الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

موسكو علّقت العمل بها.. ما هي معاهدة نيوستارت وكيف ستتصرف واشنطن؟

موسكو علّقت العمل بها.. ما هي معاهدة نيوستارت وكيف ستتصرف واشنطن؟

Changed

ناقشت فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" تداعيات قرار موسكو بتعليق العمل بمعاهدة "نيو ستارت" (الصورة: غيتي)
الاتفاقية كانت بالفعل في غرفة الإنعاش، بعد إلغاء موسكو أواخر العام الماضي المحادثات التي كانت تهدف إلى إنقاذ اتفاق تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكه.

أقرّ مجلس النواب الروسي اليوم الأربعاء تعليق مشاركة موسكو في معاهدة "نيو ستارت"، وهو ما يمثّل انهيار آخر معاهدة نووية باقية بين واشنطن وموسكو.

ورغم التأثير الفوري للخطوة الروسية على رؤية الولايات المتحدة للأنشطة النووية الروسية، إلا أن الاتفاقية كانت بالفعل تُحتضر، بعد إلغاء موسكو أواخر العام الماضي المحادثات التي كانت تهدف إلى إنقاذ اتفاق تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكه.

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت في السابق من المعاهدة. فخلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، رفضت الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات لتمديدها، متهمة موسكو بارتكاب انتهاكات صارخة. ولكن عندما تولّى الرئيس جو بايدن منصبه عام 2021، وقّعت إدارته على تمديد الاتفاقية لمدة خمس سنوات.

ما معاهدة "نيو ستارت"؟

وتتعلق معاهدة "نيوستارت" بين الولايات المتحدة وروسيا بتدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها. تمّ التوقيع عليها في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2010، ودخلت حيز التنفيذ في فبراير/ شباط 2011 لمدة 10 سنوات.

ألزمت المعاهدة كلًا من روسيا والولايات المتحدة بالالتزام باتصالات منتظمة حول ترساناتهما النووية، والسماح بعمليات تفتيش منتظمة في المواقع، والالتزام بالحدود القصوى لعدد الرؤوس الحربية المنتشرة وغير المنتشرة التي سيحتفظ بها كل منهما.

وتشمل الحدود القصوى ما يلي: 700 صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBMs)، وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs)، وقاذفات نووية منتشرة، و1550 رأسًا نوويًا على صواريخ باليستية عابرة للقارات منتشرة، وصواريخ "SLBM" وقاذفات قنابل منتشرة؛ و800 قاذفة صواريخ باليستية عابرة للقارات منتشرة وغير منتشرة، ومنصات إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، وقاذفات قنابل.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكّدت، مساء أمس الثلاثاء، أنها ستحترم القيود المفروضة على عدد الرؤوس النووية التي يمكن نشرها، مضيفة أن موسكو ستواصل تبادل المعلومات حول تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية وفقًا للاتفاقيات السابقة مع الولايات المتحدة.

ماذا يعني تعليق عمليات التفتيش النووية وتقاسم المعلومات؟

ومنذ التوقيع على معاهدة "نيوستارت"، سمحت روسيا والولايات المتحدة لفرق الامتثال بإجراء 328 عملية تفتيش لمخزوناتهما في المواقع، والأهم من ذلك أن الدولتين تبادلتا البيانات و25311 إشعارًا حول برامجهما.

يبدو أن الخطوة الروسية وتوضيحات وزارة الخارجية تشير إلى أن عمليات التفتيش معلقة بشكل دائم، لكن الغموض يتعلّق باستمرار مشاركة البيانات والإخطارات.

وقال هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين لوكالة "أسوشييتد برس": إن واشنطن ستحصل على القرائن الأولى في 1 مارس/ آذار المقبل، وهو اليوم الذي من المفترض أن يتبادل فيه الطرفان البيانات حول الأعداد الإجمالية لقواتهما النووية.

وأوضح كل من كريستنسن وويليام ألبيركي، مدير الإستراتيجية والتكنولوجيا والحد من التسلح في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، للوكالة أن البلدين يتبادلان رسائل يومية حول التحركات والتدريبات، مما ساعد في إبقاء كلتا القوتين النوويتين واضحتين بشأن تصرفات الطرف الآخر.

وعلى الجانب الأميركي، تتمّ معالجة رسائل الكمبيوتر المنسقة هذه بواسطة فريق عسكري-مدني في المركز الوطني للحد من المخاطر النووية داخل وزارة الخارجية الأميركية.

وأضاف ألبيركي أنه إذا قررت روسيا عدم تقديم الإخطارات، "سنبدأ على الفور في فقدان البيانات، حتى نتمكن من تتبع عدد الأسلحة الإستراتيجية التي تملكها بالضبط، وما إذا التزمت بالقيود".

وأوقف الجانبان عمليات التفتيش على المواقع العسكرية الأميركية والروسية بموجب "نيو ستارت" في مارس/ آذار 2020 بسبب جائحة كورونا. واجتمعت اللجنة الأميركية-الروسية التي تشرف على تنفيذ المعاهدة آخر مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لكن روسيا علّقت بعد ذلك تعاونها من جانب واحد مع أحكام التفتيش الخاصة بالمعاهدة في أغسطس/ آب 2022 احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.

وكان من المفترض أن تُستأنف هذه المناقشات في مصر أواخر نوفمبر 2022، لكن روسيا ألغتها فجأة دون إعطاء سبب محدد.

في أواخر يناير الماضي، أبلغت إدارة بايدن الكونغرس أن روسيا لا تمتثل لشروط الاتفاقية من خلال رفض السماح بعمليات التفتيش على أراضيها، ورفض الموافقة على محادثات جديدة بشأن استئناف تلك الفحوصات.

في ذلك الوقت، قالت وزارة الخارجية الأميركية: إن "لدى روسيا مسارًا واضحًا للعودة إلى الامتثال الكامل"، وأن كل ما عليها فعله هو الموافقة على عمليات تفتيش جديدة.

كيف ستتصرّف إدارة بايدن؟

بعد تعليق مشاركة موسكو في الاتفاقية، سيكون على إدارة بايدن تحديد ما إذا كانت ستستمر في الامتثال للمعاهدة أم لا.

ويوم الثلاثاء، وصف وزير الخارجية أنتوني بلينكن الخطوة الروسية بأنها "مؤسفة للغاية وغير مسؤولة"، مضيفًا: "سنراقب بعناية ما ستفعله روسيا في الواقع. وسنعمل بالطبع على التأكد من أن نأخذ الموقف المناسب لأمن بلدنا وأمن حلفائنا".

والشهر الماضي، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تستطيع التصديق على امتثال روسيا لمعاهدة "نيو ستارت" بسبب رفضها السماح للمفتشين في الموقع العام الماضي. والآن بعد أن رفضت روسيا المعاهدة تمامًا، هناك خطر تراكم الأسلحة.

وقال اتحاد العلماء الأميركيين في تقرير عن مخاطر الفشل في تجديد المعاهدة: "لقد خططت كل من الولايات المتحدة وروسيا بدقة لبرامج التحديث النووي الخاصة بهما، على أساس الافتراض بأن أيًا من البلدين لن يتجاوز مستويات القوة التي تمليها حاليًا نيو ستارت".

وأضاف التقرير: "بدون اتفاق بعد عام 2026، يختفي هذا الافتراض على الفور، ومن المحتمل أن يتخلّف كلا الجانبين نتيجة انعدام الثقة المتبادل، وسط عدد أقل من البيانات التي يمكن التحقق منها، وسنضطر للتفكير في أسوأ الحالات حول كيفية نمو ترسانات البلدين في المستقبل".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close