تُعتبر فترة ما قبل الثلاثينيات من العمر المدخل الأول إلى حياة البالغين. فهي الفترة التي نبدأ فيها باكتشاف شخصيتنا، وكيف نريد أن نعيش، وما نريد تحقيقه، وكيف نستطيع تحقيقه.
فخلال هذه الفترة من العمر، نطوّر عادات جديدة قد تكون نقطة الفصل بين النجاح أو الفشل، علمًا بأنّ الفص الجبهي للدماغ يستمرّ في التطور حتى منتصف العشرينيات.
ومع تقدمك في العمر، تتضاءل قدرة عقلك على تعلم مهارات جديدة. ولذلك، يأمل الكثير من الناس بالأمان، ويطمحون إلى وظيفة ثابتة وتكوين عائلة عند بلوغهم الثلاثين من العمر.
ولأننا نعيش حياتنا لمرّة واحدة فقط، فلا بدّ أن نضع خطة "لاستثمار العمر"، وفق الخبير في التنمية البشرية وتطوير الذات حسان فالح، الذي يرى أنّ المرحلة العمرية المناسبة لذلك هي تلك التي تلي المراهقة، أي مرحلة النضج العقلي التي يبدأ فيها المرء باتخاذ القرارات، وفق ما أوضح في تصريحات سابقة إلى "العربي".
عادات يجب أن تتقنها قبل بلوغ الثلاثين من العمر
بغضّ النظر عن مسار حياة الإنسان، ثمّة عادات يجب على الفرد إتقانها في فترة مبكرة من العمر، حتى يتسنّى له أن يعيش حياةً مليئة بالنجاح.
وهذه بعض من هذه العادات، من ضمن قائمة طويلة يوردها موقع "سيمبل بوست".
اعتنِ بصحتك
ابدأ في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وزيارة طبيبك بانتظام.
فقد وجدت الدراسات أن العادات الصحية الجيدة في العشرينيات من العمر، يمكن أن تؤثر على احتمالات إصابتك بالأمراض والموت لاحقًا.
ادخر واستثمر من أجل المستقبل
ابدأ بوضع جزء من راتبك في حساب توفير كل شهر، وفكر في الاستثمار. فالبدء في الادّخار عندما تكون بعمر 25، سيحدث تأثيرًا كبيرًا عندما يأتي وقت التقاعد الخاص بك.
أحط نفسك بالناس الجيدين
قم ببناء علاقات مهنية قوية وهادفة، وشبكات تواصل، وأبق أحباءك قريبين منك.
وتشير الدراسات إلى أنّه يمكن لمجموعة دعم قوية أن تُساعد في تجنّب الاكتئاب، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين جودة الوقت.
ابحث عن شغف ما
حتى إذا لم تجد الوظيفة التي تحلم بها، أو لم تكتشف هدفك النهائي في الحياة، فمن المهم أن تجد شيئًا تحبه، سواء كانت هواية جانبية أو مهنة جديدة أو تجربة تطوعية.
يساعد الشغف على تعزيز مستويات الناقلات العصبية التي تشعرك بالسعادة، والتي يمكن أن تساعد في محاربة الاكتئاب، وتحسين تركيزك، وتعزيز إبداعك، وحتى رفع مستويات احترامك لذاتك وثقتك بنفسك.
خض غمار المخاطرة
تعتبر العشرينيات من عمرك الوقت المناسب لتحمل مخاطر محسوبة في حياتك المهنية وعلاقاتك.
وأوصى تيم فيرس، مؤلف كتاب "4 ساعات عمل أسبوعية" (The 4-Hour Workweek)، بهذه المعادلة من أجل قياس المخاطرة، وما إذا كانت تستحق خوض غمارها:
- أحضر ورقة ثمّ قم بطيها إلى 3 أعمدة.
- اكتب في العمود الأول العواقب السيئة التي قد تحصل في حال فشلت. فكر في أسوأ الاحتمالات.
- في العمود الثاني، حدّد الطرق التي يُمكن من خلالها التخفيف من احتمال حدوث تلك العواقب السيئة.
- اكتب في العمود الثالث كيف ستتجاوز وتتخطى كل السيناريوهات التي قمت بتخيلها وكتبتها في العمود الأول.
تقبّل نفسك واستفد من أخطائك
العشرينات من عمرك هي وقت الاستكشاف، لكنّه أيضًا وقت ارتكاب الأخطاء. ويقول المؤلف والمستثمر جيمس ألتشر: "هذه الأخطاء هي فرصتك الحقيقية للتعلّم، اجعلها هدفك الوحيد".
وعلى الرغم من هذه الأخطاء، عليك أن تتقبّل نفسك كما أنت، حتى لو واجهت بعض الإخفاقات. لقد وجدت الدراسات أن قبول الذات يلعب دورًا مهمًا في سعادتنا، ومع ذلك فهو أحد العادات التي يمارسها الناس بشكل أقل.
استمرّ بالتعلّم
يجب ألا يتوقّف تعليمك مدى الحياة عندما تترك المدرسة أو تجد وظيفة ثابتة. يمكن أن يساعد تعلّم مهام جديدة في تكوين روابط جديدة في الدماغ، كما يُساعد في محاربة الملل، وحمايتك من الإصابة بمرض الزهايمر، وتحسين إبداعك.
لا تجعل عملك يسرق حياتك الشخصية
لا تطوّر عادة "تجاهل" حياتك الشخصية. تعلّم متى يجب أن تنسحب خطوة للوراء، ومتى تكون فخورًا بما حقّقت وأنجزت.
وإذا كنت مهووسًا بعملك، فعليك أن تعرف بأنك ستكون أكثر إنتاجية إذا ما سمحت لنفسك بالاستمتاع بالحياة.
أحبّ ما تفعل
قال ستيف جوبز، المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل لشركة "أبل"، في خطاب على منصة جامعة ستانفورد عام 2005: "الطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم، هي أن تحب ما تفعله. إذا لم تجد ما تحب، فاستمرّ في البحث؛ ولا ترضَ بأي شيء أقلّ مما تحب".
