السبت 27 يوليو / يوليو 2024

"للمرة الأولى".. بحث جديد يكشف عن طرق التعامل مع عسر القراءة

"للمرة الأولى".. بحث جديد يكشف عن طرق التعامل مع عسر القراءة

شارك القصة

إضاءة في "شبابيك" على دراسة حديثة تُظهر وسائل لتجاوز مشكلة الأطفال في القراءة (الصورة: غيتي/ تعبيرية)
أنجز الباحثون اختبارات بهدف العثور على العلاقة التي تجمع ما بين ملايين التنوعات الجينية وبين اضطراب عسر القراءة.

نجح علماء، للمرة الأولى، في تحديد عدد كبير من الجينات المرتبطة بشكل وثيق باضطراب عسر القراءة أو "ديسليكيا"، وهو أحد أنواع اضطرابات التعلم ويتمثل في مواجهة الدماغ صعوبات في الربط ما بين أصوات الحروف والكلمات وبين أشكالها المكتوبة.

ولا يرتبط عسر القراءة بعمر الإنسان، فهو يصيب الأطفال والبالغين ويصعب على المصابين به لفظ ما يكتبونه بشكل سليم.

وأثبت الفريق العلمي الذي أجرى أكبر دراسة وراثية تتعلق بعسر القراءة أن أسبابه تعود في جزء كبير إلى عوامل وراثية.

الدراسة التي أشرفت عليها جامعة أدنبرة في اسكتلندا شملت أكثر من خمسين ألف شخص بالغ، لاقت معاناتهم بصعوبات في التعلم إضافة أي أكثر من مليون بالغ ليس لديهم تلك المعاناة.

وأجرى الباحثون اختبارات بهدف العثور على العلاقة التي تجمع ما بين ملايين التنوعات الجينية وبين اضطراب عسر القراءة، وتوصلوا إلى 42 تنوعًا جينيًا مهمًا.

وأوضح معدو الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها ونُشرت في مجلة "نيتشر جينتيكس" تساعدهم على فهم أفضل للعمليات البيولوجية الكامنة وراء الصعوبة التي يجدها بعض الأطفال في القراءة أو التهجئة، وبينوا أن عددًا من الجينات المتعلقة بعسر القراءة ترتبط أيضًا باضطراب عصبي نفسي يسمى نقص الانتباه وفرط النشاط.

ارتفاع نسبة التخيّل والإبداع

ولفتت الدراسة إلى وجود تداخل أقل بكثير بين الجينيات المرتبطة بعسر القراءة وبين الاضطرابات النفسية وظروف الحياة والأحوال الصحية.

ووفق مؤشرات الجمعية البريطانية لعسر القراءة فحالة الـ"ديسليكيا" لا تقتصر تأثيراتها فقط على القدرة على القراءة والتهجئة، وإنما تمتد أيضًا إلى القدرة على تنسيق الأشياء والتنظيم والذاكرة.

وفي هذا السياق، يوضح استشاري تأهيل الأعصاب وزميل جامعة أكسفورد خميس الإسي أن عسر القراءة هو اضطراب في التعلم قد يكون مرتبطًا ببعض الأعراض السلوكية والعاطفية، ولكن لأن هذه المشكلة معروفة بين الأطفال وكبار السن وقد تصل إلى نسبة 20%، فقد كان الأهل يرجعونها إلى الكسل وعدم رغبة الطفل في التعلم.

ويقول الإسي في حديث لـ"العربي" من لندن: إن هذه الدراسة سلطت الضوء على وجود بُعد جيني ووراثي إلى هذا النوع من الاضطرابات، وقد سبقتها دراسات أُخرى أثبتت أن جانبا من الدماغ يتكون من شقين، شق أيمن وآخر أيسر، ويختص الأيسر بتحليل اللغة، لكن عند الأشخاص المصابين بعسر القراءة فهم يستخدمون بشكل أكثر الفص الأيمن المسؤول عن التخيل والفن والرياضيات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close