الأحد 5 مايو / مايو 2024

مظاهرات "مندّدة" في شمال سوريا.. تركيا "توضح" موقف تشاووش أوغلو

مظاهرات "مندّدة" في شمال سوريا.. تركيا "توضح" موقف تشاووش أوغلو

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على الموقف التركي المستجد من القضية السورية (الصورة: غيتي)
أكدت تركيا حرصها على تطلعات الشعب السوري، بعد يوم على تصريحات لوزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو أثارت علامات استفهام حول تحول موقف أنقرة من النظام.

لا تزال تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو التي كشف فيها عن محادثة "قصيرة" جمعته مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد قبل أشهر، ودعا إلى "سلام" بين النظام والمعارضة، تثير الجدل.

فعلى وقع دعوات في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة للنظام السوري في شمال وشمال غرب سوريا إلى تظاهرات حاشدة الجمعة، أوضحت الخارجية التركية أن "تضامنها" مع الشعب السوري سيتواصل.

وأكدت الخارجية أن "تركيا ستواصل تقديم مساهمة قوية في الجهود الرامية لإيجاد حل دائم للنزاع في سوريا بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، أن "أنقرة ومنذ بداية النزاع بسوريا هي أكثر دولة بذلت جهودًا لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري".

وذكر أن تركيا لعبت دورًا رياديًا في الحفاظ على وقف إطلاق النار في الميدان، وتأسيس "اللجنة الدستورية" عبر مساري أستانة وجنيف.

وأشار إلى تقديم أنقرة الدعم الكامل للمعارضة السورية ولهيئة التفاوض، لافتًا إلى أن "المسار السياسي لا يشهد تقدمًا حاليًا بسبب مماطلة النظام". وشدّد على أن هذا هو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في تصريحاته، الخميس.

وفيما شدّد على أن هذا هو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في تصريحاته، الخميس، ختم قائلًا: "تضامننا مع الشعب السوري سيتواصل".

دعوات للتظاهر "تنديدًا" بتصريحات أوغلو

وجاء بيان الخارجية التركية اليوم، على وقع دعوات من ناشطين في مناطق سيطرة المعارضة السورية للنظام، في شمال وشمال غرب البلاد إلى تظاهرات حاشدة اليوم، احتجاجًا على تصريحات أوغلو  التي حملت أيضًا دعوة إلى "مصالحة" بين النظام والمعارضة لتحقيق "سلام دائم".

وكان أوغلو الذي لعبت بلاده  دورًا مهمًا في دعم المعارضة منذ 2011، قد قال خلال مؤتمر صحافي له في أنقرة الخميس، "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم". وكشف عن تفاصيل فحوى محادثة قصيرة جمعته مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.

ودعا معارضون سوريون لخروج تظاهرات عقب صلاة الجمعة في كبرى مدن الشمال السوري كأعزاز والباب وعفرين وطرابلس التي تسيطر عليها القوات التركية، وفصائل سورية موالية لها، تحت شعار "لن نصالح".

كما صدرت دعوات مماثلة للتظاهر في مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام،  وفصائل أخرى أقل نفوذًا، وللتجمع قرب المعابر الحدودية مع تركيا.

إلى ذلك، شهدت مناطق سورية تحركات غاضبة ليلًا، حيث تجمع العشرات في مدينة الباب، رافعين رايات المعارضة ومرددين شعارات رافضة للمصالحة، كذلك فعل العشرات منهم قرب معبر باب السلامة مع تركيا، مرددين هتاف "الموت ولا المذلة"، بحسب وكالة فرانس برس.

لا "تطبيع للعلاقات" بين تركيا والنظام

وكانت مواقف تشاووش أثارت الكثير من الجدل، ورسمت علامات استفهام حول دلالاتها وما إذا كانت تعبّر، عن "استدارة كاملة" في الموقف التركي من النظام السوري، وصولًا إلى "التطبيع" معه.

لكنّ أستاذ العلوم السياسية يوسف كاتب أوغلو نفى في حديث إلى "العربي"، وجود أيّة نية لـ"تطبيع كامل" للعلاقات بين الجانبين، مشيرًا إلى أنّ اللقاء بين وزير الخارجية التركي ووزير خارجية النظام السوري "قديم"، موضحًا أنّه حصل قبل 10 أشهر وكان لقاء قصيرًا.

ولفت الأكاديمي التركي إلى وجود تغير واستدارة في السياسة الخارجية التركية في العديد من الملفات التي كان بعضها خطوطًا حمراء على غرار التقارب مع السعودية والإمارات وغيرها، موضحًا أنّ "السياسة لا تقبل الفراغ وهي فنّ المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة".

لكنّه جزم بأنّه "لم يتمّ الإعلان بشكل واضح ورسمي من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان عن استدارة في الملف السوري"، مشدّدًا على أنّ أردوغان يرفض التواصل مع النظام السوري، وهو ما أكّده وزير الخارجية أيضًا.

وتجري أنقرة منذ سنوات محادثات مع طهران وموسكو، أبرز داعمي النظام السوري، في إطار مسار أستانا الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بموازاة جهود الأمم المتحدة في جنيف. وأدت اتفاقات تهدئة ضمن هذا المسار إلى وقف هجمات عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام السوري خصوصًا في إدلب.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close