الأحد 10 نوفمبر / November 2024

نجاة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة من محاولة اغتيال "واضحة"

نجاة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة من محاولة اغتيال "واضحة"

شارك القصة

مراسل "العربي" يتحدّث في رسالة مباشرة عن حادثة إطلاق النار على رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة (الصورة: غيتي)
قال مصدر قريب من الدبيبة: إنّ الحادث وقع عندما كان رئيس الوزراء الليبي عائدًا إلى بيته، مشيرًا إلى أنّ المهاجمين لاذوا بالفرار، بحسب وكالة رويترز.

كشف مصدر قريب من رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة أن الأخير نجا دون أذى عندما أصابت أعيرة نارية سيارته في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.

ونقلت وكالة رويترز عن المصدر قوله: إنّ الحادث وقع عندما كان الدبيبة عائدًا إلى بيته، واصفًا ذلك بأنه "محاولة اغتيال واضحة"، لكن المهاجمين لاذوا بالفرار، وأحيلت الواقعة للتحقيق.

وأشارت "رويترز" إلى أنّها "لم تطّلع" على صور أو لقطات مصورة للحادث أو ما بعده، كما لم تتحدث إلى شهود آخرين على الواقعة.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تأزّم سياسي جديد في ليبيا، حيث تظاهر العشرات في العاصمة طرابلس أمس دعمًا للحكومة، مطالبين بإسقاط مجلس النواب وإجراء الانتخابات.

ودعت الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور إلى تمكين الشعب الليبي من الاستفتاء على مشروع الدستور الذي أنجزته.

كما أطلق الاتحاد النسائي الليبي العام مبادرة تقترح إجراء حوار وطني لإيجاد حلول للأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

مخاوف من نشوب قتال

ومن شأن محاولة اغتيال الدبيبة، إن تأكدت، أن تفاقم الأزمة الدائرة حول السيطرة على ليبيا، بعدما قال إنه سيتجاهل تصويتًا في البرلمان المتمركز بشرق البلاد اليوم الخميس لاختيار بديل له.

وحشدت قوى مسلحة مزيدًا من المقاتلين والعتاد في العاصمة خلال الأسابيع الماضية، مما أثار مخاوف من نشوب قتال بسبب الأزمة السياسية.

ولم تشهد ليبيا سلامًا أو استقرارًا يذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي، وانقسمت في 2014 إلى معسكرين متحاربين في شرق وغرب البلاد.

وعُين الدبيبة في مارس/ آذار رئيسًا لحكومة الوحدة الوطنية التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي كان الهدف منها توحيد مؤسسات البلاد المنقسمة والإشراف على الفترة التي تسبق انتخابات في ديسمبر/ كانون الأول، في إطار عملية سلام.

وتتنافس الفصائل المتناحرة على السلطة بعد انهيار العملية الانتخابية وسط نزاعات بشأن القواعد الحاكمة لها، بما في ذلك حول شرعية ترشيح الدبيبة نفسه للرئاسة بعدما كان قد تعهد بخلاف ذلك.

ووصف مجلس النواب في طبرق، الذي أيد في الغالب قوات شرق ليبيا أثناء الحرب الأهلية، حكومة الوحدة الوطنية بأنها غير شرعية، ويعقد اليوم الخميس تصويتًا لتسمية رئيس جديد للوزراء لتشكيل حكومة أخرى.

وقال الدبيبة في خطاب هذا الأسبوع إنه لن يسلم السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات، وقالت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة بشأن ليبيا ودول غربية إن شرعية حكومة الوحدة الوطنية ما زالت قائمة.

"ضبابية".. هل يغلب "صوت العقل"؟

وقد يؤدي تحرك البرلمان لاختيار رئيس جديد للوزراء إلى العودة للوضع السابق قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، حيث تسعى حكومتان متوازيتان لحكم البلاد من مدينتين مختلفتين.

ويرى الباحث السياسي سامي العالم أنّ مجلس النواب مرهون في يد المخابرات المصرية، مشيرًا إلى أنّ هذا "واضح للجميع"، على حدّ وصفه.

ويوضح العالم في حديث إلى "العربي"، أنّ البرلمان الليبي بضغطه ومحاولته فرض حكومة جديدة وإقالة حكومة الدبيبة "مسيَّر وليس مخيَّرًا".

ويرجّح العالم غلبان "صوت العقل" في النهاية، وتأجيل جلسة التصويت المقرّرة اليوم على رئيس جديد للحكومة.

ويشير إلى نوع من "الضبابية" في المشهد الليبي، موضحًا أنّ الضغط الحاصل، و"المسرحية" التي رأيناها في اليومين الماضيين، على حدّ صفه، قد تكون "لتقوية شعبية عبد الحميد الدبيبة".

ويلفت إلى أنّ ما صرّح به الدبيبة يشير بشكل أو بآخر إلى إنهاء عمل البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، في حال المساس بحكومته، "فربما يحدث توافق ويطول أمد جميع السلطات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close