يستعدّ العالم لبدء عام ثالث برفقة وباء كوفيد-19 الذي ألغيت بسببه احتفالات رأس السنة العام الماضي، وألغيت معظم الاحتفالات هذا العام أو حدت بشكل كبير، على وقع ارتفاع سريع في أعداد الإصابات إثر ظهور المتحور الجديد أوميكرون.
وتوفي أكثر من 5,4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وتسبب ظهور المتحوّر أوميكرون في نهاية عام 2021 بتجاوز حصيلة الإصابات اليومية في العالم المليون للمرة الأولى، بحسب تعداد وكالة فرانس برس، لكن لاحظ الخبراء انخفاض نسبة الوفيات، ما منح بصيص أمل بأن تنعم البشرية بعام جديد يضع حدًا لكابوس كوفيد-19.
احتفالات ريو دي جانيرو قائمة
من سيول إلى سان فرانسيسكو، أُلغيت احتفالات عيد رأس السنة أو تقلّصت.
وأبقت السلطات البرازيلية على احتفالات ريو دي جانيرو التي تجمع عادةً ثلاثة ملايين شخص على شاطئ كوباكابانا.
وعلى غرار ريو دي جانيرو، ستقام احتفالات رأس السنة الجديدة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، بحضور حشود كبيرة، لكن مع تقليص الحجم المعتاد للاحتفالات بما لا يتجاوز 15 ألفًا.
وأبقت سيدني أكبر مدينة في أستراليا، أيضًا على عرضها للمفرقعات التي ستضيء مرفأ المدينة الرمزي. وخلافًا للحدث الذي أُقيم بدون جمهور العام الماضي، يُنتظر حضور عشرات آلاف الأشخاص.
وفي جنوب إفريقيا حيث اكتُشف المتحوّر الجديد للمرة الأولى، تمّ تأخير موعد حظر التجوّل من منتصف الليل إلى الرابعة فجرًا للسماح بإجراء الاحتفالات. وأعلنت السلطات الصحية أن تراجع عدد الإصابات في البلاد خلال الأسبوع الماضي يشير إلى أن ذروة الموجة الوبائية قد مرّت.
وحتى كوريا الشمالية المنغلقة على نفسها، تستعد للاحتفال بالعام الجديد بألعاب نارية في منتصف الليل في ساحة كيم إيل سونج بالعاصمة بيونجيانج.
حظر تجول
وفي كندا، أعلنت مقاطعة كيبيك فرض حظر تجول ليلي مجددًا اعتبارًا من الساعة 22,00 حتى الساعة الخامسة عشية رأس السنة الجديدة، بعد تسجيل عدد قياسي من الإصابات بسبب الانتشار السريع لمتحورة أوميكرون في كندا.
وفي كوريا الجنوبية لم تكن الأجواء احتفالية، إذ ألغت السلطات المراسم التقليدية لقرع الأجراس في منتصف الليل للعام الثاني، وأعلنت تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي المشددة لأسبوعين لمواجهة زيادة مستمرة في الإصابات.
وفي الصين، حيث ظهر فيروس كورونا لأول مرة في نهاية 2019، سادت حالة من التأهب الشديد، إذ فرضت مدينة شيآن إجراءات إغلاق وألغت مدن أخرى احتفالات العام الجديد وحثت السلطات على توخي الحذر.
احتفالات محدودة
وفي إندونيسيا، قالت الشرطة إن السلطات ستغلق 11 شارعًا تزدحم عادة بالمحتفلين عشية العام الجديد، ومنعت ماليزيا التجمعات الكبيرة في أنحاء البلاد وألغت عرضًا للألعاب النارية في العاصمة كوالالمبور.
وحث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عبر قناته الرسمية على يوتيوب، السكان على وضع الكمامات في الحفلات وخفض أعداد الحاضرين. ومنع حي شيبويا الترفيهي الشهير في طوكيو حفلات نهاية العام.
وستشهد نيوزيلندا، التي اشتهرت بنجاحها في مكافحة الفيروس، بعض الاحتفالات. وخففت أوكلاند، أكبر مدن البلاد بعض القيود هذا الأسبوع لإتاحة الفرصة للسكان بالاستمتاع ببعض الغناء والرقص.
وبدأت السلطات الهندية تشديد القيود أمس الخميس لمنع التجمعات الكبيرة، إذ فرضت حظر تجول ليليًا في المدن الرئيسة وأمرت المطاعم بخفض عدد العملاء.
ويأمل الخبراء في أن تذهب سائر دول العالم في اتجاه تعزيز الإجراءات الوقائية وأن يبشر عام 2022 بمرحلة جديدة بالنسبة للوباء، يسجّل خلالها عدد أقلّ من الوفيات. لكن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن تكون الأشهر المقبلة عصيبة.
وقال الأمين العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، كونه أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. ذلك يمثل عبئًا هائلًا على العاملين الصحيين المنهكين وعلى منظومات صحية".