الخميس 2 مايو / مايو 2024

مباحثات منتظرة في جدة.. هل يتوقف نزاع العسكر في السودان؟

مباحثات منتظرة في جدة.. هل يتوقف نزاع العسكر في السودان؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على المبادرة الأميركية السعودية حول السودان (الصورة: رويترز)
تنطلق مباحثات بين طرفي النزاع العسكري في السودان برعاية أميركية سعودية في جدة بهدف تثبيت الهدنة وإيجاد حل سياسي للأزمة الحالية.

تجرى اليوم السبت في السعودية محادثات بين ممثلي طرفي النزاع المسلح في السودان، حسبما أكدت الرياض وواشنطن في بيان مشترك، ما يفتح الباب أمام احتمال التوصل إلى هدنة في هذا النزاع الذي خلف حتى الآن مئات القتلى.

ورحبت الولايات المتحدة والسعودية في البيان بـ"بدء المحادثات الأوليّة" في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وحضّ البلدان طرفَي النزاع السوداني على "الانخراط الجاد" في هذه المحادثات توصلًا إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".

كذلك رحب، صباح اليوم، تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وهو تجمع سياسي يقود خطة مدعومة دوليًا للانتقال إلى الحكم المدني، ببدء المحادثات بين طرفي الصراع المسلح في مدينة جدة بالسعودية بعد أسابيع من القتال.

وصول الوفدين

الجيش السوداني كان قد أعلن بدوره، مساء أمس الجمعة إرسال مفاوضين الى جدة للبحث في وقف إطلاق النار، وقال في بيان نشر على صفحته في فيسبوك إنه "في إطار المبادرة السعودية- الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها". فيما لم يصدر أيّ ردّ فعل رسمي عن قوات الدعم السريع.

بدوره، أكد الكاتب والباحث السياسي السعودي، سعد الحامد أن وفدي الجيش وقوات الدعم السريع قد وصلا إلى الرياض يوم أمس، حيث ستنطلق المباحثات بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية.

وأضاف الحامد في حديث إلى "العربي" من الرياض، أن المبادرة السعودية تهدف أولًا إلى تهيئة الممرات الآمنة، وإيجاد آلية لمساعدة المدنيين السودانيين، كون الأمور الإنسانية باتت أولوية في ظل هذا الصراع الذي تمهد تلك المباحثات، لإيجاد حل شامل في السودان بوجود جميع القوى الفاعلة في البلاد إضافة لطرفي النزاع الحالي. 

انهيار "الأمن الغذائي"

يأتي ذلك، فيما عبّر برنامج الأغذية العالمي عن خشيته من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع، وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان بسبب النزاع العسكري المستمر.

من جانبها، أطلقت  الأمم المتحدة جرس إنذار بشأن الوضع الإنساني. ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية "يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانًا حادًا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص. هذا سيرفع العدد الإجمالي إلى 19 مليونًا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر الصراع".

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد أعلن عن عقد اجتماع طارىء حول الوضع في السودان في 11 مايو/ أيار الجاري.

وقال المجلس في بيان إن هذا الاجتماع يعقد بناء على طلب رسمي مشترك تقدمت به المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة وألمانيا مساء الجمعة وحظي بتأييد 52 دولة حتى الآن.

الأطفال ضحايا الصراع

ميدانيًا، تواصلت المعارك، أمس الجمعة، رغم هدنة تعهّد القائدان العسكريان اللذان يتنازعان السلطة التزامها، ورغم تهديدات أميركية بفرض عقوبات. ولليوم الحادي والعشرين تواليًا، تواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عدد من أحياء الخرطوم ولا سيما في محيط المطار. 

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).

ومن بين القتلى أطفال "بأعداد كبيرة"، حسب الأمم المتحدة، في بلد يقلّ فيه عمر 49% من السكّان عن 18 عامًا. وأشارت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الجمعة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.

وأضافت المنظمة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريك موثوق - لم تتحقّق منها الأمم المتحدة بشكل مستقلّ بعد - تفيد بأنّ 190 طفلًا قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الأحد عشر الأولى فقط من القتال.

تهديد بايدن

والخميس، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ "المأساة يجب أن تنتهي"، ملوّحًا بفرض عقوبات على "الأفراد الذين يهدّدون السلام"، لكن من دون أن يسمّي أحدًا. 

وأسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفًا آخرين على النزوح، وفقًا للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدًا من أفقر دول العالم.

ووصلت 30 طنًّا إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبيًا في منأى من أعمال العنف، فيما تسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن ايصال هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.

وفي وقت تتكثف المبادرات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) بسبب الحاجة إلى "حلول إفريقية لمشاكل القارّة"، مرحّبًا في الوقت ذاته بالوساطات الأميركية والسعودية.

وكان مبعوث البرهان موجودًا في أديس أبابا الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين. وتعقد الجامعة العربية في القاهرة، غدًا الأحد، اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، حسبما قال دبلوماسي رفيع لوكالة "فرانس برس".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close