الخميس 2 مايو / مايو 2024

"قضية الفتنة" في الأردن.. السجن 15 عامًا لباسم عوض الله وحسن بن زيد

"قضية الفتنة" في الأردن.. السجن 15 عامًا لباسم عوض الله وحسن بن زيد

Changed

عقدت الجلسة الأولى في محاكمة باسم عوض الله وحسن بن زيد في 21 يونيو الماضي
عقدت الجلسة الأولى في محاكمة باسم عوض الله وحسن بن زيد في 21 يونيو الماضي
قال رئيس محكمة أمن الدولة: إن الأفكار المشتركة بين باسم عوض الله وحسن بن زيد تكرست بينهما ووصلت إلى مشروع إجرامي منظم موحد الأهداف.

قررت محكمة أمن الدولة الأردنية، اليوم الإثنين، تجريم المتهم في ما يُعرف بـ"قضية الفتنة" باسم عوض الله، والحكم عليه بالسجن مع الأشغال المؤقتة 15 عامًا.

كما قررت المحكمة تجريم المتهم الثاني بالقضية الشريف حسن بن زيد بالتهم الثلاث المسندة إليه، والحكم عليه بالأشغال المؤقتة مدة 15 عامًا. كما قررت المحكمة إدانة الشريف حسن بتهمة تعاطي المخدرات والحبس لمدة سنة، وغرامة قيمتها ألف دينار مع الرسوم.

وسمحت المحكمة لوسائل الاعلام بالاطلاع على الجلسة بشكل جزئي من خلال شاشة بث خارجية.

وتلا رئيس محكمة أمن الدولة جزءًا من الوقائع أمام وسائل الإعلام، قائلًا إنها تتلخص بأن "نظام الحكم في الأردن يستمد شرعيته من نصوص الدستور التي نصت أنه نيابي ملكي وراثي وعرشه السامي في أسرة جلالة الملك عبد الله الثاني وورثة العرش من الأبناء الذكور".

وأضاف: "إن المتهم الأول باسم عوض الله عمل بمناصب عدة في الأردن، وتمكن من بناء شبكة من العلاقات والاتصالات داخليًا وخارجيًا بحكم هذه المناصب".

وتابع: "أما المتهم الثاني حسن بن زيد فهو مواطن أردني يعمل في القطاع الخاص، وهو من متعاطي المواد المخدرة وحائزيها بقصد التعاطي".

وأضاف أن المتهمين يرتبطان بعلاقة صداقة منذ عام 2001، ويرتبط الأخير بعلاقة صداقة وقربى بالأمير حمزة بن الحسين.

وأشار رئيس المحكمة إلى أن "المتهمين حملا أفكارًا مناهضة لنظام الحكم وشخص جلالة الملك عبد الله، مناوئة لشرعية حكم الملك وثوابت السياسة العامة للدولة الأردنية في تعاملها مع الشؤون الداخلية والخارجية، مستغلين الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها المملكة والمنطقة".

وقال: "تكرست الأفكار المشتركة انطلاقًا من امتلاك عوض الله أفكارًا ضد الملك، وصولًا إلى مشروع إجرامي منظم موحد الأهداف يهدف لترجمة أفكارهما المناهضة وإحداث الفتنة والفوضى وبث خطاب الكراهية تجاه نظام الحكم، بما يعرض أمن المجتمع الأردني للخطر".

تفاصيل القضية

وعوض الله وبن زيد هما المتهمان الوحيدان في القضية أمام المحكمة، رغم أن الحكومة اتهمت في 4 أبريل/ نيسان الماضي ولي العهد السابق الأمير حمزة (41 عامًا)، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأشخاصًا آخرين بالضلوع في "مخططات آثمة" هدفها "زعزعة أمن الأردن واستقراره".

وأوقفت السلطات الأردنية حينها 18 شخصًا. لكنها أفرجت في 28 أبريل عن 16 موقوفًا في القضية بعد مناشدات من شخصيات وعشائر عدة للملك عبد الله خلال لقاء معه بـ"الصفح عن أبنائهم الذين انقادوا وراء هذه الفتنة".

في المقابل، لم تفرج السلطات عن عوض الله وبن زيد بسبب "اختلاف أدوارهما وتباينها والوقائع المنسوبة إليهما ودرجة التحريض التي تختلف عن بقية المتهمين الذين تم الإفراج عنهم"، وفقا لتصريح سابق، صادر عن النائب العام لمحكمة أمن الدولة.

وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي ووجهت للاثنين تهمة "التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة"، وتهمة "القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة".

ويواجه باسم عوض الله وحسن بين زيد في حال إدانتهما، عقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى عشرين عامًا.

ووفق لائحة الاتهام المؤلفة من 13 صفحة، فإن الأمير حمزة كان له طموح شخصي بالوصول إلى سدة الحكم وتولي عرش المملكة وحاول عبثًا الحصول على دعم المملكة العربية السعودية لتحقيق ذلك.

الأمير حمزة

وأثار إعلان السلطات في أبريل ضلوع الأمير حمزة في "مخططات آثمة" هدفها "زعزعة أمن الأردن واستقراره"، صدمة في الشارع الأردني.

وتحدثت صحف عالمية عن "محاولة انقلاب"، لكن رئيس الوزراء الأردني ووزير الدفاع بشر الخصاونة أكد عدم وجود محاولة انقلاب، وأن الأمير حمزة لن يحاكم.

وفي الخامس من أبريل، أكد الأمير حمزة في رسالة وقّعها بحضور عدد من الأمراء أنه سيبقى "مخلصًا" للملك عبد الله الثاني ولولي عهده الأمير حسين.

وقال في الرسالة التي نشرها الديوان الملكي: "أضع نفسي بين يديّ جلالة الملك، مؤكّداً أنّني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيًا لإرثهم، سائرًا على دربهم، مخلصًا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك".

وتحدث الملك عبد الله الثاني في رسالة بثها التلفزيون الرسمي في السابع من أبريل عن "فتنة وئدت".

وظهر الملك والأمير حمزة بعد أيام معًا في احتفالات الذكرى المئوية لتأسيس الأردن.

رفض الشهود

وعقدت الجلسة الأولى في محاكمة عوض الله وبن زيد في 21 يونيو/ حزيران الماضي. ونفى المتهمان التهم المنسوبة إليهما خلال الجلسة.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن صورًا ومقطع فيديو يظهر فيه المتهم باسم عوض الله وهو يصل إلى المحكمة واضعًا كمامة ومرتديًا بزة سجن زرقاء ويداه مكبلتان إلى الخلف، ويقتاده أحد عناصر مكافحة الإرهاب.

وقبل أيام من الجلسة، كشفت تسجيلات ورسائل مسرّبة تفاصيل عن الاتصالات التي جمعت بين ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين وحسن بن زيد وباسم عوض الله.

ويعود تاريخ الاتصالات المسربة إلى أوقات متفاوتة، لكن آخرها كان قبل نحو أسبوعين فقط من اعتقال حسن بن زيد وعوض الله.

وكان عوض الله شغل منصب رئيس الديوان الملكي بين عامي 2007 و2008، كما كان مديرًا لمكتب العاهل الأردني بين عامي 2006 و2007.

وطلب المتهمان في نهاية يونيو حضور الأمير حمزة والأمير هاشم والأمير علي (الأخوة غير الأشقاء للملك عبد الله الثاني) ورئيس الوزراء بشر الخصاونة ووزير الخارجية أيمن الصفدي للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة التي رفضت الطلب.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close