الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

معظمها اسرائيلية.. "ميتا" تحظر شركات تجسّس استهدفت 50 ألف مستخدم

معظمها اسرائيلية.. "ميتا" تحظر شركات تجسّس استهدفت 50 ألف مستخدم

Changed

استهدفت شركات التجسّس أشخاصًا في أكثر من 100 دولة
استهدفت شركات التجسّس أشخاصًا في أكثر من 100 دولة (غيتي)
تستهدف هذه الشركات الموجودة في إسرائيل والصين والهند ومقدونيا صحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ومعارضين سياسيين في أكثر من 100 دولة نيابة عن الشركات والحكومات.

فضحت شركة "ميتا بلاتفورمز"، المالكة لموقع "فيسبوك"، ست شركات وشبكة صينية من شركات المراقبة والاستطلاع لقيامها بعمليات تجسّس أو انتهاكات أخرى، واتهمتها باستهداف حوالي 50 ألف شخص بشكل جماعي عبر منصّاتها.

وقالت الشركة في بيان: إن هذه الشركات الموجودة في إسرائيل والصين والهند ومقدونيا الشمالية وغيرها من البلدان "تستهدف سرًا الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين في أكثر من 100 دولة، نيابة عن الشركات والحكومات إلى حد لم يُفهم من قبل".

وجاءت معركة الشركة مع شركات برامج التجسس في إطار تحرك أوسع من شركات التكنولوجيا الأميركية ضد مقدمي خدمات التجسّس الرقمي، لا سيما مجموعة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية المطوّرة لبرنامج "بيغاسوس" (Pegasus)، والتي أُدرجت على القائمة السوداء هذا الشهر بعد أسابيع من الكشف عن استخدام برامجها ضد المجتمع المدني.

وتقاضي "ميتا" شركة "إن إس أو" أمام القضاء الأميركي.

وقال ناثانيال غليشر، رئيس سياسة الأمان في "ميتا"، لوكالة "رويترز" إن الحملة التي بدأت الخميس الماضي، من المفترض أن تشير إلى أن "صناعة المراقبة من أجل الاستئجار أوسع بكثير من شركة واحدة".

وقالت "ميتا"، في تقريرها، إنها علّقت قرابة 1500 حساب، معظمها زائف، تديرها سبع منظمات عبر "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، كما نبّهت حوالي 50 ألف مستخدم مستهدف، وحظرت البنية التحتية للإنترنت عن شركات التجسّس، مضيفة أنها شاركت نتائج تحقيقاتها مع الباحثين الأمنيين، وصانعي السياسات حتى يتمكّنوا من اتخاذ الإجراءات المناسبة.

ولم تقدم ميتا تفسيرًا مفصّلًا بخصوص كيفية تحديدها لشركات المراقبة، لكنها تشغل بعضًا من أكبر الشبكات الاجتماعية وشبكات التواصل وتروّج بانتظام لقدرتها على اكتشاف الجهات الخبيثة وإزالتها من أنظمتها الأساسية .

الشركات المحظورة

ومن بين هذه الشركات "بلاك كيوب" الإسرائيلية التي أصبحت سيئة السمعة لنشرها جواسيس نيابة عن المغتصب في هوليوود هارفي وينستاين. وقالت "ميتا" إن الشركة كانت تنشر شخصيات وهمية لتتجاذب أطراف الحديث مع أهدافها عبر الإنترنت، وتجمع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم "من أجل هجمات تصيد لاحقًا على الأرجح".

وأشارت "ميتا" إلى أن الشركة الإسرائيلية استهدفت منظمات غير حكومية في إفريقيا وأوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية، بالإضافة إلى نشطاء فلسطينيين.

لكنّ شركة "بلاك كيوب" نفت، في بيان لها، قيامها "بأي عمليات تصيد أو اختراق"، مؤكدة أن "أنشطة جميع موظفيها تأتي في إطار القوانين المحلية بشكل كامل".

ومن بين الشركات الأخرى شركة "بيل تروكس"، وهي شركة إلكترونية هندية كشفتها رويترز ومختبر سيتزن لاب المتخصص في الأمن الإلكتروني العام الماضي. واستهدفت الشركة محامين وأطباء ونشطاء ورجال دين في دول من بينها أستراليا وأنغولا والسعودية وأيسلندا.

كما حظرت "ميتا" شركة "بلوهوك سي.آي" الإسرائيلية، التي استهدفت معارضين للإمارات، وسياسيين ورجال أعمال في الشرق الأوسط.

 أما شركة "سايتروكس" الأوروبية، فوجد تحقيق "ميتا" أن عملاءها يتوزّعون في مصر، وأرمينيا، واليونان، والسعودية، وعُمان، وكولومبيا، وساحل العاج، وفيتنام، والفلبين، وألمانيا. واستهدفت الشركة سياسيين وصحفيين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أرمينيا ومصر والدول المجاورة لها.

واتهمت "ميتا" شركة "كوغنيت"، ومقرّها اسرائيل، بالتجسّس على صحافيين وسياسيين من جميع أنحاء العالم لصالح عملاء في إسرائيل، وصربيا، وكولومبيا، وكينيا، والمغرب، والمكسيك، والأردن، وتايلاند، وإندونيسيا.

أما شركة "كوبويبس" الإسرائيلية، فقد اتهمتها "ميتا" باستخدام ملفات تعريف مزيفة لخداع مستخدمي المنصات للكشف عن بياناتهم الخاصة، لصالح عملاء في بنغلاديش، وهونغ كونغ، والولايات المتحدة، ونيوزيلندا، والمكسيك، والسعودية، وبولندا ودول أخرى. كما استهدفت الشركة الإسرائيلية، بشكل متكرر، النشطاء والسياسيين المعارضين والمسؤولين الحكوميين في هونغ كونغ والمكسيك.

أما بالنسبة إلى الشبكة الصينية غير المعروفة، فاتهمتها "ميتا" باستخدام أدوات البرامج الضارة لدعم المراقبة ضد الأقليات في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك منطقة شينجيانغ في الصين، وميانمار، وهونغ كونغ.

التجسّس على معارض مصري

وبينما رفض غليشر تحديد أي من الأهداف بالاسم، نُشر تقرير لمختبر "سيتزن لاب" بالتزامن مع نشر تقرير "ميتا"، ذكر أن أحد ضحايا شركة "سيتروكس" هو المعارض المصري أيمن نور.

واتهم نور، في حديث لوكالة "رويترز" من إسطنبول، الحكومة المصرية بالتجسّس عليه قائلًا: إن لديه شكوكًا منذ فترة طويلة بأنه كان مراقبًا من المسؤولين هناك.

وأضاف: "عندي دليل لأول مرة".

ولم ترد السلطات المصرية بعد على طلب للتعليق.

وقال غليشر: إن من بين الأهداف الأخرى لشركات التجسس مشاهير وسياسيين وصحفيين ومحامين ومسؤولين تنفيذيين ومواطنين عاديين. وأضاف أن أصدقاء وعائلات الأهداف تعرّضوا أيضًا لحملات التجسس.

مشروع "بيغاسوس"

يُذكر أنه في يوليو/ تموز 2021، أفاد تحقيق عالمي باسم "مشروع بيغاسوس" (Pegasus Project)، أجرته عدة وسائل إعلام عالمية مع المجموعة الفرنسية غير الربحية "فوربدن ستوريز"، بأن برنامج التجسس "بيغاسوس" تم استخدامه لمراقبة المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والسياسيين في جميع أنحاء العالم.

ووفق التحقيق، فإن قائمة المراقبة تضمّ ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتفي يُعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم "إن إس أو" موضع اهتمام منذ عام 2016.

أما علنيًا، فتزعم المجموعة الإسرائيلية بأنها تبيع منتجاتها فقط لمسؤولي إنفاذ القانون والمخابرات الحكوميين، مما يساعدهم على مراقبة التهديدات الأمنية، في حين لا تشارك بشكل مباشر في عمليات المراقبة.

المصادر:
ترجمات - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close