دخل اعتصام المحتجين في مجلس النواب العراقي يومه الثاني، وسط تأكيدات على استمراره إلى حين تحقيق مطالبه المتمثّلة في حلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، في حين دعت قوى "الإطار التنسيقي" إلى التظاهر اليوم الإثنين، ضد ما وصفته بـ"الانقلاب المشبوه واختطاف الدولة".
وأفاد مراسل "العربي" في بغداد بأن الخطابات السياسية بدأت تنحى باتجاه الخطاب المباشر، حيث جدّد رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري، اليوم الاثنين، دعوته لـ"التيار الصدري" و"الإطار التنسيقي" بضبط النفس وتقديم مصلحة البلاد للوصول إلى حلول لحل الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد.
تحذير من خروج الأمور عن السيطرة
وقال العامري، في بيان: "في أجواء التصعيد الإعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو الى الحشد الجماهيري، والتي قد تخرج عن السيطرة وتفضي الى العنف، أكرر ندائي إلى الأخوة في التيار الصدري والإطار التنسيقي لتغليب منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء، للتوصل الى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما".
ودعا العامري إلى "التفاهم والحوار"، محملًا جميع الأطراف مسؤولية "سفك دماء العراقيين".
لكن مراسل "العربي" أفاد بأن الردّ على دعوة العامري جاء سريعًا من محمد صالح العراقي، المقرّب من الصدر، حيث طالب العامري بثلاث نقاط جوهرية تتمثّل في التخلّي عن الإطار التنسيقي، واستنكار التسجيلات الصوتية المسرّبة لرئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، والتي انتقد فيها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إضافة إلى تقديم ضمانات مكتوبة بالحفاظ على الدولة ومحاربة الفساد.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) August 1, 2022
وأشار مراسلنا إلى أن الأجواء هادئة في بغداد حتى الآن، وسط انتشار أمني مكثّف، وإقامة حواجز أمنية في الشوارع القريبة من المنطقة الخضراء، استعدادًا لتظاهرة "الإطار التنسيقي".
وتستمرّ الخلافات بين القوى السياسية، وتحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
من جهته، دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لعقد حوار بين الأطراف العراقية تستضيفه أربيل.
دعوات دولية للتهدئة
وأوضح حيدر البزركاني، الباحث السياسي العراقي، في حديث إلى "العربي"، أن مبادرة بارزاني تأتي في إطار محاولة تهدئة الأوضاع، وفتح باب للحوار الجاد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الأطراف العراقية إلى "التهدئة والارتقاء فوق خلافاتهم وتجنب العنف وضمان حماية المتظاهرين".
وحث غوتيريش "جميع الأطراف والجهات الفاعلة على الارتقاء فوق خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فعالة من خلال حوار سلمي وشامل، تلبي مطالب الإصلاح القائمة منذ فترة طويلة دون مزيد من التأخير".
بدورها، دعت الولايات المتحدة الأطراف العراقية إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل خلافاتهم السياسية من خلال عملية سلمية.