الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

مظاهرات خرجت رفضًا للمصالحة مع النظام.. ما خلفية تصريحات تشاووش أوغلو؟

مظاهرات خرجت رفضًا للمصالحة مع النظام.. ما خلفية تصريحات تشاووش أوغلو؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش تصريحات وزير الخارجية التركي وما تبعها من مظاهرات غاضبة في الشمال السوري (الصورة: غيتي)
خرجت مظاهرات رافضة لدعوات المصالحة مع النظام شمالي سوريا وشمالي غربها، عقب تصريحات تشاووش أوغلو. فسارعت وزارة الخارجية التركية إلى إصدار بلاغ توضيحي.

اجتمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أرودغان في سوتشي قبل أسبوع لمناقشة عدة ملفات من بينها الملف السوري. وقد سبقت اللقاء تصريحات من الزعيمين عن رياح التغيير واستقرار في المنطقة. 

وقبل أيام، كشفت صحيفة محلية تركية عن وساطات تجريها دولة خليجية وأخرى إفريقية إسلامية لترتيب اتصال بين أردوغان والأسد.

ثم أتت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بشكل مفاجئ مساء أمس، لتتحدث عن ضرورة المصالحة بين النظام والمعارضة في سوريا.

ولفت تشاووش أوغلو إلى أن "السبيل الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو المصالحة وتطهيرها من الإرهابيين". وأضاف: "نحن في تركيا قلنا إنه يجب أن يكون هناك سلام بين النظام والمعارضة".

مظاهرات ترفض دعوات المصالحة

وأثارت تصريحات الوزير التركي، التي تضمنت كشفًا عن لقاء قصير مع وزير خارجية النظام السوري على هامش مؤتمر دول عدم الانحياز قبل أشهر، جدلًا واسعًا في الأوساط السورية المعارضة.

وسارع نشطاء في مدن شمالي سوريا وشمالي غربها إلى الاحتجاج في الشارع رفضًا لدعوات المصالحة مع النظام. 

وتجددت المظاهرات المناهضة للموقف التركي المستجد في كبرى مدن الشمال السوري؛ أعزاز والباب وعفرين وجرابلس الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

بدورها، سارعت وزارة الخارجية التركية إلى إصدار بلاغ توضيحي على لسان المتحدث باسمها، أكد فيه أن بلاده ستواصل المساهمة بقوة في الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع توقعات الشعب السوري. 

وذكر المتحدث باسم الخارجية التركية بالدور الرائد الذي لعبته بلاده في تثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا، وبالدعم الكامل الذي قدمته للمعارضة وهيئة التفاوض طيلة العملية السياسية التي اعتبر أنها لا تمضي قدمًا حاليًا بسبب مماطلة النظام.

في المقابل، خرج ائتلاف قوى المعارضة ببيان محتشم تجنب توجيه الانتقاد فيه إلى الجانب التركي. واكتفى بالتأكيد على أن تركيا أكدت دعمها الكامل لتطلعات الشعب السوري المشروعة وتنفيذ القرار الأممي رقم 2254.

"موقف تركيا مبدئي وثابت"

تعليقًا على التطورات، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون برهان كور أوغلو، أن "في تصريحات تشاووش أوغلو الأخيرة ما يُفهم بأن هناك نية لحل المشكلة، ليس بالتفاهم، ولكن يُمكن أن يحصل إذا ما شهدت سوريا تغييرًا جذريًا".

ويلفت في حديثه إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن تصريحات الوزير التركي أشارت إلى موضوع تغيير الدستور ونوع من التفاهم بدأ بمحادثات في جنيف والأستانة، حيث يمكن أن يكون هناك نوع من التفاهم بين النظام والمعارضة.

ويشدد على أن موقف تركيا مبدئي وثابت منذ البداية، من حيث أن النظام قام بهذه الجرائم كلها، وهي جرائم حرب لا يمكن أن ننساها، وأنه لا بد من وجود حل سياسي للمشكلة السورية.

ويذكر بأن الحل العسكري لا يمكن أن يدوم، فأي تحرك عسكري يجب أن ينتهي بالحل السياسي.

ويعتبر أن هناك أولوية لتركيا وللمناطق التي أسستها بالتعاون مع المعارضة في أن تتحرر من إرهاب PKK وPYD (حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديمقراطي) وتنظيم الدولة، لافتًا إلى أن تركيا تركز الآن على هذه النقطة.

ويضيف: على المدى المتوسط والبعيد، ينتظر من النظام أن يتنازل عن موقفه، ويكون هناك مجال للتفاهم لمستقبل سوريا.

"الأتراك داعمون للشعب السوري"

بدوره، يرى عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد طعمة أن "الأخوة في تركيا داعمون وبقوة للشعب السوري وللمعارضة السورية وللفصائل العسكرية"، لافتًا إلى "أنهم استثمروا استثمارًا كبيرًا طيلة أكثر من عشرة سنوات في هذا الملف". 

ويقول في حديثه إلى "العربي" من غازي عنتاب، "لو كان الأخوة الأتراك يريدون التخلي عن الشعب السوري وعنا، لما تركوا النظام وقد كانت علاقاتهم معه علاقات قوية قبل أن تبدأ الثورة".

ويشير إلى أن الحكومة التركية، وإنصافًا لهذا الشعب الكريم الذي خرج ينشد الحرية ولم يقبل بتحسين شروط العبودية، قامت بوقف كل الاتصالات مع النظام ودعم الشعب السوري والسير على خطى أهدافه وتطلعاته. ويؤكد أن اليوم لم يتغير أي شيء، لافتًا إلى أن أنقرة ثابتة على موقفها. 

وبينما يذكر بإعلان تشاووش أوغلو أن اللقاء جرى منذ عشرة أشهر، يلفت إلى أن "النظام السوري كان طيلة تلك الفترة الماضية يهاجم تركيا".

ويشير إلى أن الشعب السوري خرج اليوم في مظاهرات "لكي يثبت أنه مستمر في ثورته، وأنه لن يقبل بأي تنازل".

"إرسال بالونات اختبار"

من ناحيته، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية منذر ماخوس ضرورة أخذ التصريحات حول الرغبة في إتمام مصالحة في إطارها الزمني الحالي.

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من باريس، بأن اجتماعات مكثفة تحدث بين روسيا وتركيا. كما يلفت إلى أن تركيا ما فتئت منذ سنوات تتحدث عن قضايا الأمن القومي التركي.

ويشير إلى أن الأتراك كانوا قد حاولوا بداية مع الأميركيين من أجل التعاون في التصدي، من وجهة نظرهم، إلى ما يسمى قسد ومسد، والتكوينات الكردية الموجودة في الشمال الشرقي لسوريا.. لكن المحاولات لم تنجح لا مع الأميركيين ولا مع الروس.

ويضيف: "الآن وكأن هناك حوارًا أو نوافذ فتحت في سوتشي، وألمح إليها أردوغان بشكل ملتبس قليلًا وغامض. ويبدو أن حلفاء الروس نصحوا الرئيس التركي بأنه من أجل أن يزيد فرص نجاحه في العملية العسكرية المرتقبة، يجب أن يتوجه نحو النظام، وهو المعني بشكل أساسي حول قضية أي عمل عسكري على الأراضي السورية".

إلى ذلك، ينفي ما يُحكى عن "ذلة لسان" قام بها تشاووش أوغلو في تصريحاته، قائلًا: على ما يبدو طُلب منه جس النبض وإرسال بعض بالونات الاختبار أو محاولة فتح نوافذ، حول ما هي الإمكانيات الإضافية التي تستطيع تركيا تعبئتها في إطار الحملة المقررة شمالي سوريا ضد قوات قسد. 

وماخوس يؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بمصالحة بين النظام والمعارضة "الرسمية"، مشيرًا إلى أن الشعب السوري لا يعترف اليوم بأي معارضة لا ائتلاف ولا حكومة ولا لجنة التفاوض ناهيك عما يسمى باللجنة الدستورية.. ويشدد على أن أحدًا لا يستطيع تمرير مشروع من هذا النوع.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close