الأحد 19 مايو / مايو 2024

مجتمع البدو على شفا المجاعة.. القرود الجائعة تهاجم الأطفال في إثيوبيا

مجتمع البدو على شفا المجاعة.. القرود الجائعة تهاجم الأطفال في إثيوبيا

Changed

يعرض "شبابيك" أزمة الجفاف التي تعاني منها المنطقة الصومالية في إثيوبيا (الصورة: أنقذوا الطفولة)
أدى الجفاف الذي طال أمده، وتعطّل الخدمات الصحية بسبب الصراع ووباء كورونا ونقص التمويل، إلى وجود أكثر من مليون شخص بحاجة إلى دعم غذائي عاجل في أنحاء المنطقة.

كشف تقرير لمنظمة "أنقذوا الطفولة" (Save the children) أن الجفاف الشديد والجوع في إثيوبيا أدى إلى سلوك غير عادي للحيوانات، بما في ذلك القرود التي بدأت بمهاجمة الأطفال والماشية للحصول على الطعام.

وذكرت المنظمة أن الصراع والجفاف الناجم عن تغيّر المناخ، أديا إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية في شرق وجنوب إثيوبيا في الأشهر الأخيرة. وقدّرت أن أكثر من 185 طفل يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية فتكًا.

وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن الجفاف الذي طال أمده، وتعطّل الخدمات الصحية بسبب عدم الاستقرار ووباء كوفيد 19 ونقص التمويل، أديا إلى وجود أكثر من مليون شخص بحاجة إلى دعم غذائي عاجل في جميع أنحاء المنطقة.

ومن المتوقّع أن يزداد سوء التغذية سوءًا في الأشهر المقبلة، حيث تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية، والحرب الروسية على أوكرانيا.

"لا أعرف كيف أطعم أطفالي"

ويعتبر القطاع الزراعي الأكثر تضررًا في منطقة القرن الإفريقي، حيث تسببت الأزمة في جفاف المحاصيل ومقتل الماشية. ففي منطقة الدعوة في المنطقة الصومالية على سبيل المثال، أصبح المجتمع البدوي "على شفا المجاعة".

وشهدت المنطقة الصومالية في شرق إثيوبيا 3 مواسم متتالية من هطول أمطار دون المتوسط، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالنسبة لحوالي 3.5 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان المنطقة.

وأشارت المستشارة في برنامج التغير المناخي في الاتحاد الأوروبي شادن دياب، في حديث إلى "العربي"، إلى أن منطقة إثيوبيا والصومال وكينيا تعاني من أزمة غذاء خطيرة، وستعاني أكثر في الأعوام المقبلة.

من جهته، أوضح أحمد (40 عامًا)، أب لسبعة أطفال يعيش في المنطقة الصومالية بإثيوبيا، أنه فقد مؤخرًا ماشيته في الجفاف وغادر قريته مع أطفاله بحثًا عن الطعام والماء.

وقال: "لا أعرف كيف أطعم أطفالي. نعاني من ندرة المطر، وجفاف العشب. كما ماتت آلاف الماشية في قريتنا".

وتأثر حوالي 8.1 مليون شخص في إثيوبيا حتى الآن بالجفاف الطويل الأمد، بينما يقدّر أن حوالي 30 مليون شخص، ربع السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 12 مليون طفل.

وتسبّبت أزمة المناخ في جفاف شديد عبر القرن الأفريقي وإثيوبيا والصومال وكينيا. ويعاني أكثر من 23 مليون شخص من الجوع الشديد في البلدان الثلاثة، كما يعاني 5.8 مليون طفل من سوء التغذية الشديد.

وأوضح كزافيير جوبيرت، المدير القطري لمنظمة "أنقذوا الطفولة" في إثيوبيا، أن "الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار، يتحملون وطأة أزمة مروّعة ومتعدّدة الأوجه في إثيوبيا"، مضيفًا أن "الجفاف الطويل الأمد والشديد يتسبّب في القضاء على قدرة السكان على الصمود، والذين أنهكوا بالفعل نتيجة الصراع العنيف وسنتين من جائحة كوفيد 19".

وأسف جوبيرت لأن الأزمة في إثيوبيا نمت من حيث التعقيد والحجم عام 2022، حيث يؤدي الجفاف الذي طال أمده في الجنوب والشرق، إلى إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش؛ وفي الشمال، بالكاد تحصل ملايين العائلات النازحة على الغذاء والخدمات الصحية وسبل العيش؛ وفي الجنوب الغربي، أدى الصراع إلى تشريد مئات الآلاف.

وقال: "على الرغم من عودة بعض العائلات إلى ديارها، إلا أنها وجدت منازلها ومستشفياتها ومدارسها مدمرة، وفقدت سبل عيشها".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close