الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

لبنان.. "هبوط قياسي" لليرة أمام الدولار وأنصار الحريري يقطعون الطرقات

لبنان.. "هبوط قياسي" لليرة أمام الدولار وأنصار الحريري يقطعون الطرقات

Changed

الحريري خلال لقائه الذي حمل الرقم 20 مع عون قبل إعلان اعتذاره
الحريري خلال لقائه الذي حمل الرقم 20 مع عون قبل إعلان اعتذاره عن تشكيل الحكومة في لبنان (دالاتي ونهرا)
أفاد مراسل "العربي" بأنّ أنصار سعد الحريري قطعوا الطرقات في بيروت والضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع احتجاجًا على اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

عقب اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الخميس عن تشكيل الحكومة في البلاد، سجّلت الليرة اللبنانية هبوطًا قياسيًا جديدًا أمام الدولار الأميركي.

وبحسب مراسل "العربي"، فقد ارتفع سعر الدولار 1000 ليرة دفعة واحدة لحظة اعتذار الحريري، متجاوزًا عتبة الـ20 ألف ليرة، قبل أن يواصل ارتفاعه في وقت لاحق، ليصل إلى حدود 22000 ليرة.

وصرف الدولار صباح اليوم، بحوالي 19200 ليرة في السوق الموازية، في حين ما زال السعر الرسمي المحدد من المصرف المركزي عند 1510 ليرات.

وبالتوازي، أفاد مراسل "العربي" بأنّ أنصار سعد الحريري قطعوا الطرقات في بيروت والضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع احتجاجًا على اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

جاءت هذه التطورات بعد إعلان الحريري، بعد ظهر اليوم، اعتذاره عن تشكيل الحكومة بالبلاد بعد نحو 9 أشهر على تكليفه.

وقال الحريري عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا: "موقف الرئيس عون لم يتغير والتعديلات التي طلبها جوهرية وتطال تسمية الوزراء المسيحيين".

وأضاف: "قال لي (الرئيس عون) إنه من الصعب أن نصل إلى توافق، فاعتذرت عن تشكيل الحكومة والله يعين البلد".

اختلاف في الأهداف السياسية

ويرى الكاتب الصحافي جوني منيّر أنّ المشكلة الحقيقية في لبنان تتعلق بالأهداف السياسية لدى كلّ من الرئيسين عون والحريري من تشكيل الحكومة.

ويوضح منيّر، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أن الرئيس اللبناني كان يريد إنعاش الوضع السياسي لرئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، لذلك كان دومًا يطالب بالثلث المعطل تحت عدة مسميات كحقوق المسيحيين، وهو ما يؤدي إلى الإمساك بالواقع الحكومي قبيل الانتخابات النيابية والرئاسية.

ويشير إلى أن الرئيس اللبناني كان يريد أن استدراج الحريري من أجل إعادة تجديد التسوية التي أتت به سابقًا.

وبالنسبة لأهداف سعد الحريري، يقول الصحفي اللبناني إن الحريري كان يريد ترتيب وضعه على المستوى السعودي، مضيفًا أن المصالح السياسية لدى الطرفين تؤكد أنه لا يجب أن يكون هناك حكومة حتى الآن.

ماذا عن الضغط الخارجي؟

ويلفت منيّر إلى الضغط الخارجي، والذي تمثل بالخوف الفرنسي والأميركي من خلال رسالتيهما إلى الرئيس اللبناني الذي قال لهما إنّ هناك بعض الترتيبات ويمكن أن تمر الأمور.

وحول تأثير عدم تشكيل الحكومة على تيار المستقبل، يرى أن الحريري سيركز على الانتخابات النيابية في المرحلة المقبلة، لأنه يعاني من تراجع شعبي كبير، وضعف إمكانيته المالية، لافتًا إلى أن الحريري يدرك جيدًا أنه ذاهب لمعركة انتخابية بدون غطاء سعودي.

ويضيف منيّر أن الحريري يعتقد أن لا منافس سنّيًا له في لبنان، لذلك فهو يلعب على وتر الحقن السياسي في ظل ضعف إمكانيته المالية.

ويرى أن الحريري سيتجه نحو معارضة متصاعدة من أجل التعبئة قدر الإمكان الشارع السني وترجمه في الانتخابات النيابية المقبلة.

الانهيار القياسي في الليرة اللبنانية

وعلى مدى 20 عامًا، حتى بدء الأزمة الحالية في أكتوبر/تشرين الأول 2019، حافظ سعر الصرف على استقراره عند حوالي 1510 ليرات للدولار.

وأدى الانهيار القياسي في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ 2019، فضلًا عن شح الوقود والأدوية والغلاء القياسي في أسعار السلع الغذائية، إلى فقدان المواطنين قدرتهم الشرائية، فضلاً عن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.

ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، وصف البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها "الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close