الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

مأساة جديدة.. عشرات القتلى في حادث تدافع خلال توزيع مساعدات في صنعاء

مأساة جديدة.. عشرات القتلى في حادث تدافع خلال توزيع مساعدات في صنعاء

Changed

نافذة إخبارية تواكب حادث التدافع أمام مركز لتوزيع المساعدات بصنعاء ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى (الصورة: رويترز)
أظهرت تسجيلات مصوّرة لحادث التدافع في صنعاء، عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيّق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".

أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في اليمن مقتل 90 شخصًا وجرح المئات، اليوم الخميس، خلال توزيع مساعدات مالية في اليمن، في واحدة من أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة.

ووقعت المأساة قبل أيام من حلول عيد الفطر، خلال فترة غالبًا ما تُوزّع خلالها مبالغ ماليّة ومساعدات على الفقراء.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جثثًا ملقاة أرضًا داخل مجمّع كبير.

وفرضت قوّات الأمن التابعة للحوثيين طوقًا أمنيًا حول المدرسة، ومنعت الدخول إلى المكان وتصويره.

وقال مسؤول أمني حوثي لوكالة فرانس برس إنّ أكثر من 322 أُصيوا بجروح بينهم 50 في حالة حرجة في حادثة التدافع.

وأكد مسؤول طبي لوكالة فرانس برس حصيلة الحادثة التي وقعت في منطقة في مدرسة معين عند باب اليمن وسط صنعاء، مضيفًا أنّ "بين القتلى نساءً وأطفالًا".

وقال شاهدان مشاركان في جهود الإنقاذ لرويترز إن المئات تدافعوا إلى داخل مدرسة لتلقّي المساعدات البالغة خمسة آلاف ريال يمني، أو نحو تسعة دولارات للشخص.

معلومات متضاربة حول سبب التدافع

وأظهر تسجيل مصوّر نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيّق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".

ولم يكشف الحوثيون سبب التدافع، لكنّ مصادر محلية ذكرت أنّ الحادثة حصلت أثناء محاولة مسلّحين تفريق المدنيين الذين كانوا يتدافعون للخروج من مركز لتوزيع المساعدات.

بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين العميد عبد الخالق العجري أنّ الحادثة وقعت بسبب "التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجّار، من دون التنسيق مع الداخلية".

وذكرت وزارة الداخلية، في بيان منفصل، أنّه تم إلقاء القبض على تاجرَين مسؤولَين عن تنظيم توزيع المساعدات، مضيفة أنّ التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث.

تبادل الاتهامات

وتبادل طرفا النزاع في اليمن الاتهامات لبعضهما بالتسبّب بالحادث، حيث غرّد عضو "المجلس السياسي الأعلى" محمد علي الحوثي على تويتر قائلًا إنّ "التدافع نتج عن معاناة الشعب اليمني من أسوأ أزمة إنسانية عالمية بعد ثمانية أعوام من القتال"، مضيفًا أنّه "يحمّل دول العدوان مسؤولية ما حدث ومسؤولية الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني بسبب العدوان والحصار"، وفق تعبيره.

في المقابل، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الارياني على تويتر: "نحمّل القتلة المجرمين الذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية، وأحالوا حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة"، في إشارة منه إلى الحوثيين.

من جهته، أوضح الكاتب الصحفي اليمني حسن الوريث أنّ المعلومات متضاربة حول سبب التدافع، إذ بينما تُشير تقارير إلى أن إطلاق نار داخل المدرسة أدى إلى التدافع، ذكرت أخرى أنّ التدافع أدى إلى سقوط أسلاك الكهرباء فوق المواطنين.

وقال الوريث، في حديث إلى "العربي"، من صنعاء، إنّ الكثير من التجّار اليمنيين يقومون بمبادرات فردية لتوزيع المساعدات على الفقراء، الذين ازداد عددهم نتيجة الحرب والحصار وقطع الرواتب، لكن هذا لا يعني أنه لا يُمكن تطوير آليات المساعدة هذه بإرسال الحوالات المالية للأشخاص المستحقين، سواء من قبل التجار والقطاع الخاص أو الهيئات الحكومية أو حتى المنظمات الإنسانية الدولية التي يعتمد بعضها الآلية ذاتها.

ومنذ 2014، تشهد أفقر دول شبه الجزيرة العربية حربًا بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية للحكومة والتي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية.

وتسبّبت الحرب بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، فيما يهدّد خطر المجاعة ملايين السكان، ويحتاج آلاف إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.

وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 21.7 مليون شخص (ثلثا السكان) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close