الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

"إهمال وعدم احترافية".. معلومات صادمة ولغز محيّر في مأساة هوليوود

"إهمال وعدم احترافية".. معلومات صادمة ولغز محيّر في مأساة هوليوود

Changed

اعتبر فرد من طاقم العمل أن بالدوين ليس مسؤولًا عن الحادث
اعتبر فرد من طاقم العمل أن بالدوين ليس مسؤولًا عن الحادث (غيتي)
بعد 5 أيام على الحادث الذي أودى بحياة مديرة التصوير هالينا هاتشينز، لا يزال سبب احتواء مسدس الممثل أليك بالدوين على طلقات حية لغزًا محيّرًا.

كشف مخرج فيلم "راست" جويل سوزا أن الممثل أليك بالدوين كان يتدرّب على مشهد في فيلم "الصدأ" (Rust)، يصوّب فيه مسدسًا نحو عدسة الكاميرا، عندما انطلقت الرصاصات القاتلة التي أودت بحياة مديرة التصوير هالينا هاتشينز، وجرح المخرج.

وقال سوزا، في بيان مكتوب: إنه سمع ما "بدا وكأنه فرقعة سوط صاخبة"، وشاهد مديرة التصوير تُمسك بصدرها وتتعثّر إلى الوراء، ثم لاحظ أنه هو نفسه كان ينزف من كتفه الأيمن".

وكشف أن كاميرات التصوير لم تكن تعمل إذ إنه كان يفحص زوايا الكاميرا مع هاتشينز، موضحًا أن بالدوين، في ذلك الوقت، كان جالسًا على مقعد خشبي يُفترض أنه خاص بكنيسة، يتدرّب على المشهد الذي يسحب خلاله مسدسًا من جرابه.

وخلال التحقيق معه، أكد سوزا أن بالدوين أُخبر، قبل لحظات من الحادث، أنه كان يحمل "مسدسًا باردًا" (غير محشو بطلقات قاتلة)، مضيفًا أن المسؤولة عن فحص الأسلحة في الفيلم هانا غوتيريز ريد، فحصت السلاح، وقام مساعد المخرج ديف هولز بفحصه مجددًا، وسلّمه للممثلين. بدورها، قالت الشرطة: إن هولز هو الذي أعطى السلاح لبالدوين.

صورة قاتمة

وترسم الشهادات التي سُجّلت، مساء الأحد، صورة قاتمة لتنفيذ مشاهد الفيلم، حيث غادر 5 من أفراد الطاقم موقع التصوير قبل ساعات فقط من حادثة إطلاق النار، خوفًا على سلامتهم، منتقدين ظروف العمل "الخطيرة"، بعد أن وقعت حادثة مشابهة قبل أيام من حادثة بالدوين.

ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، كان مساعد المخرج هولز موضع تحقيق سابق بعد شكوى خلال تصوير سلسلة تلفزيونية عام 2019، حيث قالت ماغي غول، وهي خبيرة أسلحة نارية، إنها أثارت مخاوف بشأن "سلوكه" مع منتجين تنفيذيين في سلسلة "هولو انتو ذا دراك" (Hulu Into the Dark).

ورغم ذلك، اعتبرت غول أن حادثة بالدوين لا تتعلّق بعمل ديف هولز فقط، قائلة: "إنه ليس خطأ شخص واحد بأي حال من الأحوال"، مضيفة أن هناك مشكلات أكبر تتعلق بعمل طاقم الفيلم، ومعايير السلامة في مواقع التصوير، يجب معالجتها".

كما أُثيرت مخاوف أخرى بشأن هولز يوم الاثنين، بعد أن قال منتج تواصل مع وكالة "أسوشييتيد برس" إن هولز طُرد من وظيفة سابقة بعد أن انفجر سلاح في مجموعة أفلام سابقة وأصاب أحد أفراد الطاقم.

مسؤولة الأسلحة "مهملة"

إلى ذلك، كشفت مصادر لصحيفة "نيويورك بوست" معلومات صادمة عن هانا غوتيريز ريد، وهي في العشرينات من عمرها، والتحقت بفريق عمل "الصدأ" حديثًا، مؤكدة أنها أعطت مسدسًا لممثلة تبلغ من العمر 11 عامًا دون التحقق من سلامته بشكل صحيح.

وقال أحد المصادر: إن ريد "كانت مهملة فيما يتعلّق بالأسلحة، كما كانت تلّوح بها بين الحين والآخر. أقدمت عدة مرات على حمل السلاح بطريقة غير آمنة".

كما وصف مصدر في إنتاج فيلم "الصدأ" ريد بأنها "عديمة الخبرة"، مضيفًا أنه وقع حادثان آخران خلال التصوير.

وواصلت الشرطة تحقيقاتها، يوم الإثنين، وأظهرت وثائق جديدة للمحكمة أن السلطات ضبطت ثلاثة مسدسات سوداء، وصناديق ذخيرة، وعدة أغلفة مستهلكة، وحزامين جلديين مع حافظات، ومسحات مما يُعتقد أنه دم.

لغز محيّر

وبعد 5 أيام على الحادث، لا يزال سبب احتواء مسدس بالدوين على طلقات حية لغزًا محيّرًا. ونقل موقع "TMZ" الهوليوودي، عن مصادر لم يسمها، قولها: إن أفراد الطاقم كانوا يستخدمون السلاح لإطلاق النار بشكل ترفيهي أثناء فترات الراحة. كما زعمت المصادر أنه كان يجري تخزين الطلقات الحية والفارغة في المكان ذاته".

ولم يعلق مكتب مأمور مقاطعة "سانتا في" على تلك التقارير بعد، لكنه تحفّظ على جميع الأدلة ذات الصلة، بما في ذلك المسدس الذي أطلقت منه الرصاصات، وبطاقات ذاكرة الكاميرا، وشظايا عظمية، بالإضافة إلى الاستماع لشهادات الممثلين وطاقم العمل.

"لا أشعر بساقيّ"

وفي إفادة خطية، اعتبر أحد مشغلي الكاميرات بالفيلم ريد راسل، أن بالدوين ليس مسؤولًا عن الحادث، واصفًا إياه بأنه "شديد الحذر"، لدرجة أنه سبق أن تأكد، في مناسبة سابقة، من عدم وجود طفل بالقرب منه حين كان يقوم بإفراع مسدس.

وكشف راسل أن رحيل عدد من العاملين خلال التصوير ألقى عليه بمهام عمل إضافية، وأوضح أنه غادر منطقة التصوير لمدة 5 دقائق، ولا يعرف ما إذا كان قد تمّ فحص المسدس قبل وصوله إلى يد بالدوين.

وأضاف أنه بعد إطلاق الرصاصات، كان المخرج سوزا ملطخًا بالدماء، بينما كانت هاتشينز لا تزال حية، وكانت تقول إنها "لا أشعر بساقيّ".

إهمال وعدم احتراف

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"،  قال سوزا خلال مقابلة مع المحقّق جويل كانون، إنه "يجب ألا تكون هناك جولات حية على الإطلاق، بالقرب من مكان الحادث أو حوله. وأن الأمور كانت تسري على ما يرام خلال تصوير الفيلم، ولم تكن هناك أي مشاجرات بين فريق العمل".

والأحد، لام كبير فنيي الكهرباء في الفيلم سيرج سفيتينوي المنتجين على وفاة هاتشينز، قائلًا، على صفحته على فيسبوك"، إنها توفيت نتيجة "الإهمال وعدم الاحتراف" بين أولئك الذين يتعاملون مع الأسلحة في المجموعة.

وأقيمت وقفة رمزية لهاتشينز يوم الأحد في جنوب كاليفورنيا، حيث تبادل الحاضرون العناق والدموع، وطالب المتحدثون بتحسين معايير السلامة.

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close