الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

العلاقات الإسبانية المغربية.. ما أسباب تحول موقف مدريد من قضية الصحراء؟

العلاقات الإسبانية المغربية.. ما أسباب تحول موقف مدريد من قضية الصحراء؟

Changed

فقرة من برنامج "قضايا" تناقش مستقبل العلاقات الإسبانية المغربية بعد استئنافها (الصورة: وسائل التواصل)
انتهت الأزمة بين البلدين برسالة بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى العاهل المغربي تضمنت مواقف وإشارات تاريخية في سياق العلاقات مع الرباط.

أعلنت إسبانيا افتتاح الحدود البرية بين المغرب وجيبي سبتة ومليلية، شمالي إفريقيا، بعد أن أُغلقت على مدار أكثر من عامين بسبب انتشار فيروس كورونا والتوترات بين البلدين.

وقال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسك: إن إعادة فتح الحدود بدأت تدريجيًا منذ 17 مايو/ أيار الجاري، وسيكون العبور مقصورًا على سكان منطقة شنغن الأوروبية وأفراد أسرهم، على أن يمتد ليشمل العمال بنهاية الشهر.

ويأتي الاتفاق في سياق استئناف التعاون بين البلدين الذي أتاحه تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء لصالح الرباط منتصف مارس/ آذار الماضي، وذلك بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل النزاع، وهو الموقف الذي أنهى أزمة حادة اندلعت بسبب استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بجواز سفر مزور للعلاج.

وتفاقمت الأزمة حينها مع تدفق نحو 8 آلاف مهاجر معظمهم من المغاربة إلى مدينة سبتة مستغلين تراخيًا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

وفي سياق متصل أشاد وزير الخارجية الإسباني بتراجع عدد المهاجرين الذين يصلون إلى أرخبيل الكناري الإسباني قبالة السواحل الأطلسية للمغرب بمعدل 70% خلال الفترة ما بين مارس/ آذار وأبريل/ نيسان الماضيين بالمقارنة مع يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط.

وانتهت الأزمة بالرسالة الذي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس والتي تضمنت مواقف وإشارات تاريخية في سياق العلاقات مع الرباط أهمها اعتبار مديد مخطط الحكم الذاتي بالصحراء هو الأساس الأكثر جدية وواقعية من أجل تسوية الخلاف بحسب الديوان الملكي المغربي.

تحول الموقف الإسباني من "قضية الصحراء"

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث السياسي الحبيب شباط، أن الموقف الإسباني مرّ بعدة مراحل خصوصًا في قضية الصحراء، بدءًا مما يسمى الحياد السلبي إلى الاصطفاف مؤخرًا إلى الجانب المغربي.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من مدينة إشبيلية الإسبانية، أن مدريد قرأت جيدًا التحولات الجيوسياسية وأنها لا تريد أن تكون خارج مجموعة أصدقاء المغرب.

وتابع أن ما يحدث من نشاط بعض المجموعات الإرهابية التي تنشط في مجموعة الساحل وإفريقيا، لا يشكل خطرًا كبيرًا على إفريقيا فقط، بل يطال أيضًا أوروبا.

وحول التحوّل في الموقف الإسباني، أشار الحبيب شباط إلى أن المغرب ربط خلال السنوات الأخيرة ملف الصحراء بسياساته الخارجية، ما جعل مدريد تراجع سياساتها في هذا الملف.

واستبعد أن يكون المغرب قد تنازل عن سبتة ومليلية لإسبانيا من أجل أن تغير الأخيرة موقفها تجاه ملف الصحراء، مشيرًا إلى أن البلدين ينظران إلى المستقبل، لأن المعركة المقبلة ستكون الأوضاع في إفريقيا.

وأردف أن تطبيع علاقات المغرب مع إسرائيل ربما لعب دورًا في تحسين العلاقات بين الرباط ومدريد، إذ إن إسبانيا لا تريد أن تفسح المجال لإسرائيل وغيرها من الدول كالولايات المتحدة بريطانيا أن تستثمر في المغرب فيما هي على بعد كيلومترات منها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close