الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. جسر يصل الماضي بالحاضر

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. جسر يصل الماضي بالحاضر

Changed

فيلم وثائقي يروي تفاصيل مشروع "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" الذي أطلقه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
بين تلك السطور المعجمية، تكمن طاقة اللغة الحية، وتظهر معها القدرة على التطور والإبداع لتكون العربية لغة قوية واثقة بنفسها وبقدرتها، وتتناسب مع متطلبات العصر.

تُعتبر المعاجم التاريخية للغات حلقة مفقودة بين الماضي والحاضر، وكلمة السر في كل اللغات الحية، وأساس النهضة والتنوير لأي حضارة إنسانية.

فتاريخ اللغات هو تاريخ الأمم، واللغة مرآة لنهضة أي أمة تلتفت إلى التاريخ من زاوية قبول فكرة التغيير والتطور.

وهذا ما أدركه علماء عصر النهضة في أوروبا، الذين اهتموا بأصول اللغة، واستفادوا من ذلك لكتابة تاريخ الأمة ومسار تطور معارفها للانطلاق نحو المستقبل، وهذا ما ينبغي أن ينطبق على اللغة العربية، التي تنبض بحياة الناس وواقعهم المتغير.

معجم الدوحة التاريخي

بثّ التلفزيون العربي وثائقيًا من إنتاجه يروي قصة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وكيف ترجم هذا المشروع الكبير حلم الأمة العربية ولاسيما اللغويين العرب بالوصول إلى معجم يؤرخ للغة العربية أسوة باللغات الحية حول العالم.

ورصد الفيلم ولادة فكرة المعجم التاريخي، التي تبناها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قبل أن تلقى دعمًا من الدولة القطرية ممثلة في أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ أن كان وليًا للعهد عام 2011.

ويقول الدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إنه لا توجد أمة حية ذات تراث عميق إلا ولديها معجم تاريخي، مشيرًا إلى أن إعداد هذه المعاجم امتد أحيانًا لسبعين أو ثمانين عامًا، وأحيانًا إلى قرن كامل.

ويضيف دكتور بشارة أن توفر الرؤية العربية لأمير دولة قطر إلى جانب إدراك تعقيد المشروع والمدى الزمني له ساهما في نجاح معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.

التجربة الأوروبية

معظم اللغات الحية أنجزت معاجمها التاريخية، ليكون القرن الـ19 قرن المعاجم. ففي أوروبا، انتشرت الدراسات حول العائلات اللغوية على شكل واسع، وكان يتطلب ذلك الكثير من الوقت والجهد، وتجارب اللغات الحية أكبر برهان على ذلك.

وفي ألمانيا، بدأ الأخوان غريم العمل على معجم ألماني تاريخي عام 1838 لينجزا من المعجم 6 حروف فقط في 16 عامًا. وعام 1867 قرر "بسمارك" استكمال المشروع بتمويل من الدولة، ليكتمل المشروع في 32 مجلدًا ضمّت 330 ألف مدخل معجمي في اللغة الألمانية الفصحى. واستغرق العمل على 4 قرون من تاريخ ألفاظ اللغة الألمانية أكثر من قرن كامل.

وفي العالم بأسره تجارب إنسانية كثيرة لإنجاز المعاجم التاريخية؛ فكل أمة تسعى لمد جسورها مع هويتها مثل معجم أوكسفورد التاريخي للغة الإنكليزية، الذي بدأ العمل به عام 1857، مؤرخًا سنوات من تطور اللغة، ليكتمل العمل عليه عام 1928، حيث نشر في 10 مجلدات بعنوان معجم أوكسفورد للغة الإنكليزية، ويضم أكثر من 300 ألف مدخل معجمي.

ويوضح رئيس التحرير الأسبق لمعجم أكسفورد جون سيمبسون أن المعجم التاريخي يساعد في اكتشاف المعلومات المنسية.

ويقول، في وثائقي "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية": ربما يعتقد الناس أن كلمة ما دخلت إلى اللغة الإنكليزية لأول مرة في القرن السابع عشر، وبمجرد الانتهاء من البحث سنجد أنها دخلت قبل ذلك بـ200 عام، وهذا سيغير نظرة الفرد إلى العالم والمجتمع الذي استخدمت فيه الكلمة لأول مرة.

ويضيف أن فكرة المعجم التاريخي لا تشبه القاموس العادي الذي نستخدمه للعثور على معنى كلمة أو للاستخدام اليومي، إنها ليست اللغة الإنكليزية المعاصرة إنما هي الإنكليزية عبر التاريخ.

ويعتبر أن "فوائد المعجم التاريخي هي توفير السجل الفعلي الذي يحمل تفاصيل اللغة، لأنه ما لم يتوفر لنا معجم تاريخي، فإننا لن نجد سجل الكلمات في أي مكان، وستبقى بعض الكلمات في ملفات مبعثرة داخل المكتبات".

وفي فرنسا، بدأ العمل على معجم فرنسي عام 1778، ومن أجل إنجاز حرف واحد استغرق الأمر 70 عامًا. وعام 1992، نشرت الطبعة الأولى للمعجم التاريخي الفرنسي متناولًا تاريخ الألفاظ الفرنسية منذ عام 842 حتى أواخر القرن العشرين.

المعجم التاريخي للغة العربية

تُعتبر جذور اللغة العربية عريقة وضاربة في القدم، ولا تزال شواهدها من نقوش وبرديات حية في أرجاء الأرض، وكل الكلمات والحروف والألفاظ التي اندثرت أو التي استقبلتها العربية من لغات أخرى عبر تاريخ هذه الحضارة بقيت تنتظر من يؤرخ لها.

في هذا السياق، يشير رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية رمزي بعلبكي إلى أن "هناك فرقًا شاسعًا بين المعجم اللغوي العادي والمعجم التاريخي للغة".

ويلفت إلى أن "المعجم العادي تبحث فيه عن معنى اللفظ، أما المعجم التاريخي يجسد ذاكرة كل مفردة ويعطي استخدامها للمرة الأولى، ويذكر مستخدمها ويتعقب الدلالات لهذه المفردة والمصطلحات التي نشأت عنها، ويكون مدخل كل منها ذاكرة للمفردة".

من جهته، يقول المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية عز الدين البوشيخي: نعرف أن تاريخ استعمال اللغة العربية يمتد لأكثر من 20 قرنًا، إذا ما أخذنا في عين الاعتبار النقوش والآثار القديمة.

ويضيف: يمكن أن ننظر في مجموع هذه المفردات، وكيف تصور المتكلم العربي العالم الخارجي انطلاقًا منها.

ويرى البوشيخي أن المعجم التاريخي للغة العربية سيسمح لأول مرة في تاريخ العرب، بفهم كيفية تطور اللغة، "فالمعجم التاريخي للغة العربية هو حل لإشكال وإجابة لسؤال".

تاريخ المصطلحات العربية

ويختلف المعجم التاريخي لأي لغة عن المعاجم المختصة بمعاني الكلمات، إذ إنه لا يشرح الكلمة فقط، بل يؤرخها منذ اللحظة التي استخدمت فيها، ذاكرًا تطور المعنى في سياقات استخداماتها عبر الزمن.

من هنا، يعتبر جون سيمبسون أن "هناك حوالي 500 كلمة من اللغة العربية مدرجة في قاموس أكسفورد منذ العصور الوسطى حتى يومنا هذا، الأمر الذي يسلط الضوء على اللغة العربية".

ويتابع: "في الماضي، تطورت اللغة العربية الثقافية العلمية وأصبحت غنية، وكانت متقدمة جدًا على الثقافة الأوروبية، مثل علم الفلك، وما زلنا نستخدم كلمة الجبر لأن العرب كانوا متقدمين جدًا على الأوروبيين في مجال الرياضيات في ذلك الوقت".

ويشير إلى أنه "عندما بدأت الثقافة العربية تتسرب إلى أوروبا في العصور الوسطى، كانت هذه هي الكلمات التي نميل عادة إلى استعارتها تمامًا مثل كلمات الطعام وغيرها من الكلمات التي يتم استعارتها دائمًا من أي ثقافة أخرى".

بدوره، يوضح نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية محمد العبيدي أن "تاريخ اللغة العربية مظلوم، ولدينا فجوات كبرى في التاريخ، فكل لغات الحية لديها معاجم تاريخية والمعاجم في تلك اللغات بدأت منذ قرون وبعضها استمر العمل عليه أكثر من 100 سنة".

ويشير إلى أنه "على الرغم من أن عمر تلك اللغات قصير، وبعضها لا يتعدى الـ5 قرون، لكن اللغة العربية لها امتداد تاريخي طويل يصل لأكثر من 20 قرنًا".

ضعف معجمي

على الرغم من التراث المعجمي الطويل لعلماء العرب، إلا أن قصورًا معجميًا ما زال يواجه العربية وكلماتها، والسبب هو غياب معجم تاريخي للغة العربية ليظل نهر المعجم التاريخي للغة العربية جافًا.

وكادت الفكرة تستحيل حلمًا تراود الباحثين، فحلم المعاجم التاريخية يدور الباحثون حوله ويلبثون على مداخله.

كما جرت الكثير من المحاولات لبناء معجم تاريخي للغة العربية، لكن لم تتكلل أي من تلك التجارب بالنجاح.

في هذا السياق، يؤكد نائب المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية رشيد بلحبيب أن "علماء اللغة أدركوا منذ زمن بعيد أن إنجاز معجم تاريخي مسألة في غاية الأهمية، لأن الباحث في المعاجم يجب أن يجد ضالته في المعجم، عبر معرفة كيف تحول اللفظ من معنى لآخر، وفي أي زمن حصل ذلك التغيير، والأسباب الكامنة خلف ذلك".

ويعطي بلحبيب مثلًا على كلمة العين في اللغة العربية، ويقول: "لفظة العين، تطلق على الجارحة التي نبصر بها، وعلى عين الماء وعلى الجاسوس ولها مجموعة من المعاني، ولا نعرف كيف تحول اللفظ إلى هذه المعاني".

ويلفت إلى أن هذه الدلالات يوفرها المعجم التاريخي، "ويتيح لنا فرصة للاطلاع على دلالات في غاية الأهمية".

ويشدد على أن "المعاجم التاريخية تحكي لنا القصص، وتؤرخ هذه التطورات وتمكننا من استنباط القوانين التي أدت إلى تطور الألفاظ".

تجارب سابقة

إحدى التجارب في إنشاء معجم تاريخي عربي كانت في أروقة مجامع اللغة العربية.

ففي القاهرة التي أسست مجمعًا للغة العربية عام 1938 حمل اسم مجمع فؤاد الأول للغة العربية، نصت المادة الثانية من وثيقته التأسيسية أن يقوم بتأسيس معجم تاريخي للغة العربية.

وأحد أعضاء هذا المجمع كان المستشرق الألماني أوغست فيشر الذي حاول عام 1936 إنشاء معجم تاريخي للغة العربية بسبب اهتمامه بالعربية وتاريخها.

لكن وبسبب الحرب العالمية الثانية، ظل يراوح في بداية المعجم، وأصبح مشروعه في مهب الريح وتشتت الأوراق التي وضعها بين مصر وألمانيا، ومنذ ذلك الحين جرت تجارب كثيرة مثل محاولة الشيخ عبد الله العلايلي في لبنان وغيره، لكن كلها باءت بالفشل.

ويرى محمد العبيدي أن "كل المختصين باللغة يحلمون بهذا المشروع، وهي مسألة ضرورية وكنا نتحسر لعدم وجود مثل هذا المعجم".

ويوضح ان "إشكالات كبيرة تواجه العاملين في اللغة، وهناك صعوبات تتعلق بالنصوص وغيابها، فالتدوين بدأ عام 150 هجرية، أي بعد 600 سنة من بداية ظهور النصوص العربية".

مشروع معجم الدوحة التاريخي

في نهاية عام 2012 وفي دولة قطر، أسس المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، جاعلًا من ذلك الحلم حقيقة وواقعًا.

ففي مارس/ آذار 2012، وعلى هامش المؤتمر الأول للمركز العربي بعنوان "الهوية واللغة"، تبنى المركز فكرة إنشاء معجم تاريخي للغة العربية، أطلق عليه اسم معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، تكريمًا للعاصمة القطرية التي أظهرت أنها قادرة على أن تكون مركز إشعاع ثقافي.

ويروي الدكتور عزمي بشارة بداية المشروع، ويقول: "جاءني بعض الباحثين العرب، فتبنيت الفكرة ووضعت الأسس لإخراج المشروع، ولم يكن هذا ممكنًا لولا تبني أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الفكرة ووافق على دعمها".

ويشدد الدكتور بشارة على أن "القضية ليست فقط في دعم مشروع، بل بالإيمان به وبالقدرة على التحلي بالصبر لأن مثل هذا المشروع لا يتحقق في أيام أو أسابيع، بل لا بد أن تكون لديك رؤية عربية أيضًا لنهوض الأمة".

ويشير إلى أن "جميع من اقترح الفكرة يعمل اليوم في المشروع، إضافة لأفضل المعجميين في العالم العربي".

من جهته، يوضح رمزي بعلبكي أنه "حين أسس المركز العربي في الدوحة، كان يبحث عن مشروعات كبرى لتنهض بها الأمة، فلم يجد خيرًا من هذا المشروع ليستهل عمله، فبدأنا بالعمل على معجم الدوحة التاريخي، وأطلق العمل في 25 مايو/ أيار 2013 وسجلت حقوقه الفكرية".

بدوره، يوضح عز الدين البوشيخي أن "معجم الدوحة استند إلى تصور نظري واضح، واستند إلى كفاءات بشرية، ووضع خططًا عامة ومعايير لتقييم المواكبة لكل مرحلة من المراحل.

ويقول: "لدينا تصور مكتوب ومنشور في بوابة المعجم، ولدينا معايير وضوابط لعملنا المعجمي في وثيقة منشورة على بوابة المعجم، وهي الدليل المعياري للتحرير المعجمي".

ويضيف: "كل هذه الأعمال تشكل المعيار الذي يتبعه خبراء المعجم، ويستند إلى القرارات العلمية للمجلس العلمي بعد نقاشات معمقة".

أول معجم عربي

من أقدم نص عربي موثق، بدأت مراحل العمل. ومن مصادر نصوص اللغة العربية الممتدة على مدى قرون، تم إعداد 100 ألف مدخل معجمي مرتب تاريخيًا حتى عام 200 للهجرة، ليستمر نشر المواد المعجمية حتى العام 500 للهجرة.

ولأول مرة، أصبح للغة العربية معجمها التاريخي المتاح عبر منصة إلكترونية لكل الباحثين.

ويوضح البوشيخي أن خط الإنتاج في المعجم ينطلق من رصد ما كتب باللغة العربية في فترة زمنية محددة، ويذكر ما كتب في المصادر ومدى صحتها، وهكذا نحصل في النهاية على رصد تاريخي للمصطلحات وفق العلوم التي تنتمي إليها في إطار سياق تاريخي.

ويضيف: "مع المعجم، أنجزت مدونة لغوية تاريخية تشمل 10 قرون من النصوص العربية، تتضمن أكثر من 150 مليون كلمة عربية تظهر في جميع السياقات التي وردت فيها، ومرتبة ترتيبًا تاريخيًا منذ استعمالاتها الأولى في النصوص والنقوش، ويجري العمل للانتهاء من المرحلة الثانية التي تضم نصوصًا حتى القرن الخامس الهجري، ويجري العمل على المدونة الأخيرة التي تمتد حتى العصر الحاضر".

أضخم مشروع لغوي

ينطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات من رؤية نهضوية للمجتمعات العربية، ملتزمًا بقضايا اللغة العربية عن طريق البحث العلمي، ويرى أن النهضة باللغة العربية أساس لأي نهضة عربية، لذا تبنى أضخم مشروع لغوي في تاريخ العربية، باعتباره مشروع الأمة وحلمها الكبير.

ويرى البوشيخي أن "كل ألفاظ اللغة العربية مستخلصة من نصوص موثقة من ناحية الصحة والنسب والتاريخ، فعملنا علمي وصفي يستند إلى مصادر موثقة وصحيحة".

من جهته، يعتبر العبيدي أن "هذا المعجم سيجيب على الكثير من الأسئلة، وهو ينطلق من منهج محدد واضح يراعي السياق التاريخي واللغوي وموقع اللفظ ضمن بنيته التاريخية مع ما قبله وبعده، وبالتالي من يقرأ المعجم سيقرأ قصة كل لفظ بتعقيداته وتحولاتها عبر الزمن".

بدوره، يشدد الدكتور بشارة على أن "ما قمنا به فريد من نوعه، فقد بدأنا عام 2011 بتجميع المدونة اللغوية العربية حتى القرن الثاني الهجري، وقبل عامين بدأنا بالمرحلة الثانية التي تمتد من القرن الثاني إلى القرن الخامس، وبعد أن ننهي هذه الفترة، سنبدأ بالمرحلة المفتوحة التي تمتد حتى يومنا هذا".

ويؤكد أن "الفكرة نجحت، ووضعنا سكة آمنة لاستمرارها بسبب توفر الحماسة والرؤية وتضافر الجهود من كافة الدول العربية، إضافة لوجود قدرة إدارية جيدة، وتكنولوجيا حديثة لم تكن موجودة للمعاجم الأوروبية".

هدية من الدوحة

ويقول: "عند قراءة الشعر والأحاديث النبوية، نقرؤها بمعاني الكلمات الحالية، لأنه لا يوجد أدوات للعودة لفهم معنى اللفظ في حينه، وبالتالي يكون درس تلك المعاني خاطئ".

ويضيف: "لن يواجه الجيل المقبل هذه المشكلة، وسيكون لديه معجم تاريخي يتوفر لجميع ألفاظ اللغة وأصول الكلمات المشتركة مع اللغات السامية الأخرى، وسيجد اشتقاقات لغوية أخرى، وسيجد الكلمات التي لها أصول فارسية ويونانية وغيرها".

ويتابع قائلًا: "سيجد الباحث مصطلحات العلوم العربية في القرنين الرابع والخامس، عندما كان العرب يترجمون العلوم ويكتشفون علومًا بمصطلحات أصلية، فلم يكن لدى العرب مشكلة في دخول ألفاظ أخرى إلى اللغة العربية عبر تعريبها".

ويؤكد أن المعجم كنز، وأنه "سيعلمنا أيضًا ألا خوف على العربية إذا استقبلت لغات أخرى، فلا حدود للدروس التي يمكن تعلمها من المعجم التاريخي".

ويختم قائلًا: " هي هدية من الدوحة إلى الأمة، فعندما جلسنا للتفكير في اسم المعجم، اقترحت أن يكون على اسم المدينة، مثل باقي المعاجم التي تحمل أسامي المدن والأشخاص. فمن حق المدينة التي احتضنته أن يحمل اسمها".

إذًا، إلى جانب التجارب الحضارية المتراكمة، تستعيد العربية مكانتها في معجم الدوحة التاريخي، ليعود للعربية بريقها.

وبين تلك السطور المعجمية، تكمن طاقة اللغة الحية، وتظهر معها القدرة على التطور والإبداع لتكون العربية لغة قوية واثقة بنفسها وبقدرتها، وتتناسب مع متطلبات العصر، وجسرًا يصل الماضي بالحاضر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close