الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

مساع للتهدئة والحوار.. نصف شبكات الطاقة خارج الخدمة في أوكرانيا

مساع للتهدئة والحوار.. نصف شبكات الطاقة خارج الخدمة في أوكرانيا

Changed

"الأخيرة" تناقش إمكانية استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف مجددًا (الصورة: غيتي)
خرجت نحو نصف منشآت الطاقة في أوكرانيا عن الخدمة نتيجة القصف الروسي، فيما قال أردوغان إن المحادثات الروسية الأميركية في بلاده أدت إلى الحد من التصعيد على الأرض.

بعدما شنت روسيا ضربات مكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ أوائل الشهر الفائت، بات نحو نصف الشبكات "خراج الخدمة"، في وقت طالبت فيه كييف أمس الجمعة بـ"دعم إضافي" من حلفائها الأوروبيين.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال: إنّ "نحو نصف" البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا "خرج عن الخدمة".

ودعا في مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، الاتحاد الأوروبي إلى تقديم "مزيد من الدعم" في مواجهة هذا الوضع، خصوصًا "من أجل شراء كميات إضافية من الغاز".

وفي بداية الشتاء، سيعاني كثير من الأوكرانيين انقطاعًا كبيرًا أو تامًا للتيار الكهربائي في وقت تساقطت أول الثلوج الخميس في البلاد.

وقالت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينيرغو" الجمعة: "يتم فرض تقنين لساعات عدة في كل أنحاء أوكرانيا خلال النهار"، وذلك غداة إعلان زيلينسكي مساء الخميس أنّ "عشرة ملايين من الأوكرانيين" حُرموا الكهرباء.

"قتل متعمد"

من جهتها، اتهمت روسيا أوكرانيا الجمعة بارتكاب "جريمة حرب"، كاشفة أنّ قوات كييف أعدمت "بوحشية" أكثر من عشرة من عسكرييها بعد استسلامهم للقوات الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الأمر يتعلق بـ"قتل متعمد ومنهجي لأكثر من عشرة جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم". وجاء ذلك بعد نشر مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنها تظهر جثث العسكريين الروس القتلى بعد استسلامهم للتو، ممددة على الأرض.

ولطالما اتهمت أوكرانيا الجيش الروسي بارتكاب "جرائم حرب" و"فظائع"، بما في ذلك أثناء احتلال جزء من منطقة كييف في مارس/ آذار الماضي، وأيضًا في مناطق خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب) التي استُعيدت أخيرًا.

أول قطار بين كييف وخيرسون

في غضون ذلك، أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديد الجمعة، إعادة فتح خط القطار بين العاصمة كييف وخيرسون، الأمر الذي يعدّ رمزيًا بعد استعادة المدينة منذ أسبوع.

كذلك، قال المسؤول المحلي سيرغي خلان عبر "فيسبوك"، إنّ الرحلة مقرّرة "الساعة 11:14 (20:14 بتوقيت غرينتش) من العاصمة وتصل غداً قرابة الساعة 9:00 (07:00 بتوقيت غرينتش) إلى خيرسون".

وفي تصريح لـ "فرانس برس"، قالت المتحدثة باسم الشركة نتاليا تورتشاك: "في الوقت الحالي، إنه قطار واحد فقط. ثم سنرى ما إذا كان سيصبح خطًا منتظمًا" لشبكة السكك الحديد الأوكرانية.

ميدانيًا، أعلن الجيش الروسي أنه احتلّ بلدة اوبتينيه في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

"هدنة قصيرة"

ويأتي ذلك في وقت استبعد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، معتبرًا أنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.

وقال زيلينسكي في تصريحات بُثّت في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن إنّ: "روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة وفترة راحة لاستعادة قوتها. يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنّه نهاية للحرب، لكنّ مهلة كهذه لن تؤدي إلّا إلى تفاقم الوضع".

وأضاف: "السلام الحقيقي فعلًا والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلّا عبر التدمير الكامل للعدوان الروسي".

وكان البيت الأبيض قد كرر في وقت سابق الجمعة أن زيلينسكي، هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، رافضًا أي فكرة عن وجود ضغوط أميركية على كييف في هذا الاتجاه.

إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية سيزيد من المخاطر، مضيفًا أن اجتماع رئيسي المخابرات الأميركية والروسية في تركيا لعب دورًا محوريًا في الحد من التصعيد على الأرض.

في سياق مواز، قالت الخارجية الروسية إن موسكو ليس لديها ما تبحثه مع واشنطن في ما يتعلق بأوكرانيا.

فرصة لبدء حوار

وأوضح مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، مايك ميلوري، أن واشنطن لديها تاريخ في استخدام رئيس جهاز المخابرات في مفاوضات غير رسمية، لكن هذا لا يعني بالضرورة البدء في أي مفاوضات مباشرة من دون دخول أوكرانيا على الخط. غير أن تلك الخطوة تعطي الفرصة لبدء حوار مهم بين واشنطن وموسكو بشأن ملفات أخرى مثل تبادل السجناء.

وأضاف مليوري في حديث إلى "العربي" من مونتانا، أنه يجب استمرار هذا الحوار بخاصة إذا كان يؤدي إلى تخفيف التوتر بين الجانبين.

وعن تصريحات الخارجية الروسية الأخيرة، علق ميلوري قائلاً: "لا أدري لماذا تنكر موسكو إمكانية استغلال هذه اللقاءات لتحقيق المزيد من التقدم"، مشيرًا إلى أن اللقاءات التي تمت أدت إلى نتائج إيجابية، مؤكدًا أن تفاصيل هذه المحادثات لا يجب أن تكشف على الملأ.

"الحد من المواجهة"

من جهته، قال الكاتب الصحافي دميتري بريجع إن لقاء رئيس المخابرات الأميركي وليام بيرنز ونظيره الروسي سيرغي ناريشكين هو محاولة للحد من التصعيد بين البلدين والبحث في ملفات مشتركة من بينها ما يتعلق بأوكرانيا، بخاصة أن ناريشكين المقرب من الرئيس الروسي يحاول أن يبرز مكانته في السياسة الدولية.

وتابع بريجع في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن هذا الأخير يحاول بناء قنوات مع واشنطن منعًا لحدوث حربًا نووية بين البلدين بسبب الملف الأوكراني.  

ولفت إلى أن موسكو لطالما أبدت استعداده للتفاوض مع كييف، لكنها ترى أن شروط زيلينسكي غير ممكنة حاليًا فيما يخض التنازل عن شبه جزيرة القرم والمناطق التي سيطرت عليها روسيا بعد بدء الحرب، مضيفًا: "أعتقد أن المفاوضات بعيدة في الوقت الحالي، وقد تتم في السنة القادمة...".

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close