Skip to main content

عمليات "معقدة".. إجلاء الأجانب من السودان يتواصل على وقع المعارك

الإثنين 24 أبريل 2023

تواصلت، اليوم الإثنين، عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، حيث تقترب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع من يومها العاشر، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات.

ومع استمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين.

وأدت المعارك التي اندلعت اعتبارًا من 15 أبريل/ نيسان، لمقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة نحو أربعة آلاف، ووضعت نظام الرعاية الصحية تحت ضغط هائل للتعامل مع حصيلة متزايدة للضحايا.

تحرك الدول الأوروبية

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان. وقال لصحافيين الإثنين: "كانت عملية معقدة وناجحة"، كما أكد أن 21 دبلوماسيًا من بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم أخرجوا، فيما غادر سفير الاتحاد الأوروبي الخرطوم، وانتقل إلى منطقة أخرى من السودان.

ووجّه بوريل الشكر الى فرنسا التي تقود منذ أمس الأحد عمليات إجلاء جوية الى جيبوتي باستخدام طائرات عسكرية، في حين أعلنت الخارجية الفرنسية إجلاء نحو 400 من رعاياها وحملة جنسيات أخرى، موضحة في بيان لها  أن "هذه الرحلات سمحت بإجلاء 388 شخصًا بينهم مواطنون فرنسيون أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلًا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى".

وحمل الذين تم اجلاؤهم جنسيات كلّ من ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا وعدد من الدول الإفريقية، فضلًا عن السودان والولايات المتحدة وكندا والهند واليابان والفيليبين.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع تسارعًا في عمليات الإجلاء، ونفذتها دول عدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا. وأكدت لندن على لسان متحدث باسم الحكومة، أن قواتها المسلحة "استفادت من نافذة فرصة ضيّقة" ل‘نجاز الإجلاء.

وأشار المتحدث الى أنه "في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة في الخرطوم وإغلاق مطارها الرئيسي" بسبب ذلك منذ اليوم الأول لاندلاع المعارك، "يستحيل تنظيم عملية إجلاء أكبر" في الوقت الراهن.

من الجو إلى البر

وهبطت طائرة عسكرية ألمانية في برلين على متنها 101 شخص تم إجلاؤهم من السودان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، فيما قالت السويد إنها أجلت جميع موظفي سفارتها في الخرطوم وأسرهم، وعددًا غير محدد من السويديين إلى جيبوتي القريبة.

وأضافت أن طائرات الجيش السويدي وأفراده سيواصلون المساعدة في إجلاء الرعايا الأجانب طالما سمح الوضع الأمني بذلك.

وتُجرى عمليات إجلاء عديدة جوًا. وتتم أخرى عبر بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وتقع على بعد نحو 650 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من الخرطوم لكن المسافة تمتد لنحو 800 كيلومتر عن طريق البر.

وقال الجيش الألماني إن سلاح الجو نقل 313 شخصا حتى الآن من قاعدة جوية قرب الخرطوم، وإن المجموعة الأولى عادت إلى برلين اليوم الاثنين على متن طائرة إيرباص إيه321 من قاعدة الأزرق الأردنية التي اتخذت مقرًا لعملية الإجلاء.

رعايا عرب 

وكانت مصر والسعودية الأبرز عربيًا على صعيد عمليات الإجلاء، إذ أعلنت وزارة الخارجية المصرية ليل الأحد "إجلاء 436 مواطناً من السودان" عن طريق الحدود البرية بين البلدين، فيما أعلنت الرياض السبت إجلاء أكثر من 100 من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرًا الى جدّة، بعد انتقالهم برا الى مدينة بورتسودان في شرق السودان.

أما الأردن فقد أعلن السبت بدء إجلاء نحو 300 أردني، وأكدت بغداد إجلاء 14 عراقيًا "إلى موقع آمن في منطقة بورتسودان" وتواصل الجهود لإجلاء آخرين.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية اللبنانية الإثنين إنه قد تم إجلاء 52 شخصًا من بورتسودان الى جدة على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية. كما خرج من السودان 105 ليبيين بالطريقة ذاتها، وفق ما أكدت وزارة خارجية بلادهم الإثنين.

وغالبية من تمّ إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر العديد من المدنيين دورهم للإجلاء جوًا، ضمن قوافل من الحافلات والسيارات الرباعية الدفع التي تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو الى مدينة بورتسودان.

مخاوف من كارثة وشيكة 

وتشكل جيبوتي محطة أساسية لعمليات الإجلاء الجوي، حيث تحط فيها طائرات عسكرية تنقل المدنيين من السودان، وباتت هذه الدولة المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تستضيف العديد من القوات العسكرية الأجنبية التي يقوم أفرادها بتنظيم عمليات الوصول لعشرات من العائلات المنهكة.

ومنذ تسارع عمليات الإجلاء خلال نهاية الأسبوع، يثير مسؤولون ومحللون مخاوف متنامية حيال مصير السودانيين وسط خشية من احتدام المعارك مجددًا متى انتهى إخراج الرعايا الراغبين بذلك. كما باتت مغادرة الخرطوم هاجسًا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونقص المواد التموينية والمياه.

إلا أن المغادرة ليست سهلة خصوصًا في ظل الحاجة الى كميات كبيرة من الوقود لقطع المسافة نحو الحدود المصرية شمالًا، أو بلوغ بورتسودان على أمل الانتقال منها بحرا لدولة أخرى. وبات الوقود عملة نادرة ومكلفة في الخرطوم التي كانت تعاني أصلًا من تضخم كبير يطال معظم المواد الأساسية.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه "في حين يفرّ الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسًا في السودان". واضطرت الكثير من وكالات المنظمة الدولية لتعليق نشاطها في السودان.

وفي ظل صعوبة الوصول الى الإقليم الذي يعدّ من أفقر مناطق السودان، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن "10 مركبات وست شاحنات أغذية تعرّضت للسرقة" في الإقليم، وقدّر البرنامج حجم المعونات الغذائية المنهوبة بزهاء "أربع آلاف متر مكعب".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة