السبت 18 مايو / مايو 2024

اليمن.. السيول تحرك ألغام الحرب في المناطق السكنية والزراعية

اليمن.. السيول تحرك ألغام الحرب في المناطق السكنية والزراعية

Changed

"العربي" يفتح قضية الألغام ومخلفات الحروب التي تفتك باليمنيين (الصورة: غيتي)
جرفت السيول ألغامًا غير منفجرة من جبهات القتال القريبة من محافظة الجوف إلى السهول، بالإضافة إلى مأرب وشبوة والحديدة.

كشفت مياه السيول التي شهدتها محافظة الجوف شمالي اليمن، عن ألغام في الطرق العامة ومناطق الرعي والسكن، ومخيمات النزوح في العديد من المديريات.

وقد جرفت السيول هذه الألغام غير المنفجرة من جبهات القتال القريبة من المحافظة إلى السهول، كذلك رصدت مخلفات الحرب هذه في محافظات مأرب، وشبوة، والحديدة، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين وممتلكاتهم.

يأتي هذا، بينما حذّر المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ومخلفات الحرب من توقفه عن العمل في حال أخفقت الأمم المتحدة في تمويله، بعد أن أصبحت قدرتهم على العمل مهددة مع خفضٍ متوقع في التمويل.

وشهد اليمن أكبر عمليات زرعٍ للذخائر، فيما تعد الألغام الأرضية أبرز أسلحة بعض القوى التي تتصارع على الأرض، وتستهدف المدنيين في السهول والوديان وفي أحياء سكنية.

ضحايا ونقص في الإمكانيات

ويؤكد مسؤول في مركز التعامل مع الألغام لـ"العربي"، أنه منذ بداية الحرب في اليمن رصدت إحصائية غير دقيقة لا تمثل 30% من إجمالي الجمهورية، حوالي 4000 ضحية للألغام، بينما رصد المركز منذ سريان الهدنة في أبريل/ نيسان الفائت 300 ضحية، بينهم 105 أطفال.

وتحاول بعض المراكز العمل في مناطق مختلفة، لاستكشاف الأجهزة غير المنفجرة واستخراجها بعناية وتخزينها لتفجيرها بشكل آمن، إلا أن المخاوف تزداد من ارتفاع عدد ضحايا الألغام والمتفجرات المختلفة.

وتبرز هذه الأزمة في ظل شح في الإمكانيات وقدم أجهزة الكشف عن الذخائر، واحتياجات لمعدات مدنية للكشف عن ألغام التي تقتل المدنيين الذين يعانون أصلًا من معضلة إنسانية حادة.

"العودة إلى نقطة الصفر"

ومن أمستردام، يقول المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري، إنّ هذه الأزمة برزت منذ عام 2014، بعد أن كان اليمن على أبواب إعلانه منطقة خالية من الألغام، عقب سنوات مضنية من جهود نزع الألغام.

ويضيف في حديث مع "العربي": "للأسف عدنا خلال الحرب الأخيرة إلى نقطة الصفر، بسبب عمليات زراعة الألغام التي تمت من قبل الحوثيين بشكل عشوائي ومكثّف، فبتنا نتحدث اليوم عن مناطق واسعة تطفو على حقول من الألغام بخاصة في المحافظات التي شهدت المعارك".

وعن مشكلة النقص في التمويل، يلفت الحميري أن هنالك ضغطًا كبيرًا على الفرق الهندسية التي تعمل على الأرض لتطهير المناطق من مخلفات الحرب، كاشفًا عن بروز إشكالية في الفترة الماضية، بحيث جرى تمويل بعض المراكز التابعة للحوثيين من قبل المنظمات الدولية.

وتابع المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام: "جماعة الحوثي هي المتهم الوحيد بزراعة الألغام عشوائيًا، وتستهدف بشكل مباشر أرواح المدنيين".

وأشار إلى أن عملية الرصد التي تحقق منها المرصد اليمني، بيّنت أن عملية زراعة الألغام "لم تكن تستهدف التحركات العسكرية، بل التحركات كافة ومنها المدنية".

من جهة ثانية، تحدث الحميري عن إعادة تقليص الدعم الدولي عن هذه المراكز، مناشدًا الدول المانحة والحكومات تقديم آلية واضحة لعملية الدعم، خصوصًا فيما يتعلق بتمويل الفرق التابعة للحوثيين.

وطالب المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام أن يكون هناك التزامات واضحة وضمانات من قبل الحوثيين، بالتوقف عن زراعة المزيد من الألغام بخاصة تلك التي تهدد حياة السكان بشكل مباشر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close