مرت شبه القارة الهندية بحروب وصراعات متعددة بين حضارات مختلفة، فشيّدت على أراضيها مئات القلاع، وقلعة روهتاس واحدة منها.
وبُنيت "روهتاس" على مساحة 700 ألف متر مربع محاطة بـ4 كيلو مترات من الجدران الضخمة و12 بوابة، لتحمي مملكة شير شاه سوري عام 1541 الذي تنحدر أصوله من أفغانستان.
وقد احتلت القلعة موقعًا إستراتيجيًا بين المنطقة الجبلية في أفغانستان وسهول البنجاب، وتأسست لمنع التقدم الذي أحرزه إمبراطور مغول الهند همايون وللحيلولة دون عودته من منفاه في بلاد فارس إلى الهند بعد هزيمته في معركة كناج.
قلعة لأغراض إدارية
كما أرادها شيرشاه سوري أن تكون قلعة منيعة لاعتزامه حينذاك سحق قبائل بوتهار المحلية التي رفضت منحه ولاءها وتمردت على مملكته.
لكنه توفي قبل اكتمال بنائها لتقع تحت سيطرة هومايون عام 1555 بعد تخلي الحاكم المحلي تتار خان خاسي عنها قبل تقدم جيش المغول.
وفي وقت لاحق، استخدم الزعيم الأفغاني أحمد شاه القلعة أثناء غزواته في البنجاب ضد السيخ الذين استولوا عليها في عام 1825 واقتصر استخدامها على أغراض إدارية.
وفي إطار الحديث عن هذه القلعة، يقول أحد ملاكها عمران صدّيق: إن أجدادي عاشوا في القلعة لقرون عديدة، ونعمل اليوم على تعزيز مكانة هذه المنطقة عبر بناء منتجع سياحي.
كما يوضح في حديث لـ"العربي"، أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ أكثر من 12 ألف عام، ولهذا تبدو جذورها ضاربة في التاريخ وحتى قبل بناء القلعة التي كانت محورًا أساسيًا في المنطقة.
كما يكشف أنه في أثناء أعمال التنقيب عن الآثار "تم العثور على الكثير من العملات المعدنية وأشياء أخرى تدل على أزمنة مختلفة والتي تبثت أهمية هذه المنطقة على مر العصور".
هذا وقد تربعت هذه القلعة على قائمة التراث العالمي الخاص باليونيسكو منذ عام 1997 بوصفها مثالًا استثنائيًا للعمارة العسكرية الإسلامية السالفة.
