الإثنين 6 مايو / مايو 2024

أميركا لن ترسل مقاتلات "إف-16".. هل يعيد الغرب حساباته في دعم أوكرانيا عسكريًا؟

أميركا لن ترسل مقاتلات "إف-16".. هل يعيد الغرب حساباته في دعم أوكرانيا عسكريًا؟

Changed

مداخلة الخبيرة في النزاعات والأمن الإقليمي ماريا زولكينا ضمن "الأخيرة" حول واقع الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا (الصورة: رويترز)
تحاول أوكرانيا الحصول على أكبر قدر ممكن من الأسلحة الغربية لصد الهجمات الروسية وللتفوق في المعارك التي تحتدم خصوصًا في الشرق.

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة لن ترسل طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى أوكرانيا، في المدى القريب على الأقلّ.

فردًا على سؤال من مراسل خارج البيت الأبيض، عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنقل الطائرات الحربية "إف-16" التي تضغط كييف بشدة من أجل الحصول عليها، أجاب الرئيس بايدن: "لا".

ووفق موقع "بوليتيكو" الأميركي، من المرجح أن تشكّل هذه الملاحظة المقتضبة صدمة عبر المحيط الأطلسي، ولا سيما أنها تأتي بعد أيام من الزخم الغربي الواضح تجاه إرسال الطائرات المقاتلة شرقًا. 

في المقابل، علّق مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته على موقف بايدن، قائلًا: "لم يكن هناك نقاش جاد رفيع المستوى حول طائرات إف-16"، بمعنى أن واشنطن لم تقدم تصريحًا رسميًا مبنيًا على مراجعة سياسية داخلية، مما يعني على حدّ تعبيره أن موقف بايدن قد يكون قابلًا للتغيّر.

أزمة طائرات بعد أزمة الدبابات؟

ولم يستبعد الموقع الأميركي أيضًا، أن يؤدي تعبير بايدن الأخير إلى تدهور العلاقات مع كييف التي رحّبت بالقرار المنسق بين الولايات المتحدة وألمانيا الأسبوع الماضي، لإرسال دبابات قتال رئيسية إلى الخطوط الأمامية.

في السياق، أكد وزير الدفاع النرويجي بيورن آرليد غرام أن بلاده تعتزم تسليم دبابات من طراز "ليوبارد 2" الألمانية الصنع إلى أوكرانيا "في أسرع وقت ممكن"، ملمّحًا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يحصل في نهاية مارس/ آذار المقبل.

وسبق أن أبدت دول غربية عدة رغبة في إمداد أوكرانيا سريعًا بدبابات، على غرار المملكة المتحدة التي تعتزم تسليم كييف دبابات من طراز "تشالنجر" في نهاية مارس المقبل أيضًا.

هل يصمد التحالف الغربي؟

ومع كل منعطف في الأزمة الأوكرانية، يتصاعد الخلاف داخل البيت الأوروبي والغربي بشكل عام، بحيث تتباين المواقف بين دولة وأخرى في ظلّ غياب إستراتيجية موحّدة لاتخاذ حلفاء كييف قراراتهم لدعم أوكرانيا ضدّ الهجوم العسكري الروسي على أراضيها.

ومتابعةً لهذا الملف، ترى الخبيرة في النزاعات والأمن الإقليمي ماريا زولكينا، أنه لا يمكن الاتفاق تمامًا على أنه ليس هناك من موقفٍ موحّد وذلك لأن العالم شهد عقب الحرب الأوكرانية اتحادًا دوليًا غير مسبوق منذ أكثر من 30 سنة.

وتوضح في حديث إلى "العربي"، من العاصمة البريطانية لندن، أنّ أكثر من 40 دولة اتفقت على موقف موحّد بشأن الهجوم الروسي، من بينها دول محايدة تاريخيًا، وبعضها من خارج الاتحاد الأوروبي، وبعضها الآخر من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتشير زولكينا إلى أنّ "كل هذه الدول هي جزء من الاتفاق الذي يبرز توافقًا بين أكثر من 40 دولة على مستوى تأمين الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا".

وتضيف: "بالفعل تلقت كييف عددًا كبيرًا من الأسلحة المتطورة، وتم تخطي كل الأفكار السابقة ما يشكل دليلًا على عزم الغرب في مساعدة أوكرانيا على الفوز بأسرع طريقة كي لا يتوسّع هذا الاجتياح".

التنازلات الغربية

وعن تردد بعض الدول في تقديم أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، تشير زولكينا إلى وجود بعض التنازلات من قبل بعض الدول كون ذلك يتم في خضم عملية سياسية دولية، لافتة إلى أن ذلك قد يبطئ أو يؤخّر أوكرانيا ميدانيًا إلا أنه بعد اتخاذ الخطوات الضرورية يتحقق الهدف المرجو.

أما عن سعي الغرب لاستنزاف روسيا عبر مواصلة دعم أوكرانيا، تقول الخبيرة في النزاعات والأمن الإقليمي إن المفاوضات ممكنة فقط "في حال فهمت روسيا أنها تخسر على أرض المعركة".

وتضيف: "إن لم يحدث ذلك، ستحاول موسكو تنظيم هجمات أخرى، والتذرع بوقف إطلاق نار ضعيف فقط لإعادة تسليح نفسها، وهذا ما رأيناه.. يجب أن تواجه روسيا خسارة كبيرة على أرض المعركة ومن ثمّ سيكون هناك أمل في التفاوض".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close