انقطع التيار الكهربائي الذي يغذي محطة زابوروجيا النووية الأوكرانية، نتيجة قصف خلال الليل، ما أجبرها على التحول إلى مولدات تعمل بالديزل في حالات الطوارئ، بحسب ما أعلنت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية "إنرغواتوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، اليوم السبت.
وصرح مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في بيان اليوم أن "استئناف القصف الذي أصاب المصدر الوحيد للطاقة الخارجية بالمحطة عمل غير مسؤول بشكل كبير. يجب حماية محطة زابوريجيا للطاقة النووية".
وتبادلت روسيا وأوكرانيا اللوم في قصف موقع أكبر محطة نووية في أوروبا تحتلها روسيا منذ الأسابيع الأولى لانطلاق الهجوم العسكري الروسي، مما أدى إلى تدمير مبانٍ وهدد بوقوع كارثة نووية، فيما جددت الوكالة الدولية دعوتها لإنشاء منطقة آمنة لمنع المزيد من القصف.
كما نقلت الوكالة الدولية، بيانًا سابقًا صادرًا عن "إنرغواتوم" ذكر أن المحطة تحولت إلى مولدات خاصة بها تعمل بالوقود بعد أن تسبب قصف في حوالي الساعة الواحدة صباحًا، في انقطاع الخط الرئيسي جهد 750 كيلوفولت الذي يمد المحطة بالطاقة الخارجية.
فبدأ ستة عشر مولدًا من مولدات الديزل بالمحطة في العمل تلقائيًا، مما أدى إلى تزويد مفاعلاتها الستة بالطاقة. وبعد استقرار الوضع، تم إطفاء عشرة مولدات وترك ستة مولدات لتزويد المفاعلات بالكهرباء اللازمة.
وأوضحت الوكالة أن "جميع أنظمة السلامة بالمحطة تستمر في تلقي الطاقة وتعمل بشكل طبيعي، وفق ما أبلغ موظفون كبار أوكرانيون يشغلون المحطة خبراء الوكالة المتمركزين هناك".
وعلى الرغم من إغلاق المفاعلات الستة في زابوريجيا، إلا أن الوقود النووي فيها لا يزال بحاجة إلى التبريد لمنع الانصهار النووي، ويتطلب ذلك مصدرًا ثابتًا للطاقة الكهربية.
غروسي في كييف ثم إلى روسيا
تزامنًا، يجرى غروسي محادثات مع روسيا وأوكرانيا بشأن إنشاء منطقة آمنة حول المحطة، على الرغم من أنه رفض الإفصاح عما سيشمله ذلك بالضبط أو كيفية تطبيقه أو مراقبته. وهو كان في كييف يوم الخميس الفائت، ومن المقرر أن يتوجه إلى روسيا هذا الأسبوع.
ونقلت الوكالة عن غروسي قوله: "سأسافر قريبًا إلى روسيا الاتحادية، ثم أعود إلى أوكرانيا، للاتفاق على منطقة حماية للأمان والأمن النوويين حول المحطة. وهذا أمر حتمي وعاجل".
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا من حصول كارثة في محطة زاباروجيا، منبهة من خطورة الأعمال العسكرية في محيطها، ودعت في عدة مناسبات إلى إقامة أمنية حولها لحمايتها.
يذكر أنه في 4 مارس/ آذار الماضي، فرضت روسيا سيطرتها على محطة زاباروجيا التي تضم 6 مفاعلات نووية وتوفر نحو 20% من إجمالي الكهرباء بأوكرانيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 5700 ميغاواط / ساعة.
