورة: غيتي)
فرضت روسيا حظرًا على الوصول إلى مواقع وتطبيقات غربية، فتزايدت عمليات البحث على الإنترنت عن طرق للتغلب على هذا الواقع الجديد.

في الأسبوع الذي أعقب قيام الكرملين بحجب "فيسبوك" وغيره، سعى مئات الآلاف من الروس إلى التحايل على الحظر باستخدام شبكة افتراضية خاصة أو ما يعرف باسم VPN، وفقًا لتقارير غربية.

وتقوم هذه الشبكة على إنشاء اتصال مشفر بين الأجهزة وخادم بعيد remote server، بحيث يمكن للمستخدم في أي مكان في العالم، من الناحية النظرية، الوصول إلى المواقع المحجوبة في بلده.

في هذا السياق، يقول نيكولاي لـ"الغارديان"، وهو روسي يعيش الآن في الاتحاد الأوروبي، إن أصدقاءه في الوطن اشتروا شبكة افتراضية خاصة VPN للتواصل معه ومع الآخرين وسط مخاوف من أن الوصول إلى العالم الخارجي قد يصبح محدودًا بشكل تصاعدي.

ويتابع نيكولاي: "هناك حديث بين المواطنين أنه يجب أن يحصلوا على هذه الشبكات الافتراضية الخاصة في أقرب وقت ممكن".

 تهافت على الـVPN

وعلى مدار الأسبوع الماضي، كان الطلب على الشبكات الافتراضية الخاصة قويًا في روسيا، إذ تضاعفت عمليات البحث على الإنترنت عن خدمات VPN في البلاد بشكل ملحوظ بين 4 و10 مارس/ آذار مقارنة بالأسبوع السابق، وفقًا لـTop10VPN وهي شركة بريطانية تقوم بمراجعة خدمات الشبكة الخاصة والتوصية بها.

وتشير التقديرات في هذا السياق إلى أنه كان هناك ما لا يقل عن 260000 عملية بحث عن هذه الشبكات خلال يوم 5 مارس وحده، أي في اليوم الذي تلا حظر "فيسبوك".

ويشرح سيمون ميغليانو، مدير الأبحاث في Top10VPN: "من خلال استبدال عنوان الـIP الروسي الخاص بهم بعنوان الخادم البعيد، والذي سيكون عادةً في بلد آخر، فإن استخدام VPN يعني أنه يمكن للروس الوصول إلى خدمات الإنترنت المحظورة من حركة المرور الروسية".

مواقع التواصل "تتحدى" بوتين

ويشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى أنه إذا كان يُنظر إلى أوكرانيا على أنها "تكسب حرب المعلومات"، إلا أن المعركة داخل روسيا تقتصر على الوصول إلى المحتوى المنتج خارج حدودها.

واستجابةً لتقييد الوصول إلى التطبيق داخل روسيا، أطلق موقع "تويتر" هذا الأسبوع إصدارًا جديدًا محميًا يهدف إلى تعزيز خصوصية موقعه حتى يتمكن الروس من الوصول إليه بسهولة أكبر.

 ويوم الجمعة الفائت، زاد المدعون العامون الروس الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي الغربية من خلال الانتقال إلى تصنيف "ميتا"، المالكة "لفيسبوك" و"إنستغرام"، بوصفها "منظمة متطرفة".

كما أن هناك أيضًا مخاوف من أن الوصول إلى مساحات شاسعة من الإنترنت الأوسع، حتى عبر الشبكات الخاصة، سيصبح أكثر صعوبة في روسيا مع مرور الوقت، لا سيما بعد شركة Cogent Communications، التي تساعد في تشكيل العمود الفقري للإنترنت العالمي من خلال توزيع 25% من حركة المرور، جميع الخدمات المرخصة من روسيا ردًا على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

والأمر نفسه انسحب على Lumen Technologies وهي شركة أميركية في المضمار نفسه، علّقت عملها في روسيا هذا الأسبوع لكنها سعت إلى التقليل من أهمية الخطوة، قائلة إنها توفر خدمة "صغيرة للغاية" في روسيا ولا تزال تساعد مزودي خدمات الإنترنت على توجيه حركة المرور إلى البلاد.

في هذا السياق، يشرح دوج مادوري مدير تحليل البيانات في شركة "كنتيك" المتخصصة في مراقبة شبكة الإنترنت، أن فقدان سعة الإنترنت الدولية قد يهدد الوصول إلى خدمات الأخبار الغربية.

بمعنى آخر، "قد يؤثر فقدان سعة النطاق الترددي الدولي سلبًا على قدرة المستخدم الروسي العادي على الاتصال بموارد الإنترنت خارج البلاد مثل وسائل الإعلام الغربية. وعلينا الانتظار لمعرفة إلى أي مدى"، وفقًا لمادوري.

من جهة ثانية، تحولت بعض منصات وسائل الإعلام الغربية التي حظرتها روسيا إلى شبكة Tor، الذي يديرها متطوعون لتوفير وسيلة بديلة للوصول إلى المحتويات عبر السماح بالوصول إلى شبكة الإنترنت بشكل مجهول من دون الكشف عن الهوية.

وبحسب "الغارديان"، أطلق "تويتر" هذا الأسبوع نسخة من خدمته على "تور" كما قامت هيئة الإذاعة البريطانية بتذكير المشاهدين الروس بأنها ستبقى متاحة عبر "تور" وكذلك فعلت "الغارديان" و"فيسبوك".

تخوّف من عزل روسيا عن الإنترنت

في المقابل، أشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن الطلب على الشبكات الافتراضية الخاصة من قبل الروس قد يعكس أيضًا مخاوف من أن الدولة على وشك عزل نفسها عن الإنترنت العالمي تمامًا أو إقامة جدار حماية على غرار الصين لمنع الوصول إلى المواقع التي تعتبر غير مرغوب فيها.

ففي عام 2019، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن روسيا يمكن أن تسعى إلى شكل من أشكال العزلة على الإنترنت، قائلًا: "يجب علينا إنشاء جزء من الإنترنت لا يعتمد على أحد"، وهو تعليق تبعه بعد شهور تأكيد من الكرملين أنه اختبر بديلًا محليًا للإنترنت العالمي.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close