الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

على وقع "تسونامي" كورونا.. كيف سيحتفل العالم بعيد رأس السنة؟

على وقع "تسونامي" كورونا.. كيف سيحتفل العالم بعيد رأس السنة؟

Changed

احتفال العاملين في مجال الرعاية الصحية بإيطاليا برأس السنة 2021 (أرشيف – غيتي)
احتفال العاملين في مجال الرعاية الصحية بإيطاليا برأس السنة 2021 (أرشيف – غيتي)
تسبب تمدد المتحور أوميكرون بتنغيص احتفالات عيد رأس السنة على العالم، حيث لجأت بعض الدول ومنها الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى فرض إجراءات جديدة.

شددت حكومات العالم إجراءاتها للحد من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، بعد أن سجلت معظم البلدان ارتفاعات قياسية بالإصابات وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "تسونامي" عقب انتشار المتحور الجديد أوميكرون.

ويبدو أن جائحة كوفيد-19 طغت على احتفالات العام الجديد، غدًا الجمعة، للسنة الثانية على التوالي بسبب القيود التي فرضت تزامنًا مع زيادة الضغط على الأنظمة الصحية.

أوروبا تلغي الاحتفالات

لن تحتفل باريس ولا أثينا ولا إيطاليا، بعيد رأس السنة، وقال وزير الصحة اليوناني تانوس بليفريس في رسالة متلفزة أمس الأربعاء إن "الموسيقى ستحظر"، في محاولة للحد من رغبات مواطنيه في الخروج ليلة رأس السنة.

وأضاف بليفريس أن "الحانات والمطاعم ستغلق عند منتصف الليل. ليلة 31 ديسمبر/ كانون الأول سيسمح لها بالبقاء مفتوحة حتى الساعة الثانية صباحًا لكن من دون موسيقى".

ولا موائد كبيرة أيضًا ليلة رأس السنة في اليونان التي سجلت الأربعاء عددًا قياسيًا جديدًا من الإصابات بلغ 28828 حالة جديدة. واعتبارًا من الخميس وحتى 16 يناير/ كانون الثاني لن يسمح لأكثر من ستة أشخاص بالجلوس على موائد في المطاعم.

وسبقتها الحكومة الإيطالية التي أعلنت حظر جميع احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة الأسبوع الفائت، حيث لا زالت الإصابات اليومية تسجل مستويات قياسية.

أما في فرنسا، فستبقى الملاهي الليلية مغلقة ليلة 31 ديسمبر ولأسابيع عدة أخرى. وفي باريس وبمناسبة رأس السنة، أعلنت السلطات أيضًا إغلاق الحانات السبت الأول من يناير والأحد عند الساعة 02,00.

وحذر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أمام النواب من أن "أكثر من مليون فرنسي مصابون حاليًا بفيروس كورونا" و"10% من الشعب الفرنسي من مخالطي" مصابين.

وفي قبرص، منعت السلطات الرسمية المواطنين والزائرين من الرقص في الأماكن العامة.

وحذر وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ، الأربعاء، من أن القيود الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ "لن تكون كافية" في مواجهة المتحورة أوميكرون التي يتوقع أن تسبب "ارتفاعًا حادًا" في عدد الإصابات في الأسابيع المقبلة. 

وستبقى الملاهي الليلية في ألمانيا مغلقة في ليلة رأس السنة، ومنعت التجمعات خاصة لأكثر من عشرة أشخاص حتى للأشخاص المطعمين والذين شفوا من الفيروس. أما غير المطعمين، فقدد حُدد العدد بشخصين من عائلة أخرى.

الولايات المتحدة "أكثر تساهلًا" 

في المقابل، حذّر كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، الدكتور أنتوني فاوتشي، أمس الأربعاء، من أن على الأميركيين تجنب حفلات ليلة رأس السنة الجديدة الكبيرة، لأن متغير omicron القابل للانتقال يدفع حالات كوفيد إلى أعلى مستوياتها من الوباء.

ومع ذلك، قال فاوتشي إن التجمعات الصغيرة مع العائلة والأصدقاء المقربين ستكون منخفضة المخاطر إذا كان الحاضرون مطعمين بالكامل وتلقوا جرعاتهم المعززة.

وتأتي تعليقات كبير المستشارين الطبيين في الوقت الذي قلصت فيه المدن الأميركية من احتفالاتها بليلة رأس السنة الجديدة، حيث فرضت مدينة نيويورك حدًا أقصى بـ 15000 شخص في احتفالها السنوي في تايمز سكوير.

وألغت لوس أنجلوس خطط الاحتفال الجماهيري، واختارت البث المباشر بدلًا من ذلك. 

وكذلك فعلت إنكلترا التي يرقد فيها أكثر من عشرة آلاف شخص في مستشفيات، في سابقة منذ مطلع مارس/ آذار.

الصين تعيد فرض الحجر الصحي

وفي الصين التي تواجه انتشارًا للوباء قبل أقل من أربعين يومًا من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، اتخذت السلطات إجراءات أكثر صرامة.

فبعد مدينة شيآن التي تخضع لحجر صحي منذ أسبوع وتواجه حاليًا صعوبات في الإمدادات، سيمضي عشرات الآلاف من سكان حي في مدينة يانان التي تبعد 300 كلم عن تشيآن رأس السنة في بيوتهم في حجر صحي.

"تسونامي" إصابات

بدورها تحدثت منظمة الصحة العالمية الأربعاء عن "تسونامي" يشكل "ضغطًا هائلًا على العاملين الصحيين المنهكين وأن أنظمة صحية على حافة الانهيار"، بعد عامين على بدء وباء أدى إلى وفاة أكثر من 5,4 ملايين شخص.

ففي جميع أنحاء العالم، رصدت أكثر من 935 ألف إصابة بكوفيد-19 يوميًا في المعدل بين 22 و28 ديسمبر، وهو عدد لم يسجل منذ بداية الوباء في نهاية 2019. 

ورصدت معظم الإصابات الجديدة في أوروبا حيث سجل عدد كبير من البلدان مستويات قياسية جديدة. وتمثل هذه الأرقام زيادة نسبتها 37%، بحسب وكالة "فرانس برس".

وسجلت الدنمارك التي تعد حاليًا صاحبة أعلى معدل من الإصابات بالمقارنة مع عدد السكان بين دول العالم، عددًا قياسيًا جديدًا بلغ 23228 إصابة خلال 24 ساعة.

إنما لحسن الحظ، لم يؤد تفشي الوباء -حتى الآن- بزيادة إجمالية في عدد الوفيات الذي يتراجع منذ ثلاثة أسابيع في العالم.

المصادر:
أ ف ب - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close