تتواصل المعارك في السودان، اليوم الأربعاء، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية.
فعبر حسابه على تويتر، أعلن مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث وصوله إلى السودان "لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني"، مشيدًا "بتفاني المجتمع الإنساني والمتطوعين المحليين الذين يبذلون قصارى جهدهم للمساعدة".
وأكد غريفيث أنه يعمل على الحصول على تعهدات من طرفي الصراع في السودان لحماية المساعدات الإنسانية لضمان توصيلها إلى المحتاجين.
نهب 6 شاحنات مساعدات
وقال غريفيث الموجود في السودان إن "هذه الالتزامات هي شرط أساسي للعمل الإنساني على نطاق واسع".
وأضاف للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من بورتسودان إن ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية نُهبت وهي "في الطريق" إلى دارفور.
وتأتي هذه الاشتباكات، رغم إعلان وزارة خارجية جنوب السودان في بيان أن طرفي النزاع وافقا "من حيث المبدأ"، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة جديدة لمدة سبعة أيام تبدأ غدًا الخميس.
هذه الهدنة الجديدة تلي وقفًا لإطلاق النار يسري حاليًا لمدة 72 ساعة وينتهي منتصف ليل الأربعاء الخميس.
البرهان يشرف على سير العمليات
وتسود حالة من الفوضى في العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بلقب "حميدتي"، في حين يتبادل طرفا الصراع الاتهامات حول المسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية السارية.
وأمس الثلاثاء، نشر موقع القوات المسلحة السودانية، مقطعًا مصوّرًا يظهر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وهو يلتقي عددًا من القادة. وأوضح الفيديو أن البرهان كان يشرف على سير العمليات من أحد مراكز قيادة القوات المسلحة.
وقال الجيش في بيان مساء أمس، إن "الموقف العملياتي مستقر في جميع أنحاء البلاد، باستثناء بعض الاشتباكات المتقطّعة، مع من وصفهم بـ"المتمردين" في بعض مناطق العاصمة.
نزوح وكوارث إنسانية
وقالت وزارة الصحة السودانية، إن حصيلة القتلى جراء الاشتباكات ارتفعت إلى 550. وأظهرت أحدث الإحصاءات أن عدد الإصابات وصل إلى أكثر من 4900 في مناطق سودانية متفرّقة.
في السياق، كشف المتحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة أنّ المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة، بينما تتوقع الأمم المتحدة "فرار 800 ألف شخص" آخر.
في المقابل، من لا يستطيعون مغادرة السودان لعدم توافر الإمكانات المالية، يواجهون نقصًا في الغذاء والمياه والكهرباء بوقت تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت مطلع هذا الأسبوع، من أنّ النزاع يحوّل المأساة الإنسانية الى "كارثة حقيقية"، وعبرت منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من "كارثة" في النظام الصحّي الذي كان أساساً هشّا في بلد هو من الأفقر في العالم.